تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
في الـ25 ديسمبر من العام الماضي، وفي غارة جوية تنسب للقوات الروسية استطاعت أن تصفي القيادي السابق لما يسمى بـ"جيش الإسلام"، زهران علوش، في بلدة أوتايا بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية (ريف دمشق)، وكانت وفاة القيادي المذكور لها حجمها آنذاك، إذ تعهدت حركات إسلامية مسلحة بالانتقام له، لاسيما حركته نفسها.
بعد عملية الاغتيال تلك بسبعة أشهر. وبالتحديد، أمس الأحد، أصدر تنظيم القاعدة كلمة لزعيمه أيمن الظواهري، كشف فيها عن اتهامات مباشر للمملكة العربية السعودية بالتورط في اغتيال "علوش" وليست القوات الروسية، معتبرًا أن المملكة تسعى لخيار الهدنة في الأزمة السورية.
ويعتبر "علوش" الذي اتهم "الظواهري" السعودية باغتياله، أحد أقطاب السلفية الجهادية في سوريا، ونجل عبد الله علوش أحد مشايخ التيار السلفي.
واعتقل "علوش" في 2009 من قبل جهاز الأمن السوري المسمى "فرع فلسطين" بتهمة حيازة أسلحة في سيارته، ووضع في سجن صيدنايا، إلى أن تم العفو عنه ضمن عفو رئاسي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد في حق العديد من السجناء، كإجراء تهدئة بعد اندلاع الأحداث في مارس 2011.
وبعد الإفراج عنه أسس "علوش" مع مجموعة من أهالي دمشق، في يونيو 2012 تنظيما مسلحا عُرف بـ"سرية الإسلام"، لمحاربة قوات النظام السوري. وتم تغيير الاسم على نهاية 2012 إلى ""لواء الإسلام" وأشرف بنفسه على تدريبه.
وفي سبتمبر 2013، أعلن "علوش" عن تشكيل "جيش الإسلام" الذي ضم أكثر من 45 فصيلا مسلحا من فصائل الجيش الحر، كرد على الأنباء التي ترددت عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.
ويصنف "جيش الإسلام" كأحد أكبر الفصائل المقاتلة ضد نظام بشار الأسد وأفضلها تسليحًا، فيما يتراوح عدد عناصره بين 15 إلى 20 ألفا.
وشارك "جيش الإسلام" في تأسيس ما يعرف بـ"الجبهة الإسلامية" التي تم تشكيلها من سبعة فصائل في نوفمبر 2012. وشغل وقتها "علوش" منصب رئيس الهيئة العسكرية.
وأخذ عن "علوش" معارضته لـ"القاعدة" و"داعش"، بحجة تشددهم، وترجم هذه المعارضة في شنه لحرب عنيفة على "داعش" في 2014.
في الوقت نفسه، عُرف عنه اختلافه مع المعارضة السورية المتواجدة في الخارج، معتبرًا أنها بعيدة عن أرض الواقع وغير مدركة له، وبالرغم من ذلك شارك في بعض مؤتمرات المعارضة بممثلين عن حركته.
وزهران علوش، مواليد 1970، متزوج من ثلاث نساء، التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق ودرس الماجستير، ثم أكمل دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعرف بنشاطاته الدعوية منذ العام 1987 ما دفع النظام السوري إلى اعتقاله.
ويعتنق علوش الفكر السلفي الجهادي ويدعو إلى دولة إسلامية، معارضًا النظامين الجمهوري أو الديموقراطي، وبحسب خطاباته فهو يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، التي في رأيه هي دولة الخلافة الأموية، وليست الخلافة الراشدية.