عندما نرى هذه العبارة "فيس بوك من فضلك أعد لى ابني الضائع" ربما تبدو تلك مزحة للوهلة الأولى، لكنها ربما الوجه الطيب لوسائل التواصل الاجتماعي.
قرر المصري رامي الجبالي، إنشاء صفحة على الفيس بوك للمساعدة على العثور على الأطفال المفقودين وإعادتهم إلى ذويهم، وأطلق على هذه الصفحة اسم "أطفال مفقودة".
واكتسبت هذه الصفحة في مصر شهرة واسعة إذ تصل مشاهدة المشاركات فيها إلى أكثر من مليون، ويقدر عدد المشتركين فيها بأكثر من 600 ألف مشترك.
ويتم نشر صور ومعلومات عن أطفال يتم العثورعليهم واستقبال بلاغات الأهالي الذين فقدوا أطفالهم. فعلى مدى نحو عام نجحت الصفحة في إعادة ما يقرب من 140 طفلا متغيبا إلى أسرهم.
وارتأى المهندس رامي الجبالي وهو متخصص في الاتصالات استغلال الانتشار الواسع لموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لحل أزمات كبيرة تمر بها حياة الناس، فأسس صفحة خصصها لمتابعة ملفات الأطفال المفقودين أو المخطوفين بعد أن حاول الاطمئنان على بعض الأطفال الذين كان يرى صورهم تجوب الفيس بوك لمدة طويلة. وكانت مفاجأة له أن هؤلاء الأطفال لم يعودوا إلى أحضان أهاليهم، فقرر أن يساعد على التوعية في شأن طرق اختفاء الأطفال وخطفهم. إلا أن هذه المبادرة توصل من خلالها إلى معلومات ساعدته في العثور على الأطفال أيضًا.
فبعد نجاح الصفحة وانتشارها وإعادة بعض الأطفال المتغيبين أصبحت ملاذا للكثيرين، فامتد نشاطها ليشمل الإعلان عن فقدان كبار السن الذين يعانون من أمراض ضعف أو فقدان الذاكرة ويختفون دون أثر أو المصابون بأمراض عقلية أو نفسية تفقدهم القدرة على التعريف بهويتهم.
وطبقا لتقرير أعدته مبادرة "دفتر أحوال" وهي صفحة معلوماتية مستقلة، تم خلال عام واحد فقط، أي منذ الأول من يونيو 2015 وحتى 31 من مايو 2016، توثيق وأرشفة 17.145 متهمًا بالغًا (أكثر من 17 ألفا) بجرائم تتعلق بالإتجار بالأطفال في مصر، حيث يشمل التقرير كل جرائم بيع الأطفال وقضايا تعرض الأطفال للخطر، وقضايا التسول والباعة الجوالين وجرائم استغلال وإفساد الأحداث لأغراض جنائية أو جنسية.
وذكر رامي أن صفحة "أطفال مفقودة" تقف في وجه هؤلاء المحتالين، مشيرا إلى أن نجاح الصفحة يعود بالأساس إلى مشاركات الناس ودعمهم، فالمشتركون الذين يزيد عددهم عن 600 ألف هم أبطال قصص إنقاذ الأطفال، حيث يمدون الصفحة بالمعلومات حول الأطفال المختفين وآخر أماكن ظهروا فيها أو معلومات حول أماكن تواجدهم. وهذا ما جعل الصفحة تحارب خطف الأطفال واستخدامهم في أعمال التسول.