في ظل تدني مستوى التعليم في المعاهد الأزهرية وحرصا من البعض على تزويد أبنائهم بوجبة تربوية ذات صبغة دينية يلجئون إلى ما بات يعرف بالمدارس الإسلامية، والتي عرفنا خلال السنوات الأخيرة أن بعضها ملك لقيادات ورموز الإخوان والتيار الإسلامي، ما جعل وزارة التربية والتعليم تخضعها للإشراف التام وسحبها من تحت سيطرة ملاكها، ما يطرح أسئلة كثيرة حول وضعها الآن بعد إشراف الوزارة عليها وهل ما تزال هناك مخاوف من أن تكون "مفرخة" للفكر المتطرف ام انها تتبنى الفكر الإسلامي الوسطي.
تقصت "البوابة نيوز" حقيقة تلك المدارس فوجدنا أن من أبرز تلك المدارس "الإخوانية"61 مدرسة، واهم هذه المدارس هى "جني دان" المملوكة لخديجة خيرت الشاطر، مدارس "المقطم الدولية" التي يملكها القيادي الإخواني عدلي القزاز مستشار وزير التعليم السابق، و"أمجاد" لكاميليا العربي شقيقة الفنان الإخواني وجدي العربي، و"فضل الحديثة" لـ"محمد فضل" شقيق زوجة الدكتور عصام العريان، و"تاجان" في مدينة نصر بالقاهرة، و"المدينة المنورة"، و"الجزيرة" بالإسكندرية، و"الهدى والنور" بالدقهلية ويرأس إدارتها المهندس إبراهيم أبوعوف أمين حزب الحرية والعدالة بالدقهلية (محبوس حاليا بتهمة التحريض على العنف)، و"رياض الصالحين" بالمنوفية المملوكة لرجل أعمال إخواني، و"الدعوة الإسلامية" ببني سويف، و"زهراء الأندلس" بمنطقة فيصل بالجيزة، و"الفتح" ببنها- محافظة القليوبية، و"الدعاة" بالسويس، و"دار حراء الإسلامية" بأسيوط وتديرها وفاء مشهور ابنة المرشد الأسبق للجماعة مصطفى مشهور، و"طيبة" للغات في مدينة نصر، و"الصحابة" بحلوان والمعادي، وغيرها من المدارس المنتشرة في 19 محافظة.
ومن جانبه أوضح الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن هناك نوعين من المدارس الإسلامية الخاصة وهى "المدارس الإسلامية الخاضعة تحت رقابة الأزهر الشريف وتسمى "المعاهد الأزهرية" ويوجد منها نحو 8000 معهد بمصر تدرس المواد التي تأتى من الأزهر، ونوع الثانية وهى المدارس الإسلامية الخاصة وهم أصحابها (أهل البيت والجمعيات الشرعية) ويوجد من هذا المدرسة 1000مدرسة بمصر.
وأضاف "مغيث" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إن هذ المدارس التابع إلى الجمعيات الشرعية وأهل البيت غير قانونية وفقا إلى المادة 306لسنة 1993 التي تمنع وجود مدارس ذات الصبغة الإسلامية.
وأشار الخبير التربوي، إلى إن المدارس الإسلامية انتشرت خلال العقود الثلاثة الماضية، والذي تبنتها معظم الجمعيات الخيرية الإسلامية والمدارس الخاصة ذات التوجه الإسلامي والتي تخرج جيل متشدد ومتطرف ذات الصبغة الإسلامية القديمة.
وقال الشيخ "عمر الديب" وكيل الأزهر الأسبق، إن المناهج الدراسية التي تدرس في المدارس الإسلامية الخاصة لا بد وأن يكون الأزهر هو الرقيب عليها؛ وذلك كى لا نجد كتابًا يدرس للطلبة يدعوهم إلى فكر متطرف أو شاذ بعيدًا عن وسطية الإسلام، نافيًا أن يكون هذا هو ما يحدث على أرض الواقع؛ إذ إن المسئول إداريًّا عن المناهج التي تدرس في تلك المدارس والمنوط به الرقابة عليها وزارة التربية والتعليم وليست مؤسسة الأزهر لا من قريب ولا بعيد، محذرًا من أن الوضع قد يكون خطيرًا إلا إذا كانت هناك رقابة من جهات دينية تابعة للأزهر من شأنها فحص المقررات الدينية، وإن وجد كتاب ما يخالف العقيدة الإسلامية الوسطية أو يدعو إلى التشدد أو المغلاة في الدين، حينئذٍ يتم عرضه على مجمع البحوث الإسلامية؛ لفحصه واتخاذ القرار المناسب حياله.
وأضاف الديب إلى إن الأزهر يتخذ الإجراءات القانونية حيال هذا المدارس حتى وأن 80% تحت سيطر الأزهر الشريف وبالتالي تشهد الفترة المقبلة سيسطر على 100% من المدارس الإسلامية الموجود بمصر.
أوضح الديب، أن مناهج هذه المدارس تدعو إلى تحريم عمل المرأة ومصافحتها، والحاكم الذي لا يحكم وفق ما يريدون فهو خارج عن الدين ويتم تكفيره ويجب الخروج عليه، أما فيما يتعلق بالشرع فهذه المعاهد تفسر الآيات القرآنية تفسيرًا خاطئًا، ويتم تطويعها لخدمة أهدافهم، ولذلك فهى تخرج مجموعات من "المفسدين في الأرض".