-"الحالة المرعبة" لجسده بسبب دفنه لمدة تتجاوز 14 ساعة.. و"شركة محمول" قدمت خط سيره إلى إيطاليا
- مصر تقدم ملفًا من 2000 صفحة يتضمن أقوال 200 شاهد يحمل أدلة البراءة
- "السيسي": مهتمون بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصرى عادل معوض في روما.. "الخارجية": لن نصعد وتصريحات "بأولو" باتخاذ إجراءات ضد القاهرة تزيد الموقف تعقيدًا
يتوجه وفد قضائى أمنى برئاسة المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، إلى العاصمة الإيطالية روما، اليوم، لعرض ما آلت إليه التحقيقات في قضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى بالقاهرة، ويضم الوفد أعضاء النيابة العامة ورجال الشرطة المكلفين بالتحقيق في القضية، وذلك وفق بيان لنيابة العاصمة.
وتصاعدت النبرة الدولية ضد مصر خلال اليومين الماضيين، وبدا الأمر بأقصى صورة في تصريحات وزير الخارجية الإيطالى، بأولو جينتيلونى، أمس، بأن بلاده ستتخذ إجراءات فورية ضد القاهرة إذا لم تتعاون بـ«الشكل المناسب» في التحقيقات.
وحصلت «البوابة» على معلومات جديدة حول مقتل «جوليو» تتعلق بطريقة الحصول على الجثة، وضبط متعلقاته لدى «عصابة تقول الشرطة إنها وراء الحادث»، وكذلك كيفية حصول روما على تحركات مواطنها القتيل في القاهرة.
1- الحصول على الجثة
كشفت مصادر مطلعة لـ«البوابة نيوز» تفاصيل جديدة بشأن الحصول على جثة الشاب الإيطالى في نقطة في الصحراء قريبة من طريق «مصر – الإسكندرية» الصحراوي، وقالت: «إن بعض العرب الموجودين في المكان فوجئوا بكلاب تحاول النبش في تلك النقطة، فقام بعض الأشخاص بالحفر حيث عثروا على الجثة في حالة متماسكة، فقاموا بحملها وألقوا بها على الطريق».
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان بتاريخ ٣ فبراير الماضى العثور على جثة لشخص بطريق «مصر – الإسكندرية» الصحراوى، وبالفحص تبين أن الجثمان للإيطالى الجنسية جوليو ريجينى المُبلغ باختفائه.
وقالت المصادر، إن العرب تصرفوا بتلك الطريقة لسببين، الأول هو الخوف من العثور على الجثة فيما بعد، وإلصاق التهمة بأى منهم، لأن هذه المنطقة تقع في عهدة عرب معروفين للأجهزة الأمنية، والثانى أنهم لم يريدوا إبلاغ الأمن خوفا من المساءلة القانونية، واكتفوا بإلقاء الجثة على الطريق ليعثر عليها أي شخص ويبلغ الأمن المنوط به الكشف عن هوية صاحب الجثة وقاتلها.
أما عن التعذيب الشديد على جثة «ريجيني»، فقالت إن الطب الشرعى لم يعلن سبب إزهاق روحه بالتحديد، وعلى الأرجح فإن سبب الوفاة التعذيب، أما عن سبب الحالة المرعبة التي وجدت عليها الجثة، فهى بسبب دفنها لمدة تتجاوز ١٤ ساعة، ويعنى ذلك حدوث تيبس رمى للجثة بدأ في الرأس والجفون وامتد للأطراف السفلية بسبب انقطاع الدورة الدموية وهذا يعنى أن جثة «ريجيني» قد تغيرت ملامحها وتشوهت بسبب الدفن.
2- ضبط متعلقاته الخاصة
كشف مصدر أمنى عن أسرار العثور على متعلقات «ريجيني» لدى التشكيل العصابى الذي تمت تصفية عناصره في التجمع الخامس.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن مجندًا فتش بالصدفة حقيبة فوجد فيها جواز سفر الشاب الذي يبحث العالم بأسره عن سر وفاته.
