لم يهدأ له بال يومًا ما فى الحشد والتحريض المستمر لزيادة بحر الدماء بعد ثورة 30 يونيو، وربما كان الأكثر انحيازًا للعنف والتحريض داخل جماعة الإخوان، ولعل إرهابه المتكرر كان يؤكد للجميع أنه بكل تأكيد ستنتهى وهو ملقي على الأرض قتيلًا، وهو ما حدث بالفعل، بحسب البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية المصرية.
محمد كمال، كان يعد نفسه ليكون المرشد الجديد للجماعة، وقرر الإطاحة بمن صنعوه وأدخلوه مكتب الإرشاد، وجعلوا منه مسئولًا عن إخوان الصعيد، فهو يقود جبهة الشباب التى ترى ضرورة التصعيد وابتكار خطط جديدة، فى مواجهة الدولة المصرية.
كما أنه يقف فى وجه محمود حسين الأمين العام للجماعة ومحمود عزت القائم بأعمال المرشد، اللذين كان لهما الدور الأكبر فى تصعيده لعضوية مكتب إرشاد الإخوان على حساب محمد حبيب، نائب المرشد المنشق عن الجماعة.
هو أحد المقربين من خيرت الشاطر، وهو أحد الذين ساهم خيرت الشاطر فى صناعتهم، لكنه قرر أن ينسى كل ذلك، وأن يطيح بهم فى نهاية المطاف.
محمد محمد محمد كمال الدين، وشهرته "محمد كمال الدين"، البالغ من العمر 61 عامًا، المولود فى محافظة أسيوط فى 12 مارس عام 1955، كان أستاذًا بقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة أسيوط، الذي اختاره جناح الشباب داخل الجماعة في فبراير من عام 2015، ليكون مرشدًا، بدلًا من محمود عزت، إثر الانتخابات الداخلية التي دشنها شباب الجماعة في ذلك الوقت وأدت إلى إشعال الصف الإخواني.
حياته الوظيفية بدأت بتعيينه معيدًا بقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة أسيوط عام 1984، ثم مدرسًا عام 1992، وترقى لدرجة أستاذ مساعد بقسم الأنف والأذن والحنجرة عام 1997، ونال درجة الأستاذية في هذا القسم والتخصص نفسه عام 2002، ليتولى رئاسة القسم فى أول سبتمبر من عام 2011، وحتى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة وإبان عزل الرئيس المعزول محمد مرسي.
وشغل منصب مسئول مكتب الإرشاد بجنوب الصعيد، لكن عند اختياره كواحد من أهم قيادات الإخوان لم ينل قبول العديد منهم، نظرًا لبعده عن العمل السياسي.
يحسب لـ"كمال" عند الإخوان، أنه الأكثر نشاطًا فى تجنيد المئات من شباب الصعيد للانضمام لصفوف الجماعة، ونجح فى مخططه وهو ما جعل قادة الجماعة يضعون كامل ثقتهم فيه، لكنه قرر -فى نهاية المطاف- الإطاحة بهم.
فى 1 سبتمبر 2013 ألقت قوات الأمن بأسيوط القبض عليه، وبعدها بشهور قليلة تم إخلاء سبيله.
وكان على رأس العمليات التى قادها جناح كمال المسلح، اغتيال الشهيدين النائب العام السابق هشام بركات، والعقيد وائل طاحون، ومجموعة من ضباط وأفراد هيئة الشرطة والقوات المسلحة، ومحاولة اغتيال المفتى السابق، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد فى القضيتين "52/2015" جنايات عسكرية شمال القاهرة، تشكيل مجموعات مسلحة للقيام بعمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، 104/81/2016 جنايات عسكرية أسيوط، تفجير عبوة خلف قسم ثاني أسيوط، كما أنه مطلوب ضبطه فى العديد من قضايا التنظيم المتعلقة بالأعمال العدائية "تفجيرات – اغتيالات"، ومن أبرزها: القضية رقم "314/2016" حصر أمن دولة عليا "اغتيال النائب العام"، والقضية رقم "423/ 2015"، حصر أمن دولة عليا "استشهاد العقيد وائل طاحون"، والقضية رقم «431/2015»، حصر أمن دولة عليا "تشكيل تنظيم مسلح يستهدف ضباط الشرطة والجيش"، والقضية رقم "870/2015"، حصر أمن دولة عليا، المقيدة برقم "24/2016"، جنايات عسكرية طنطا، "تشكيل تنظيم مسلح يستهدف ضباط القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة".