الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

ليبيا تحت قبضة 1700 ميليشيا مسلحة تخدم الإخوان والجماعات السلفية والقاعدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشهر الميليشيات المسلحة في ليبيا
- الإخوان والقاعدة يحكمان ليبيا بالميليشيات
- ليبيا على أعتاب الحرب الأهلية
دور الميليشيات الليبية في دعم العنف في مصر
قطر وراء دعم الميليشيات المسلحة
- علاقة الميليشيات الليبية بجماعة الإخوان المسلمين في مصر
النفط في يد الميليشيات
ليبيا: الشعب يتظاهر.. والميليشيات تقتل.. والحكومة تندد
ليبيا ما بعد القذافي أضحت قنبلة موقوتة يمكنها الانفجار في أي لحظة، ولن تلحق الأضرار بالداخل فقط، بل سيكون تأثيرها خطيرا على الدول العربية المجاورة مثل مصر والجزائر، بعد وجود أكثر من ألف ميليشيا مسلحة تتبع للإخوان المسلمين والقاعدة في ليبيا، ويتم استخدامها في الصراع السياسي الداخلي، والخارجي لجماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم، ومن يقف في وجه هذا المخطط في ليبيا يكون مصيره الخطف أو القتل.
ولعل خطف رئيس الوزراء الليبي على زيدان، الذي أتى عقب زيارته بمدة قصيرة لمصر ولقائه بالرئيس المؤقت، خير دليل على تورط الإخوان لغضبهم مما قام به، ولم يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد، بل تم تصفية رجال أمن ليبين، وكذلك أبرزت وسائل إعلام غربية مدى قوة العلاقة بين الميليشيات المسلحة في ليبيا وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
كما أنهم لم يتركوا الاقتصاد الليبي من خلال الاستيلاء بالقوة المسلحة على آبار النفط.

أشهر الميليشيات المسلحة في ليبيا
الجماعات السلفية.. درع ليبيا.. "الزنتان".. أبرز الميليشيات التي تحكم ليبيا لا تزال الميليشيات المسلحة عقبة كبيرة تعترض طريق تحقيق الاستقرار في ليبيا، فعلى الرغم من اختلاف أسماء وتوجهات وأدوار هذه الميليشيات فإنه يؤخذ على الحكومة الليبية ضعفها وعدم قدرتها على توحيد هذه الجماعة في كيان واحد أو فرض سيطرتها عليها نتيجة لضعف قوتها العسكرية والأمنية ونقص السلاح ما يهدد بانزلاق البلاد نحو مزيد من التفكك وعدم الاستقرار.
ويبلغ عدد هذه الميليشيات ما يقرب من 1700 ميليشيا مسلحة من أبرزها: درع ليبيا: وهو تحالف ميليشيات من مدن ساحلية من شرق وغرب طرابلس وتحديدا من زاوية في الغرب ومصراته في الشرق، وكان المؤتمر الوطني العام قد قام بنقل درع ليبيا في أغسطس إلى طرابلس لتعزيز الأمن.
وتعتبر درع ليبيا نفسها بمنزلة جيش احتياطي، بينما يرى معارضوها أن لها توجها إسلاميا، بينما يرى مؤيدوها أنها نواة لجيش جديد. وتندرج تحت هذا الدرع أيضا غرفة عمليات ثوار ليبيا التي أعلنت عن مسئوليتها عن احتجاز رئيس الوزراء على زيدان لفترة قصيرة في أكتوبر من هذا العام.
- ميليشيات وكتائب مصراته: وهي تملك الكثير من العتاد العسكري مما يجعلها تتفوق على القوة العسكرية لحكومة طرابلس وتنتشر ترسانتها العسكرية في مناطق واقعة على مشارف مدينة مصراته، وينسب إليها أحداث منطقة "غرغور" في طرابلس والتي أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى.
