الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"التكية المصرية" تقدم الطعام للحجاج والمحتاجين مجانًا

أنشأها محمد على لخدمة فقراء الحجاز

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دومًا كانت مصر سباقة للجود بكرمها على أشقائها العرب، وامتد ذلك الكرم ليطال كل المسلمين، وخير شاهد على ذلك، «التكية المصرية» أو «المبرة المصرية» فى بلاد الحجاز، التى ظلت على مدار عشرات السنين، تقدم الطعام للفقراء والمحتاجين وحجاج بيت الله الحرام.
«التكايا» هى مكان يقدم فيه الطعام والشراب للمحتاجين دون مقابل، و«التكية المصرية» فى الحجاز أنشأها محمد على باشا عام ١٢٣٨ هجريا ١٨١٦ ميلاديا لخدمة فقراء الحجاز والمسلمين عامة، الذين يحجون إلى بيت الله الحرام ممن لا يجدون مأوى أو طعامًا، وكانت تلك «التكايا» ميدانا للتسابق بين أمراء وحكام الأسرة العلوية حتى الملك فاروق، ومن الأماكن التى أنشئت فيها التكايا المصرية المدينة المنورة ومكة المكرمة.
واعتادت التكايا المصرية تقديم الطعام للفقراء، فكانت حصة كل من يطرق بابها طبقا من الشوربة، ورغيفين من الخبز، وبعض الأرز واللحم والسمن، وكثيرا ما كان يكتفى المحتاجون بما يحصلون عليه من التكايا المصرية، فلا يحتاجون لسؤال الناس، وبلغ عدد المترددين على التكية ٤٠٠ شخص فى الأيام العادية، يزدادون خلال شهر رمضان والشهور التى تليه ليصل إلى ٤٠٠٠ شخص خلال موسم الحج، كما كانت التكايا تقدم الخدمات الصحية أيضا، أما المصريون فقد كان مسموحًا لهم بالإقامة فيها.
وقد عين لـ«التكية» ناظرًا ومعاونًا وكتبة، ليقوموا على خدمة الفقراء، كما ضمت طاحونة يتناوب أربعة بغال على طحن القمح بها، كما كان بها مطبخ واسع به ثمانية أماكن توضع عليها أوان كبيرة، ومخبز ومخزن، وحجرة للعاملين بها وفى موسم الحج كان يسكنها بعض عمال المحمل، كالطبيب والصيدلى والسقا وكاتب القسم العسكرى.
احتوت التكية أيضا على ما عرف بـ«بيوت الأدب» و«حمامات» وصنابير ماء ومكان جميل مفروش فى وسط بركة ماء صناعية «فسقية» ويجلس به أمير الحج، وأمير الصرة، وكاتب حينما يصرفون المرتبات، ورتب للتكايا مؤونة تأتيها من مصر من القمح والأرز واللحم، وفى عهد سعيد باشا بن محمد على باشا، زاد الاهتمام بتكية المدينة المنورة، حيث أمر بزيادة الكميات المرسلة من اللحوم والغلال.
ورغم خروج مصر من أراضى الحجاز، إلا أن التكايا المصرية ظلت مفتوحة، ويصل إليها دومًا الخيرات من مصر، سميت بـ«مخصصات الحرمين والصرة الشريفة» وفى عام ١٩٨٣ هدمت التكية المصرية بعد أن باعها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى سرية وصمت، قوبلت بتجاهل من قبل وزارة الأوقاف التى تدخل تلك التكايا ضمن أملاكها، وتم ضم تلك التكايا ضمن التوسعة الجديدة للحرم المكى الشريف.