ورق البردي هو نوع قديم من الورق المصنوع من نبات البردي، وهو نبات طويل من جنس السُعد تمتد سيقانه إلى أعلى وهي ذات مقطع مثلث الشكل، وأزهاره خيمية الشكل ويرتفع نبات البردي من خمسة إلى تسعة أمتار.
وقال الباحث الأثري محمد نور: إن البردى أطلق عليه الفافير معرب اليونانية المنقولة من المصرية فا-فر-عا وهو إضافة إلى الفرعون، أي ما هو ملكي فقد كان صنعه حكرًا على الملوك.
كان أول استخدام لورق البردي كان في مصر القديمة وخصوصًا في دلتا النيل، وانتقلت بعدها في العصور القديمة إلى فلسطين وصقلية، واستخدم الورق في كل نواحي مناطق البحر المتوسط، وبعض مناطق أوروبا وجنوب غربي آسيا، وقد وصل إلينا من العصر اليوناني والروماني عدد كبير نسبيًا من النصوص المكتوبة على ورق البردي، ومعظم هذه النصوص عثر عليها في مصر.
وحسب الوصف المفصل الذي ترك فى كتاب "التاريخ الطبيعى"، فإن ورق البردى كان يصنع من ساق تلك النبتة التي توجد تحت الماء والتي يمكن أن يصل عرضها إلى عرض يد الإنسان. وبعد أن تزال كانت الساق تقسم إلى شرائح طولية تمتد إلى متر تقريبًا أو ثلاث أقدام ثم توضع الشريحة فوق الأخرى بشكل عمودى. وبعد ذلك كانت الشرائح تغمر بمياه النيل ثم تجفف تحت أشعة الشمس وتصقل بعد ذلك وتسوى أطراف الورقة الناتجة أخيرًا بحيث لا يتعدى طول الصفحة 25- 30سم أو من 10 إلى 12 بوصة.
وإذا كان الأمر يتعلق بنص طويل فقد كانت تلصق عدة صفحات من هذا النوع بحيث يتشكل شريط يتراوح طوله من 6 إلى 10 أمتار أو من 20 إلى 33 قدم. وفي حالات نادرة كان الشريط الواحد يمتد إلى 40 مترا أو 131 قدم وأحيانا أكثر من ذلك. وقد كان الشريط من هذا النوع يلف حول عود من الخشب أو من العاج كان يدعى "أومفالوس" من قبل اليونانيين و"أمبليكس" من قبل الرومانيين. أما اللفافة من ورق البردى فقد دعيت توموس أو كيليندروس في اليونانية وفوليمون في اللاتينية.
وحسب أحد الجغرافيين من القرن الرابع الميلادى أن ورق البردى كان ينتج في ذلك الحين في الإسكندرية، وضواحيها فقط. وقد كانت الإسكندرية، بالطبع هي الميناء الذي تأتى إليه السفن من بلدان حوض المتوسط للتزود بهذه المادة الثمينة.
وفي الواقع كان ازدهار الإسكندرية الاقتصادى منذ تأسيسها ينبع من تجارة ورق البردى.