وأوضح أن مديرية أمن القليوبية تلقت من نيابة القاهرة الجديدة أمر ضبط وإحضار لرشا عبدالفتاح شقيقة أحد عناصر التشكيل العصابي، للتحقيق معها في إخفائها «غنائم سرقات الأجانب»، التي تخصص فيها التشكيل العصابي.
وأضاف، أن قوة أمنية تحركت إلى منطقة بهتيم بشبرا الخيمة لإحضار المطلوبة من محل إقامتها، وخلال تفتيش المقر استرعى انتباه أحد الضباط وجود حقيبة بدت مرتفعة الثمن فاشتبه فيها، فطلب من أحد المجندين فتحها.
وأشار المصدر إلى أن المجند بعد فتح الحقيبة طلب من الضابط الحضور إليه بسرعة لاكتشاف وجود جواز سفر وهو يهتف: «يا باشا فيه جواز سفر مكتوب عليه بالإنجليزي».
وفحص الضابط الجواز على الفور فإذا به جواز الشاب الإيطالى جوليو ريجيني، فأصيب الضابط بصدمة ولم يصدق في البداية أنه عثر على متعلقات الشاب الإيطالى الذي يتساءل العالم بأسره عن مصيره.
وقال المصدر إن الضابط اتصل هاتفيا بمدير مباحث القليوبية الذي أبلغه بما عثر عليه، الذي لم يستغرق وصوله إلى المكان أقل من نصف ساعة، كما أبلغ اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية شخصيًا بالأمر.
وطلب وزير الداخلية من الضابط الذي عثر على المضبوطات التقاط صورة لجواز سفر الشاب الإيطالى وإظهار البيانات بصورة واضحة للتأكد من شخصيته؛ وإرسالها فورا إلى مكتبه.
وأكد المصدر أن الوزير اتصل على الفور بعد تلقيه الصور بالرئيس عبدالفتاح السيسى لإبلاغه بالموقف، وكشف الوزير للرئيس أيضًا عن العثور على متعلقات شاب إيطالى آخر يدعى «ديفيد» وجواز سفر لأوكرانى وآخر ليمني، وأكد الوزير للرئيس أن متعلقات ريجينى ستكون أمامه خلال نصف ساعة.
وأرسل النائب العام فريقًا من نيابة بنها الكلية لموقع المكان الذي عثر فيه على متعلقات ريجينى للمعاينة ومتابعة سير التحقيقات مع شقيقة المتهم التي اعترفت بإخفاء المسروقات لكون شقيقها يزاول نشاطًا إجراميًا يتمثل في سرقة الأجانب وانتحال صفة رجال الأمن.
3- تحركات القتيل
كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ«البوابة نيوز» عن أن فريقًا من الضباط الإيطاليين حصل على معلومات عن تحركات «ريجيني» قبل قتله بأسبوعين من إحدى شركات المحمول عبر تتبع التردد الهوائى لهاتفه.
وقدمت الشركة التي تعمل في مصر التقرير كاملا إلى الضباط الإيطاليين بشكل غير رسمي، إضافة إلى تسجيلات يمكن الحصول عليها حتى في حال كان الهاتف مغلقًا، عبر اعتماد تقنيات بالغة الدقة والكلفة.
وقالت المصادر إن الوفد الأمنى الإيطالى الذي حضر إلى القاهرة تابع سير التحقيقات مع الجهات الرسمية، لكن الضباط الإيطاليين أجروا تحركات غير رسمية بالتوازي، عبر استدعاء شخصيات عامة للحديث معهم في مقر سفارة روما بالقاهرة.
