اختيار خالد فوزى مديرًا للجهاز ضمن «خطة الترتيب» لدوره فى كشف «شبكات التجسس»
حركة تنقلات واسعة بـ «قرارات جمهورية»
الرئيس يعتمد على تقديراته فى اختيار المسئولين للوظائف العامة
عودة اللقاءات مع رؤساء التحرير ودورات تدريبية للصحفيين عن «مكافحة التجسس» والتخطيط الاستراتيجى والأمن القومى
تسقط الدول وتبقى أجهزة مخابراتها قادرة على العمل، بهدف إعادة إحيائها، فهى أكثر الأجهزة السيادية أهمية وخطورة فى الوقت ذاته، فهى تختص بالمحافظة على سلامة وأمن الدولة ضد أى عدوان خارجى وحفظ كيان نظامها السياسى، من خلال وضع السياسة العامة للأمن وجمع الأخبار وفحصها، وتوزيع المعلومات المتعلقة بسلامة الدولة، ومد رئيس الجمهورية ومجلس الدفاع الوطنى بالمشورة والتوصيات اللازمة لجميع الملفات الخارجية، وتختص كذلك بأى عمل إضافى يعهد به إليها رئيس الجمهورية أو مجلس الدفاع الوطنى ويكون متعلقًا بسلامة البلاد، إدراكًا منه لحساسية وخطورة الدور الذى تقوم به أجهزة المخابرات بوصفه مديرًا سابقًا لجهاز المخابرات الحربية، فقد عمل الرئيس السيسى منذ يومه الأول فى رأس السلطة على إعادة الروح وضخ الدماء فى عروق أجهزة المخابرات مرة أخرى، فهو الجهاز الأكثر دقة فيما يقدمه من تقارير على المستوى الداخلى، وما يتم على المستوى المعلوماتى والمخابراتى على المستوى الخارجى، خاصة فى ظل الحرب التى تتعرض لها مصر والمنطقة من أجهزة عدة دول خارجية، تستهدف إعادة رسم خرائط المنطقة بالكامل.
خطة الإخوان لتصفية الجهاز
كانت جماعة الإخوان تدرك بعد وصولها إلى رأس السلطة فى البلاد أن عدوها الأول وعقبتها الرئيسية فى طريق إحكام السيطرة على مفاصل الدولة، هو جهاز المخابرات، لذا سعت بخطة محكمة لتفكيك جهاز المخابرات العامة، وخلخلة استقراره لصالح جهاز أمنى إخوانى كان يتم التخطيط لتشكيله كبديل عنه.
وضعت الجماعة خطة لتفكيك جهاز الأمن الوطنى والمخابرات العامة، وقد كشفت اللجنة الرسمية لحصر أموال الجماعة مؤخرًا تفاصيل خطة الجماعة، السيطرة الأمنية المباشرة على جهاز المخابرات والأمن الوطنى وإعادة هيكلته على ٣ مراحل رئيسية، وهى: مرحلة التطعيم، والتعزيز، والتشبع.
كما هو واضح من الأسماء، فإن مرحلة التطعيم تشمل تطعيم جهاز المخابرات العامة بضباط من ذوى التوجهات الإخوانية، ومرحلة التعزيز وتشمل استقطاب القيادات بالمخابرات للسير على درب الجماعة، وبعدها يتم الوصول تدريجيًا لمرحلة التشبع، ولكن خطتهم فشلت فى مرحلتها الأولى، ولو استمروا فى الحكم لما منعهم من تنفيذها شيء.
"السيسي" يعيد بث الروح من جديد
مع بدء السيسى لخطته فى إعادة الروح للمؤسسات السيادية الأمنية، كانت الخطة الأطول والأكثر تعقيدا، هى خطة بناء جهاز الداخلية والتى تستغرق وقتًا طويلًا نسبيًا، الأمر الذى يستلزم خلال تلك الفترة وجود جهاز أمنى قوى يعتمد عليه الرئيس، وكانت خطة تدعيم المخابرات العامة هى الأكثر سرعة، والجهاز الأكفأ، بدأ السيسى بضخ دماء جديدة بالجهاز، بإسناد منصب رئيس المخابرات العامة للواء خالد فوزى، خلفًا للواء محمد فريد تهامى فى ٢١ ديسمبر ٢٠١٤.