- اللجنة الأمنية العليا: وهي تحظى بنفوذ في شرق ليبيا وتعمل كقوة متحالفة مع درع ليبيا في مواجهة ميليشيات "الزنتان" القبلية. 
- ميلشيات "الزنتان": وهي ميليشيات قبلية تنحدر من منطقة "الزنتان" الصحراوية، ووجهت لها اتهامات بارتكاب أسوأ التجاوزات التي شهدتها ليبيا مؤخرا من قطع الطرق وحوادث الاختطاف.
ويقود قواتها اللواء القعقاع، وتضم بعض قوات الرئيس السابق معمر القذافي التي تدربت في روسيا، وكانت قد سيطرت في وقت سابق من العام على حقلين بترول في الغرب.
- جماعات سلفية: وتضم أعضاء سابقين من الجماعات الجهادية في ليبيا ومن بينها أعضاء في المؤتمر الوطني، وكان بعض مقاتليها قد شاركوا في حرب العراق وأفغانستان بين صفوف القاعدة. ويلقى باللوم على أحد فصائلها وهي جماعة أنصار الشريعة في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي العام الماضي والذي تمخض عن مقتل القنصل الأمريكي حين ذلك.
- مؤيدو إقامة نظام فيدرالي في برقة: وتدعو هذه الميليشيات إلى قدر أكبر من الحكم الذاتي في إقليم برقة في الشرق، ويطالبون بنصيب أكبر من مطالب الثورة، وأعلنوا حكومة برقة في نوفمبر 2013 وضمت 20 وزيرا بهدف إدارة الإقليم.
- لواء شهداء 17 فبراير: ويمثل أكبر ميليشيات شرق ليبيا ويتألف من 12 كتيبة على الأقل ويملك مجموعة كبيرة من الأسلحة ومراكز التدريب ويتألف ما يتراوح ما بين 1500 و3500 فرد، ونفذت العديد من المهام الأمنية في شرق وجنوب ليبيا.

الإخوان والقاعدة يحكمان ليبيا بالميليشيات
أكد أسعد زهيو، المتحدث باسم الحركة الوطنية الشعبية الليبية، أن ليبيا الآن يحكمها تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين والجماعات المتشددة. وأشار زهيو، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، "إلى أن ليبيا تتجه نحو الهاوية لأنها أصبحت مهددة بالتقسيم وتفتيت الوحدة الوطنية"، كما أنه جار تقسيمها إلى خمس دويلات، موضحًا أن حكم الميليشيات لن ينتهي لأنه قائم على حزب المؤتمر الوطني الذي جاء على جماجم الليبيين. ولفت إلى أن هناك أيدى خفية وراء عدم بناء جيش ليبي قوي، ولا توجد نية صادقة لبناء دولة، فضلًا عن وجود أجندات غربية تريد استمرار الحالة التي يعاني منها الليبيون الآن من الدمار والخراب، كما أن الغاز الذي يعتبر المصدر الرئيسي للثروة الليبية أصبح حكرًا على القوى الأجنبية بواسطة الميليشيات المسلحة التي تخدم الإخوان والقاعدة.

- ليبيا على أعتاب الحرب الأهلية
أحداث الاغتيالات اليومية في ليبيا والتي تستهدف قيادات بارزة أمثال أحمد البرغثي قائد الشرطة العسكرية الليبية، واختطاف رئيس الوزراء ونائب رئيس المخابرات الليبية يشير إلى أن الأمور في ليبيا في طريقها لأجواء حرب.