4- محاولات الإنقاذ الأخيرة
كشفت صحف إيطالية، أسماء بعض أعضاء الوفد الأمنى المصري، الذي يتوجه صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيطالية «روما»، لعرض آخر نتائج التحقيقات في القضية، ومن بين هذه الأسماء الواردة بتلك الصحف: «اللواء عادل جعفر، العميد عبدالعال عبدالمجيد، والعميد مصطفى معبد»، دون إشارة إلى الجهة الأمنية التي يعملون بها، وتخصصهم الأمني.
وعلمت «البوابة نيوز» من مصادرها، أن هؤلاء الضباط يعملون في «إدارة الأجانب» بـ «قطاع الأمن الوطنى فرع مدينة نصر»، إضافة إلى اثنين مترجمين، وهم الذين كانوا على تواصل مع المحققين الإيطاليين الخمسة الذين شاركوا فريق البحث المصرى بالقاهرة، في كشف ملابسات مقتل «ريجيني»، وأضافت المصادر: «تم اختيارهم تحديدًا، لمرافقتهم الفريق الإيطالى في جميع المأموريات التي تم توجيهها في رحلة البحث عن الجناة».
وفى سياق ذى صلة، أكد مصدر أمنى بوزارة الداخلية، أن ما يثار من معلومات في الصحف الإيطالية أو المحلية، حول توصل السلطات الإيطالية، لهوية قاتل «ريجيني» غير صحيح، محذرًا أن ذلك «في غير صالح تحقيقات القضية التي يتوالى الإعلان عن المعلومات المتوافرة بها، من جانب القضاء المصري، بالتعاون الكامل مع الجانب الإيطالي».
وقد أشادت صحيفة «كوريير دى لاسيرا» الإيطالية بالقضاة الذين قالت عنهم إنهم كانوا على أقصى قدر من التعاون مع المحققين الإيطاليين.
ووفقا للتقرير فإن الوفد المصرى سيقدم أدلة جديدة في ٢٠٠٠ صفحة، واستجواب أكثر من ٢٠٠ شاهد على الحادث، وأكد الجانبان على استعدادهما للتوصل إلى الحقيقة، بمن في هؤلاء الجيران والأصدقاء في القاهرة، والمعلومات التي وجدت من تحليل الهاتف وغيرها.
وقالت صحيفة «لا ربابليكا» الإيطالية إن طلب تأجيل المفاوضات التي كانت من المقرر أن تبدأ أمس الثلاثاء، كان لوضع اللمسات الأخيرة على الوثائق ليتم تسليمها إلى السلطات الإيطالية.
ويرأس المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، الوفد المصرى وذلك إلى جانب المستشار هشام سمير، رئيس المكتب الفنى للنائب العام، والمستشار كامل سمير جرجس، رئيس مكتب التعاون الدولى للنيابة العامة.
والمستشار مصطفى سليمان، هو صاحب مرافعة النيابة العامة التاريخية في اتهام الرئيس الأسبق مبارك ووزير الداخلية اللواء حبيب العادلى و٦ من مساعديه بقتل متظاهرى ثورة ٢٥ يناير، المعروفة باسم «قضية القرن»، والتي وصف خلالها الرئيس الأسبق بـ «الفرعون المستبد الغاشم»، كما حقق في أحداث الأمن المركزى ١٩٨٦، وترافع في قضية سوزان تميم.
إلى ذلك، انتهى الوفد البرلماني، المتجه إلى بروكسيل، لزيارة البرلمان الأوروبي، من إعداد الملفات المزمع مناقشتها خلال زيارتهم، حيث أكد أعضاء الوفد تجهيزهم جميع القضايا التي أثارت لغطا، لتوضيحها للرأى العام الدولي، وإعلانها قبيل سفرهم في مؤتمر صحفي، وأن على قائمة تلك القضايا مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجيني.
ومن جانبه قال النائب علاء والي، عضو الوفد البرلمانى إلى بروكسل، إن الوفد يستعد لعقد مؤتمر صحفي، بداية الأسبوع المقبل، لعرض جميع الملفات التي ستتم مناقشتها مع البرلمان الأوروبي، وخاصة ملف الشاب الإيطالى جوليو ريجيني.
وأضاف «والي» لـ«البوابة نيوز» أن الوفد قام بالتنسيق مع وزارتى الخارجية والداخلية، للوقوف على ما وصلت إليه التحقيقات، إضافة إلى الزيارة التي تمت مع المستشار نبيل صادق، النائب العام، والتي تم فيها التطرق إلى اللقاء الذي تم بينه وبين نظيره الإيطالي، منوها بأن وزارة الداخلية أكدت أنه لا يوجد وفد أمنى مسافر إلى البرلمان الأوروبي.
5- السسي: نبحث عن معوض
جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، تعهده بتقديم الجناة في الحادث إلى العدالة، معبرًا خلال استقباله وفدًا من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطي، عن عميق الأسف الذي تبديه مصر على المستويين الرسمى والشعبى لمقتل الباحث الإيطالي.
ونوّه الرئيس باهتمام مصر بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصرى عادل معوض في إيطاليا منذ أكتوبر ٢٠١٥، معربًا عن ثقته في أن العلاقات المصرية الإيطالية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين.
6- الخارجية: لن نصعد
قال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن تصريحات وزير خارجية إيطاليا بأولو جينتيلوني، الذي أدلى بها أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، أمس الثلاثاء، بشأن حادث مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجيني؛ والذي أكد خلالها أن إيطاليا ستتخذ إجراءات فورية ضد مصر إذا لم تتعاون حكومة القاهرة بشكل كامل في كشف حقيقة مقتل ريجيني، تزيد الموقف تعقيدًا.
وردًا على استفسار عدد من المحررين الدبلوماسيين حول تعقيب مصر، قال «أبوزيد»: «نظرا للعلاقات القوية والتاريخية بين مصر وإيطاليا على المستويين الرسمى والشعبي، لن نعقب على هذه التصريحات، لاسيما أنها تأتى قبل يوم واحد من وصول فريق المحققين المصريين إلى إيطاليا لإطلاع الجانب الإيطالى على جميع ما وصلت إليه التحقيقات».
- مصر تقدم ملفًا من 2000 صفحة يتضمن أقوال 200 شاهد يحمل أدلة البراءة
- "السيسي": مهتمون بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصرى عادل معوض في روما.. "الخارجية": لن نصعد وتصريحات "بأولو" باتخاذ إجراءات ضد القاهرة تزيد الموقف تعقيدًا
يتوجه وفد قضائى أمنى برئاسة المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، إلى العاصمة الإيطالية روما، اليوم، لعرض ما آلت إليه التحقيقات في قضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى بالقاهرة، ويضم الوفد أعضاء النيابة العامة ورجال الشرطة المكلفين بالتحقيق في القضية، وذلك وفق بيان لنيابة العاصمة.
وتصاعدت النبرة الدولية ضد مصر خلال اليومين الماضيين، وبدا الأمر بأقصى صورة في تصريحات وزير الخارجية الإيطالى، بأولو جينتيلونى، أمس، بأن بلاده ستتخذ إجراءات فورية ضد القاهرة إذا لم تتعاون بـ«الشكل المناسب» في التحقيقات.
وحصلت «البوابة» على معلومات جديدة حول مقتل «جوليو» تتعلق بطريقة الحصول على الجثة، وضبط متعلقاته لدى «عصابة تقول الشرطة إنها وراء الحادث»، وكذلك كيفية حصول روما على تحركات مواطنها القتيل في القاهرة.
1- الحصول على الجثة
كشفت مصادر مطلعة لـ«البوابة نيوز» تفاصيل جديدة بشأن الحصول على جثة الشاب الإيطالى في نقطة في الصحراء قريبة من طريق «مصر – الإسكندرية» الصحراوي، وقالت: «إن بعض العرب الموجودين في المكان فوجئوا بكلاب تحاول النبش في تلك النقطة، فقام بعض الأشخاص بالحفر حيث عثروا على الجثة في حالة متماسكة، فقاموا بحملها وألقوا بها على الطريق».