اختيار فوزى كان له عدة أسباب، أولها أنه من أبناء الجهاز ويعد ثاني رئيس للجهاز من أبنائه، فالأول كان اللواء رأفت شحاتة، فضلا عن شغله لمنصب الرئيس السابق لجهاز الأمن القومى، وعمل مساعدا لرئيس الجهاز مدة ثلاثة شهور، وكان شريكا رئيسيا فى الإيقاع بكل شبكات التجسس التى تم كشفها عقب ثورة ٢٥ يناير، حيث كان مشرفا عليها جميعا.
أكثر من حركة تنقلات
على المستوى الداخلى للجهاز، فإن هناك حركة ترتيب واسعة للمؤسسة السيادية الأولى فى مصر، ظهرت بوضوح فى القرارات الجمهورية للرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار أكثر من عام ونصف العام منذ بداية فترته الرئاسية.
فى يونيو ٢٠١٥ نشرت الجريدة الرسمية قرار الرئيس السيسى بإحالة ١١ من ضباط جهاز المخابرات العامة للتقاعد، وفى ٢٦ يوليو نشرت الجريدة الرسمية قرارًا جمهوريًا بنقل ١٩ موظفًا من العاملين بالمخابرات العامة إلى عدد من الوزارات، وتضمن القرار فى مادته الثانية، نقل ٦ من العاملين بالمخابرات لوظائف مهنية، و٤ بوظائف معاونى خدمة، إلى عدد من الوزارات، وفى ٣١ ديسمبر ٢٠١٥ نص القرار بإحالة ١١ من وكلاء المخابرات العامة للمعاش بناء على طلبهم.
ومنذ تولى اللواء خالد فوزى مسئولية جهاز المخابرات العامة، أصبحت تقارير الجهاز هى التقارير صاحبة الأولوية والثقة داخل مؤسسة الرئاسة، ويعتمد الرئيس على تقارير جهاز المخابرات حول الشخصيات المرشحة لتولى مناصب تنفيذية وحقائب وزارية والمحافظين.
فى زيارته للكويت قال الرئيس: «من سيعطينى اسمًا لمحافظ كفء، سأعينه فورًا، بعد أن أعرض اسمه على المخابرات العامة»، وأشار إلى اللواء خالد فوزى، وهو الأمر الذى يعكس مدى الثقل والثقة التى يحظى بها رئيس الجهاز.
كان لافتًا منذ اليوم الأول لتوليه منصبه، أن يكون اللواء فوزى مرافقًا دائمًا وعاملًا مشتركًا فى جميع تحركات الرئيس سواء فى جولاته الداخلية أو زياراته الخارجية، ويشهد أغلبية المباحثات مع المسئولين الغربيين، ويحظى بتواجد مكثف بالقصر الرئاسى.
رافق مدير المخابرات العامة الرئيس فى أغلب جولاته الخارجية للدول العربية والأجنبية والإفريقية، إثيوبيا والتى ألقى فيها الرئيس خطابًا تاريخيًا أمام البرلمان الإثيوبى فى زيارة ثنائية، ورافقه بزيارته للكويت والسعودية وروسيا.
خالد فوزى.. مستودع ثقة الرئيس
ظهر اللواء خالد فوزى ظهورًا مميزًا فى الأيام الأولى لتوليه منصبه، خلال زيارة الرئيس إلى دولة الكويت، وشهد المباحثات الثنائية بين الرئيس السيسى وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح، وتم تقديمه خلال الزيارة للوفد الإعلامى المصرى المرافق للرئيس من رؤساء التحرير والإعلاميين، ليتم التعارف الإعلامى الأول لرئيس المخابرات الجديد، وتلقى التهانى بتوليه منصبه الجديد وتبادل الحديث لدقائق معدودة.
حظيت تقارير المخابرات العامة حول تقدير موقف وقياس للرأى العام، باهتمام الرئيس السيسى، وخاصة تلك التى حذرت من حالة غضب شعبى نتيجة رفع أسعار البنزين والسولار، والذى سينعكس على غلاء أسعار السلع والمنتجات بنسبة ٢٠٪ ، بسبب زيادة أسعار النقل الذى ستتم إضافتها على سعر السلعة، والتى يتحملها المستهلك، وهو ما قد يتسبب فى حالة من الاحتقان الشعبى، وربما تؤثر على شعبية الرئيس.
لا تنقطع تقارير الجهاز الخاصة بمؤشرات الرأى العام، حول ارتفاع الأسعار، وتخفيض الدعم، ومدى الرضا عن الأداء الحكومى، ورد الفعل لحركة المحافظين الأخيرة، ومؤشر الالتئام بين الدولة والشباب، وأوصت التقارير بضرورة احتواء الشباب، وضبط الأسعار وتوفير السلع الأساسية، كما أوصت بتأجيل رفع قيمة تذكرة المترو فى الوقت الحالى.
