العمل يرصد دور المرشحة الديمقراطية فى تمكين المتطرفين بالشرق الأوسط
المخرج الهندى يطرح تساؤلات عن تلقى وزيرة الخارجية السابقة تبرعات من إيران
يتفنن دينيش دسوزا المخرج والكاتب الأمريكى من أصل هندى فى استهداف مرشحى الحزب الديمقراطى فى أفلامه الوثائقية، خاصة قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكانت البداية منذ يوليو 2012 أثناء حملة الرئيس الأمريكى أوباما لفترة ولاية ثانية.
وتحت عنوان «2016 Obama’s America»، انتقد المخرج الهندى ما اعتبره تردى الولايات المتحدة إلى «أسوأ حالاتها» فى عهد «الرئيس الفاشل»، وبلغ النقد حد أن اتهم الرئيس بأنه «يكره أمريكا».
وفى أحدث عمل لـ«دسوزا»، تقدم دور العرض الأمريكية حاليا «Hillary’s America» الذى يستمر فى الهجوم على الديمقراطيين معتبرًا أنهم «منبع الشر».
والمعروف أن دسوزا جمهورى وهو ما يؤكد اختراق الجمهوريين هوليوود، وفى نفس الوقت يستثمر ذلك ليفعل كما فعل فى أفلامه السابقة، حيث يبدأ الفيلم من خلال طرح أسئلة موضوعية بمنتهى المكر. ويعيد الفيلم التأكيد على حقيقة أن الحزب الديمقراطى دعم العبودية قبل ١٥٠ عاما وعرقل المساواة فى الحقوق، والغريب رغم ذلك أن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين الأفارقة واللاتينيين والآسيويين واليهود ينجذبون إليه. وتخيل المخرج الجمهورى حال الولايات المتحدة تحت حكم «هيلاري»، قائلا: إنها امرأة انتهازية إلى حد أنها تجاوزت «حماقات» زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون الجنسية حتى تبدو كامرأة قوية وذات مصداقية.
وتطرق الفيلم لما قامت به هيلارى كلينتون فى الشرق الأوسط والاضطرابات التى أدت إلى الإطاحة بأكثر من نظام فى ثورات الربيع العربى وعلاقاتها بالإخوان والتنظيمات الإرهابية وكيفية مساعدة الميليشيات المعارضة بالسلاح والدعم المادى واللوجيستى.
اللافت للنظر أن الفيلم حاز على قبول كبير وإقبال جماهيرى حاشد رغم أنه فيلم وثائقى وحقق ٦.٣ مليون دولار فى أول ١٢ يومًا لعرضه وفقا لموقع «بوكس أوفيس»، كما اعتبره النقاد فى مقدمة قائمة أهم ١٠ أفلام وثائقية سياسية على الإطلاق وأصبح بالفعل الفيلم الوثائقى الذى يحقق أعلى إيرادات فى عام ٢٠١٦، من خلال عرضه فى حوالى ١٢٠٠ دار عرض.
واستطرد فى الفيلم فكرة الحلم الأمريكى موضحا أن هذا ما يميز الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه «لا يوجد حلم هندى ولا صينى مثلا، لكن هناك أمريكي، وهو حلم بأن يحصل الجميع على الفرص المتساوية فى الصعود والارتقاء.
واتهم دسوزا كلا من هيلارى وأوباما بالتلاعب والسيطرة على المتشددين والإرهابيين، معتبرًا أن هيلارى فتحت الباب لتحول سياسة الولايات المتحدة تجاه كيانات بعينها مثل الإخوان والتنظيمات المنبثقة منها وإيران أثناء توليها منصبها كوزيرة للخارجية فى إدارة أوباما فى فترة ولايته الأولى.
وأضاف أن المرشحة الديمقراطية خففت موقف واشنطن تجاه تخصيب طهران لليورانيوم فى برنامجها النووى وحولت وزارة الخارجية الأمريكية وقتها إلى مؤسسة ذات أذرع أخطبوطية تتكشف يوما بعد يوم علاقاتها المشروعة وغير المشروعة الرسمية وغير الرسمية، مع كيانات إرهابية.
ويقارن الفيلم هيلارى بإيفا بيرون، السياسية الأرجنتينية التى كانت الأرجنتين تحبها لأعمالها الخيرية حتى اكتشف الشعب بعد وفاتها بثلاث سنوات أنها كانت تعيش حياة مرفهة مخملية فى القصور المشيدة، وتمتلك ثروة قدرت بحوالى ١٠ ملايين دولار نقدا بالإضافة إلى مجوهرات ثمينة ومقتنيات غالية، وهو ما أثبت ان إيفيتا اختلست أموال المشروعات والمؤسسات الخيرية التى كانت تشرف عليها.
ويلفت الفيلم النظر إلى مؤسسة بيل وهيلارى كلينتون الخيرية التى تقبل تبرعات من داخل وخارج الولايات المتحدة سواء من الجماعات التى تنتمى لجماعة الإخوان أو إيران أو غيرها من الكيانات المثيرة للجدل.
ويدفع بأن هيلارى قبلت تبرعات إيرانية ودعما ماليا عن طريق عناصر تابعة لحزب الله ذراع طهران فى منطقة الشرق الأوسط، لمؤسستها سرا منذ عام ٢٠٠٨، وبعد أن وصلت لمنصبها كوزيرة الخارجية، وهناك الكثير من علامات الاستفهام حول مؤسستها الخيرية. ورأى أن هيلارى ستكون نسخة مؤنثة من أوباما وستقلب السياسة الأمريكية رأسا على عقب كما فعل هو والتى أدت إلى نفور الحلفاء الرئيسيين فى الشرق الأوسط واستبدالهم بأصحاب الأجندات والأيديولوجيات ما أدى إلى ارتفاع الهيمنة الإيرانية وتعزيز الإسلام السياسى.