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان بتاريخ ٣ فبراير الماضى العثور على جثة لشخص بطريق «مصر – الإسكندرية» الصحراوى، وبالفحص تبين أن الجثمان للإيطالى الجنسية جوليو ريجينى المُبلغ باختفائه.
وقالت المصادر، إن العرب تصرفوا بتلك الطريقة لسببين، الأول هو الخوف من العثور على الجثة فيما بعد، وإلصاق التهمة بأى منهم، لأن هذه المنطقة تقع في عهدة عرب معروفين للأجهزة الأمنية، والثانى أنهم لم يريدوا إبلاغ الأمن خوفا من المساءلة القانونية، واكتفوا بإلقاء الجثة على الطريق ليعثر عليها أي شخص ويبلغ الأمن المنوط به الكشف عن هوية صاحب الجثة وقاتلها.
أما عن التعذيب الشديد على جثة «ريجيني»، فقالت إن الطب الشرعى لم يعلن سبب إزهاق روحه بالتحديد، وعلى الأرجح فإن سبب الوفاة التعذيب، أما عن سبب الحالة المرعبة التي وجدت عليها الجثة، فهى بسبب دفنها لمدة تتجاوز ١٤ ساعة، ويعنى ذلك حدوث تيبس رمى للجثة بدأ في الرأس والجفون وامتد للأطراف السفلية بسبب انقطاع الدورة الدموية وهذا يعنى أن جثة «ريجيني» قد تغيرت ملامحها وتشوهت بسبب الدفن.
2- ضبط متعلقاته الخاصة
كشف مصدر أمنى عن أسرار العثور على متعلقات «ريجيني» لدى التشكيل العصابى الذي تمت تصفية عناصره في التجمع الخامس.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن مجندًا فتش بالصدفة حقيبة فوجد فيها جواز سفر الشاب الذي يبحث العالم بأسره عن سر وفاته.
وأوضح أن مديرية أمن القليوبية تلقت من نيابة القاهرة الجديدة أمر ضبط وإحضار لرشا عبدالفتاح شقيقة أحد عناصر التشكيل العصابي، للتحقيق معها في إخفائها «غنائم سرقات الأجانب»، التي تخصص فيها التشكيل العصابي.
وأضاف، أن قوة أمنية تحركت إلى منطقة بهتيم بشبرا الخيمة لإحضار المطلوبة من محل إقامتها، وخلال تفتيش المقر استرعى انتباه أحد الضباط وجود حقيبة بدت مرتفعة الثمن فاشتبه فيها، فطلب من أحد المجندين فتحها.
وأشار المصدر إلى أن المجند بعد فتح الحقيبة طلب من الضابط الحضور إليه بسرعة لاكتشاف وجود جواز سفر وهو يهتف: «يا باشا فيه جواز سفر مكتوب عليه بالإنجليزي».
وفحص الضابط الجواز على الفور فإذا به جواز الشاب الإيطالى جوليو ريجيني، فأصيب الضابط بصدمة ولم يصدق في البداية أنه عثر على متعلقات الشاب الإيطالى الذي يتساءل العالم بأسره عن مصيره.
وقال المصدر إن الضابط اتصل هاتفيا بمدير مباحث القليوبية الذي أبلغه بما عثر عليه، الذي لم يستغرق وصوله إلى المكان أقل من نصف ساعة، كما أبلغ اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية شخصيًا بالأمر.
وطلب وزير الداخلية من الضابط الذي عثر على المضبوطات التقاط صورة لجواز سفر الشاب الإيطالى وإظهار البيانات بصورة واضحة للتأكد من شخصيته؛ وإرسالها فورا إلى مكتبه.
وأكد المصدر أن الوزير اتصل على الفور بعد تلقيه الصور بالرئيس عبدالفتاح السيسى لإبلاغه بالموقف، وكشف الوزير للرئيس أيضًا عن العثور على متعلقات شاب إيطالى آخر يدعى «ديفيد» وجواز سفر لأوكرانى وآخر ليمني، وأكد الوزير للرئيس أن متعلقات ريجينى ستكون أمامه خلال نصف ساعة.
وأرسل النائب العام فريقًا من نيابة بنها الكلية لموقع المكان الذي عثر فيه على متعلقات ريجينى للمعاينة ومتابعة سير التحقيقات مع شقيقة المتهم التي اعترفت بإخفاء المسروقات لكون شقيقها يزاول نشاطًا إجراميًا يتمثل في سرقة الأجانب وانتحال صفة رجال الأمن.
3- تحركات القتيل
كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ«البوابة نيوز» عن أن فريقًا من الضباط الإيطاليين حصل على معلومات عن تحركات «ريجيني» قبل قتله بأسبوعين من إحدى شركات المحمول عبر تتبع التردد الهوائى لهاتفه.
وقدمت الشركة التي تعمل في مصر التقرير كاملا إلى الضباط الإيطاليين بشكل غير رسمي، إضافة إلى تسجيلات يمكن الحصول عليها حتى في حال كان الهاتف مغلقًا، عبر اعتماد تقنيات بالغة الدقة والكلفة.
وقالت المصادر إن الوفد الأمنى الإيطالى الذي حضر إلى القاهرة تابع سير التحقيقات مع الجهات الرسمية، لكن الضباط الإيطاليين أجروا تحركات غير رسمية بالتوازي، عبر استدعاء شخصيات عامة للحديث معهم في مقر سفارة روما بالقاهرة.
4- محاولات الإنقاذ الأخيرة
كشفت صحف إيطالية، أسماء بعض أعضاء الوفد الأمنى المصري، الذي يتوجه صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيطالية «روما»، لعرض آخر نتائج التحقيقات في القضية، ومن بين هذه الأسماء الواردة بتلك الصحف: «اللواء عادل جعفر، العميد عبدالعال عبدالمجيد، والعميد مصطفى معبد»، دون إشارة إلى الجهة الأمنية التي يعملون بها، وتخصصهم الأمني.
وعلمت «البوابة نيوز» من مصادرها، أن هؤلاء الضباط يعملون في «إدارة الأجانب» بـ «قطاع الأمن الوطنى فرع مدينة نصر»، إضافة إلى اثنين مترجمين، وهم الذين كانوا على تواصل مع المحققين الإيطاليين الخمسة الذين شاركوا فريق البحث المصرى بالقاهرة، في كشف ملابسات مقتل «ريجيني»، وأضافت المصادر: «تم اختيارهم تحديدًا، لمرافقتهم الفريق الإيطالى في جميع المأموريات التي تم توجيهها في رحلة البحث عن الجناة».
وفى سياق ذى صلة، أكد مصدر أمنى بوزارة الداخلية، أن ما يثار من معلومات في الصحف الإيطالية أو المحلية، حول توصل السلطات الإيطالية، لهوية قاتل «ريجيني» غير صحيح، محذرًا أن ذلك «في غير صالح تحقيقات القضية التي يتوالى الإعلان عن المعلومات المتوافرة بها، من جانب القضاء المصري، بالتعاون الكامل مع الجانب الإيطالي».
وقد أشادت صحيفة «كوريير دى لاسيرا» الإيطالية بالقضاة الذين قالت عنهم إنهم كانوا على أقصى قدر من التعاون مع المحققين الإيطاليين.
ووفقا للتقرير فإن الوفد المصرى سيقدم أدلة جديدة في ٢٠٠٠ صفحة، واستجواب أكثر من ٢٠٠ شاهد على الحادث، وأكد الجانبان على استعدادهما للتوصل إلى الحقيقة، بمن في هؤلاء الجيران والأصدقاء في القاهرة، والمعلومات التي وجدت من تحليل الهاتف وغيرها.
وقالت صحيفة «لا ربابليكا» الإيطالية إن طلب تأجيل المفاوضات التي كانت من المقرر أن تبدأ أمس الثلاثاء، كان لوضع اللمسات الأخيرة على الوثائق ليتم تسليمها إلى السلطات الإيطالية.
ويرأس المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، الوفد المصرى وذلك إلى جانب المستشار هشام سمير، رئيس المكتب الفنى للنائب العام، والمستشار كامل سمير جرجس، رئيس مكتب التعاون الدولى للنيابة العامة.
والمستشار مصطفى سليمان، هو صاحب مرافعة النيابة العامة التاريخية في اتهام الرئيس الأسبق مبارك ووزير الداخلية اللواء حبيب العادلى و٦ من مساعديه بقتل متظاهرى ثورة ٢٥ يناير، المعروفة باسم «قضية القرن»، والتي وصف خلالها الرئيس الأسبق بـ «الفرعون المستبد الغاشم»، كما حقق في أحداث الأمن المركزى ١٩٨٦، وترافع في قضية سوزان تميم.
إلى ذلك، انتهى الوفد البرلماني، المتجه إلى بروكسيل، لزيارة البرلمان الأوروبي، من إعداد الملفات المزمع مناقشتها خلال زيارتهم، حيث أكد أعضاء الوفد تجهيزهم جميع القضايا التي أثارت لغطا، لتوضيحها للرأى العام الدولي، وإعلانها قبيل سفرهم في مؤتمر صحفي، وأن على قائمة تلك القضايا مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجيني.
ومن جانبه قال النائب علاء والي، عضو الوفد البرلمانى إلى بروكسل، إن الوفد يستعد لعقد مؤتمر صحفي، بداية الأسبوع المقبل، لعرض جميع الملفات التي ستتم مناقشتها مع البرلمان الأوروبي، وخاصة ملف الشاب الإيطالى جوليو ريجيني.
وأضاف «والي» لـ«البوابة نيوز» أن الوفد قام بالتنسيق مع وزارتى الخارجية والداخلية، للوقوف على ما وصلت إليه التحقيقات، إضافة إلى الزيارة التي تمت مع المستشار نبيل صادق، النائب العام، والتي تم فيها التطرق إلى اللقاء الذي تم بينه وبين نظيره الإيطالي، منوها بأن وزارة الداخلية أكدت أنه لا يوجد وفد أمنى مسافر إلى البرلمان الأوروبي.
5- السسي: نبحث عن معوض
جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، تعهده بتقديم الجناة في الحادث إلى العدالة، معبرًا خلال استقباله وفدًا من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطي، عن عميق الأسف الذي تبديه مصر على المستويين الرسمى والشعبى لمقتل الباحث الإيطالي.
ونوّه الرئيس باهتمام مصر بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصرى عادل معوض في إيطاليا منذ أكتوبر ٢٠١٥، معربًا عن ثقته في أن العلاقات المصرية الإيطالية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين.
6- الخارجية: لن نصعد
قال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن تصريحات وزير خارجية إيطاليا بأولو جينتيلوني، الذي أدلى بها أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، أمس الثلاثاء، بشأن حادث مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجيني؛ والذي أكد خلالها أن إيطاليا ستتخذ إجراءات فورية ضد مصر إذا لم تتعاون حكومة القاهرة بشكل كامل في كشف حقيقة مقتل ريجيني، تزيد الموقف تعقيدًا.
وردًا على استفسار عدد من المحررين الدبلوماسيين حول تعقيب مصر، قال «أبوزيد»: «نظرا للعلاقات القوية والتاريخية بين مصر وإيطاليا على المستويين الرسمى والشعبي، لن نعقب على هذه التصريحات، لاسيما أنها تأتى قبل يوم واحد من وصول فريق المحققين المصريين إلى إيطاليا لإطلاع الجانب الإيطالى على جميع ما وصلت إليه التحقيقات».