مع كتابة النهاية لأكثر قيادات جماعة الإخوان انحيازًا للدم والقتل، محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، وزعيم جبهة «الإدارية العليا» المؤيدة من الشباب، تبعثرت أوراق الجناح المسلح للتنظيم الإرهابي ولجانه النوعية، ما يفرض تساؤلا عن السيناريوهات المتوقعة لمسار التنظيم ككل فى الفترة المقبلة.
لم يسبب خبر تصفية «كمال» ارتياحًا فقط لأجهزة الأمن، إذ إن غريمه فى الجماعة محمود عزت، زعيم التيار التقليدي، سيكون أمام فرصة لغلق صفحة النزاع داخل التنظيم، لكن ما ظهر على شباب الإخوان من ردود أفعال، يؤكد أنهم فى توحد على أفكار «كمال»، وبدا ذلك فى اتهام البعض لـ«عزت» بالتواصل مع الجهات الأمنية.
كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، رأى أن تصفية «كمال» لن تنهي الصراعات القائمة داخل التنظيم، بل ستزيد وتيرتها، خاصة فى ظل الروح الانتقامية التي تأسر الكثير من شباب الجماعة، والتي كان «كمال»، سببا فى ترسيخها.
وأضاف «الهلباوي» لـ«البوابة» أن التخبط وعدم وجود قيادة حكيمة، بل ووجود قيادات متشددة ومتهورة تركت الدعوة جانبًا وانحرفت عنها، ينذر بفشل وراء فشل.
من ناحيته، اعتبر طارق أبوالسعد، القيادي المنشق عن الإخوان، أن إغلاق باب النزاع بين «كمال» و«عزت» بوفاة الأول، لن يمنع أن يظل جرح الجماعة ينزف، خاصة أن التصفية تمت على أيدي القوات الأمنية وليس من داخل الجماعة.
وتابع «أبوالسعد»، أن التخلص من «كمال» كتب النهاية للجان النوعية، التي أسسها لتكون الذراع الانتقامية له، خاصة فى ظل الصراعات بينه وبين جبهة العواجيز.