أعلن أزهريون رفضهم المبادرة التي أطلقها الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، للتقريب بين المذهبين السنى والشيعى لمواجهة المخططات الرامية إلى تقسيم المنطقة، بتأسيس ما أطلق عليه «أمانة التقريب المذهبى».
وطالب الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن تقود مؤسسة الأزهر التقريب بين السنة والشيعة، باعتباره عملا مؤسسيا وليس فرديا، مؤكدا أن هذا الملف موجود على الساحة الإسلامية منذ سنوات، ولا ينبغى أن يكون عملا تطوعيا يقوم به أفراد؛ لأنهم حتما سيفشلون إن لم يكن الأزهر داعما لهم.
وأضاف، أن دعوة التقريب بين المذاهب تأخذ قوتها وأثرها الإيجابى ورد فعل كبير إذا تقدم بها الأزهر وليس بعض الأساتذة، مستشهدا بما قدمه الشيخ محمود شلتوت وبعض أساتذة الأزهر في هذا الصدد، مشيرا إلى أنهم كانوا يتحاورون ويتدارسون نقاط الخلاف والاتفاق بين المذهبين واستطاعوا التلاقى في كثير من القضايا، وهذا يدل على أن التقارب ممكن، ومع ما نعانيه اليوم أصبح التقريب بين المذهبين ضرورة حتمية.
من جانبه قال الدكتور على عبد الباقى شحاتة، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، إن إنشاء مؤسسات جديدة من أجل التقريب بين الشيعة والسنة لا جدوى منه؛ موضحا أن هذه المسألة ليست جديدة وكانت هناك لجنة للتقريب بين المذاهب الإسلامية منذ الأربعينيات تحت إشراف مؤسسة الأزهر، وأصدرت كتبا للسنة والشيعة لبحث نقاط الاتفاق والاختلاف بين المذهبين، إلا أن السياسة أبعدت علماء الشيعة فلم ينفذوا ما كانت تقره اللجنة وقطعوا الصلات مع الأزهر.
وأضاف لـ«البوابة» أنه لا بد من إحياء اللجنة وبحث أسباب توفقها ودراسة العقبات التي تواجهها، بدلا من عمل مبادرات ومؤسسات جديدة يبحث فيها البعض عن مهام يقوم بها من أجل الظهور الإعلامي فقط، رافضا أن تكون تلك المبادرات خاصة بأفراد دون أن يشرف عليها الأز هر، مؤكدا أنها بذلك ستكون بمثابة «قطاع الخاص».