وتتم متابعة صفحات الإعلاميين، والشخصيات العامة والسياسية، وشباب القوى الثورية، بخلاف عينات عشوائية من قطاعات الشباب غير المسيسين على مواقع التواصل الاجتماعى، وتعتمد الأجهزة السيادية على تلك التقارير والمتابعات فى تقارير تقدير الموقف وكأحد مؤشرات قياس الرأى العام إزاء قرارات الرئيس، وتوجهات الدولة على المستوى الداخلى والخارجى، إلى جانب ما يتم رصده من المواصلات العامة والمقاهى.
وعاود جهاز المخابرات العامة نشاطه مرة أخرى فى التواصل مع المؤسسات الإعلامية والصحفية، وعقد لقاءات مع رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، وهو الدور الذى طالما قام به جهاز المخابرات على مدار سنوات طويلة، منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك، فى إطار التواصل بين أجهزة الدولة ووسائل الإعلام، لنقل توجهات الدولة والخطوط الاستراتيجية العريضة إلى المؤسسات الإعلامية، مؤخرا عقد اجتماعًا مع عدد من رؤساء تحرير الصحف الخاصة والقومية، من بينهم ياسر رزق وفهمى عنبة، عبدالهادى علام، وعادل حمودة، تبادلوا فيه الرؤى حول الأوضاع الداخلية وما تواجهه مصر فى محيطها الإقليمى والدولى.
كما نظم الجهاز دورة تدريبية على مدار أربعة أيام لعدد من الصحفيين، تناولت محاضرات عن الأمن القومى ومكافحة التجسس والتخطيط الاستراتيجى.
زيارات الرئيس للجهاز
قام السيسى بثلاث زيارت لجهاز المخابرات، منذ توليه منصبه، حرص خلالها على لقاء أعضاء الجهاز وقياداته، تضمنت الزيارات تناول تقارير خاصة بالأوضاع الداخلية والخارجية، ولكن الأهم هو لقاء الرئيس بأعضاء الجهاز وضباطه، لتذليل أى عقبات تواجههم وتناول الشئون الداخلية للجهاز.
الزيارة الأخيرة للسيسى للجهاز القابع بكوبرى القبة، مطلع يناير الماضى، استغرقت أكثر من ثلاث ساعات كاملة التقى خلالها السيسى، رئيس جهاز المخابرات وقيادات وأعضاء الجهاز، الرئيس بدأ الاجتماع بتوجيه كلمة أثنى فيها على الجهود الدؤوبة المبذولة من قبل رجال المخابرات العامة لحماية مصر من المخاطر المحيطة بها، كما استمع إلى عرض لتقارير تقدير الموقف المتعلقة بالأوضاع العامة على المستوى الداخلى، واستعراض عدد من التقارير حول تداعيات الأوضاع بالمنطقة على الأمن القومى المصرى، والتى تم تكليف جهاز المخابرات العامة بمتابعتها من قبل الرئيس، على رأسها تطورات الأزمة السورية، وأزمة سد النهضة، والأزمة المتفجرة مؤخرًا بين المملكة السعودية وإيران.
وزار الرئيس السيسى، فى الثامن من أكتوبر ٢٠١٥، مقر المخابرات العامة المصرية للمرة الثانية له خلال العام الماضى، وكان فى استقباله خالد فوزى رئيس المخابرات العامة وقيادات الجهاز، وفى الأول من يناير ٢٠١٥ زار الرئيس السيسى مبنى المخابرات العامة المصرية، فى أول زيارة له للجهاز منذ توليه منصبه، وتفقد الرئيس السيسى المبنى واستمع إلى شرح وافٍ من قيادات المخابرات العامة لمنظومة العمل داخل الجهاز.