وأشار المعارض الليبي عادل حسين إلى أن هناك صراعًا في ليبيا على السلطة والمال، وأن الاشتباكات بين الكتائب المسلحة يجعل الأمور في طريقها لمزيد من التوترات. واتهم حسين، الميليشيات بتنفيذ أجندة خارجية وتدعمها ماليًا، ومن يعارضها لا يتلقى سوى رصاصة، الأمر الذي أدى إلى بث الرعب في قلوب الليبيين، في ظل عدم كبح جماح الميليشيات، وعدم وجود شرطة ولا قانون ينفذ على أفراد هذه الميليشيات. بينما أكد الدكتور على الفيتوري، الناشط الليبي، أن ما يحدث في ليبيا من اشتباكات بين ميليشيات مختلفة، يعكس صراع النفوذ بين الميليشيات في العاصمة، في ظل عجز الحكومة وسلبية المواطنين.
وأوضح الفيتوري أن القصة في طرابلس ليس ميليشيات بل عصابات مسلحة، لأنه لم يعد هناك ثوار، بعد إسقاط النظام، ووجود حكومة ممثلة للشعب والمؤتمر الوطني.
وعلق على الفيتوري أن هذه الكتائب تتعامل مع المتظاهرين مثل كتائب الرئيس السابق معمر القذافي في بداية الثورة الليبية.
وأضاف الفيتوري أنه على الرغم من فوضوية المشهد إلا أنه يشعر بالتفاؤل، لأن الشعب بدأ يتحرك ويثور ويستشعر بالخطر من وجود الميليشيات المسلحة. لم تكن هذه رؤية الليبيين فقط بل المحللين الغربين فقد نشر موقع "روسيا اليوم" أن الحكومة الليبية فشلت حتى الآن في فرض سلطتها على البلاد، في الوقت الذي تزايد فيه الاقتتال الداخلي، وانعدام القانون، الأمر الذي سيؤدي إلى حرب أهلية. مشيرا إلى أن الفوضى باتت سمة الحياة اليومية، ووصل ذروة ذلك الشهر الماضي عندما خطف رئيس الوزراء على زيدان، ومن بعده نائب رئيس المخابرات، كل ذلك أثبت عدم وجود الحكومة المركزية بشكل واضح، وكذلك تم استهداف السفارات الأجنبية، في ظل تنافس الميليشيات المتناحرة وفروع تنظيم القاعدة على السلطة، مستغلين حدود البلاد. بل لم يتوقفوا عند هذا الحد فلجأوا لزيادة سيطرتهم اقتصاديا بالاستيلاء على آبار النفط، ومنع أي نشاط في الموانئ.
- دور الميليشيات الليبية في دعم العنف في مصر
العديد من التقارير الأجنبية والعربية تشير إلى تعاظم دور الميليشيات في ليبيا في تهريب السلاح عبر الحدود مع مصر والجزائر وإلى العديد من البلاد العربية التي يوجد فيها تنظيم الإخوان المسلمين، ومن المعلوم أن انتشار الأسلحة بكثافة في ليبيا أدى إلى التجارة في هذه الأسلحة، خصوصا أنه تم إدخال جزء كبير منها في فترة حكم الإخوان المسلمين عبر الحدود، والتي بدورها تم استخدامها في العنف بعد عزل محمد مرسي.
وأوضح المعارض الليبي الفيتوري حسين –في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"– أن الميليشيات المسلحة في ليبيا تربطها علاقة وطيدة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر ولا سيما ميليشيات المنطقة الشرقية مثل 17 فبراير والسحاتي وجميع الميليشيات التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة.
ولفت الفيتوري إلى أن الميليشيات المسلحة في ليبيا تقوم على دعم الأعمال الإرهابية في مصر من خلال تهريب الأسلحة والدليل على ذلك أن هذا لم يكن يحدث في عهد الرئيس السابق معمر القذافي.
بينما أكدت مجلة "فوربس" الأمريكية أن العنف في ليبيا يحض على حالات مماثلة في جميع أنحاء المنطقة، مصر وتونس والجزائر. وأضافت المجلة، أن ما يحدث في ليبيا ليس جيدًا على القاهرة حتى اقتصاديا، خصوصا أن انهيار قطاع البترول في ليبيا أثر على مصر التي تواجه مليارات من الديون في قطاع الطاقة ونقص النفط والغاز، وقد ناشدت مصر الدول المجاورة الحصول على مساعدة في أبريل، ومنحتها ليبيا 1.2 مليار دولار من نفطها، دون فوائد لمدة عام.
- النفط في يد الميليشيات
استعرض تقرير لمجلة "فوربس" الاقتصادية الأمريكية أوضاع النفط في ليبيا منذ انهيار حكومة القذافي، حيث أكدت أن وضع النفط في ليبيا لم يصل إلى ما كان عليه الوضع في عصر القذافي 1.6 مليون برميل يوميا، وأن الميليشيات والجماعات العاملة تسيطر على النفط، وذلك للضغط على الحكومة في اتخاذ القرارات التي ترتضيها فقط وتكون بمنزلة الحاكم الفعلي.
- علاقة الميليشيات الليبية بجماعة الإخوان المسلمين في مصر
ويشير عدد من المحللين إلى ارتباط الميليشيات المسلحة في ليبيا ولا سيما في المنطقة الشرقية بعلاقات وطيدة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، مشيرين إلى أن العلاقات قد شهدت عصرها الذهبي في أثناء حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي.
وأوضح المعارض الليبي الفيتوري حسين -في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"- أن الميليشيات المسلحة في ليبيا تربطها علاقة وطيدة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، ولا سيما ميليشيات المنطقة الشرقية، كما أن الميليشيات المسلحة في ليبيا تقوم على دعم الأعمال الإرهابية في مصر من خلال تهريب الأسلحة والدليل على ذلك أن هذا لم يكن يحدث في عهد الرئيس السابق معمر القذافي.
ومن جانبه، أكد المعارض الليبي عبد القادر منصور – في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"علي أن الإخوان المسلمين في مصر تربطهم علاقة قوية بالميليشيات المسلحة في مصراته، لافتا إلى أنه أثناء اعتصام الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية تسربت معلومات عن دعم الميليشيات للإخوان بسفينة محملة بالأسلحة والمقاتلين ولكن الجيش المصري نجح في التعامل معها والقبض عليهم.
وأضاف منصور أن العلاقة بين الجانبين قد نشأت في أعقاب تولي الرئيس مرسي لسدة الحكم في مصر وأبرز دليل على ذلك الزيارة السرية التي قام بها خيرت الشاطر إلى مصراته حيث تتمركز هذه الجماعات.
وأوضح منصور أن هذه الميليشيات قد لعبت دورا كبيرا في زعزعة الاستقرار في مصر وسيناء من خلال تهريب الأسلحة عبر الحدود ولا يزالون مستمرين في ذلك حتي الآن.
- قطر وراء دعم الميليشيات المسلحة
تشير أصابع الاتهام بصورة واضحة إلى وقوف قطر وراء دعم وتمويل هذه الجماعات بهدف إشاعة الفوضى في ليبيا ومحاولة الاستيلاء على ثرواتها ولا سيما النفطية.
حيث أكد المعارض الليبي الفيتوري حسين على أن قطر تقف وراء دعم الميليشيات المسلحة في ليبيا، وأشار إلى أن هناك عددا من الشخصيات يتلقي دعما من هذه الدول لتمويل الميليشيات، من بينهم عبد الحكيم بلحاج المنتمي لتنظيم القاعدة، وخالد الشريف من الجبهة الليبية المقاتلة، فضلا عن رئيس الوزراء الليبي الحالي على زيدان.
ومن جانبه، أشار المعارض الليبي عبد القادر منصور إلى أن قطر تقوم بدعم الجماعات المسلحة في مصراته وهي الجماعات المتورطة في قتل المتظاهرين السلميين يوم الجمعة الماضية، موضحا أن قطر تحاول استغلال هذه الجماعات من أجل إحكام قبضتها على ليبيا والاستيلاء على حقول النفط والغاز فيها.