حركة تنقلات واسعة بـ «قرارات جمهورية»
الرئيس يعتمد على تقديراته فى اختيار المسئولين للوظائف العامة
عودة اللقاءات مع رؤساء التحرير ودورات تدريبية للصحفيين عن «مكافحة التجسس» والتخطيط الاستراتيجى والأمن القومى
تسقط الدول وتبقى أجهزة مخابراتها قادرة على العمل، بهدف إعادة إحيائها، فهى أكثر الأجهزة السيادية أهمية وخطورة فى الوقت ذاته، فهى تختص بالمحافظة على سلامة وأمن الدولة ضد أى عدوان خارجى وحفظ كيان نظامها السياسى، من خلال وضع السياسة العامة للأمن وجمع الأخبار وفحصها، وتوزيع المعلومات المتعلقة بسلامة الدولة، ومد رئيس الجمهورية ومجلس الدفاع الوطنى بالمشورة والتوصيات اللازمة لجميع الملفات الخارجية، وتختص كذلك بأى عمل إضافى يعهد به إليها رئيس الجمهورية أو مجلس الدفاع الوطنى ويكون متعلقًا بسلامة البلاد، إدراكًا منه لحساسية وخطورة الدور الذى تقوم به أجهزة المخابرات بوصفه مديرًا سابقًا لجهاز المخابرات الحربية، فقد عمل الرئيس السيسى منذ يومه الأول فى رأس السلطة على إعادة الروح وضخ الدماء فى عروق أجهزة المخابرات مرة أخرى، فهو الجهاز الأكثر دقة فيما يقدمه من تقارير على المستوى الداخلى، وما يتم على المستوى المعلوماتى والمخابراتى على المستوى الخارجى، خاصة فى ظل الحرب التى تتعرض لها مصر والمنطقة من أجهزة عدة دول خارجية، تستهدف إعادة رسم خرائط المنطقة بالكامل.
خطة الإخوان لتصفية الجهاز
كانت جماعة الإخوان تدرك بعد وصولها إلى رأس السلطة فى البلاد أن عدوها الأول وعقبتها الرئيسية فى طريق إحكام السيطرة على مفاصل الدولة، هو جهاز المخابرات، لذا سعت بخطة محكمة لتفكيك جهاز المخابرات العامة، وخلخلة استقراره لصالح جهاز أمنى إخوانى كان يتم التخطيط لتشكيله كبديل عنه.
وضعت الجماعة خطة لتفكيك جهاز الأمن الوطنى والمخابرات العامة، وقد كشفت اللجنة الرسمية لحصر أموال الجماعة مؤخرًا تفاصيل خطة الجماعة، السيطرة الأمنية المباشرة على جهاز المخابرات والأمن الوطنى وإعادة هيكلته على ٣ مراحل رئيسية، وهى: مرحلة التطعيم، والتعزيز، والتشبع.
كما هو واضح من الأسماء، فإن مرحلة التطعيم تشمل تطعيم جهاز المخابرات العامة بضباط من ذوى التوجهات الإخوانية، ومرحلة التعزيز وتشمل استقطاب القيادات بالمخابرات للسير على درب الجماعة، وبعدها يتم الوصول تدريجيًا لمرحلة التشبع، ولكن خطتهم فشلت فى مرحلتها الأولى، ولو استمروا فى الحكم لما منعهم من تنفيذها شيء.
"السيسي" يعيد بث الروح من جديد
مع بدء السيسى لخطته فى إعادة الروح للمؤسسات السيادية الأمنية، كانت الخطة الأطول والأكثر تعقيدا، هى خطة بناء جهاز الداخلية والتى تستغرق وقتًا طويلًا نسبيًا، الأمر الذى يستلزم خلال تلك الفترة وجود جهاز أمنى قوى يعتمد عليه الرئيس، وكانت خطة تدعيم المخابرات العامة هى الأكثر سرعة، والجهاز الأكفأ، بدأ السيسى بضخ دماء جديدة بالجهاز، بإسناد منصب رئيس المخابرات العامة للواء خالد فوزى، خلفًا للواء محمد فريد تهامى فى ٢١ ديسمبر ٢٠١٤.
اختيار فوزى كان له عدة أسباب، أولها أنه من أبناء الجهاز ويعد ثاني رئيس للجهاز من أبنائه، فالأول كان اللواء رأفت شحاتة، فضلا عن شغله لمنصب الرئيس السابق لجهاز الأمن القومى، وعمل مساعدا لرئيس الجهاز مدة ثلاثة شهور، وكان شريكا رئيسيا فى الإيقاع بكل شبكات التجسس التى تم كشفها عقب ثورة ٢٥ يناير، حيث كان مشرفا عليها جميعا.
أكثر من حركة تنقلات
على المستوى الداخلى للجهاز، فإن هناك حركة ترتيب واسعة للمؤسسة السيادية الأولى فى مصر، ظهرت بوضوح فى القرارات الجمهورية للرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار أكثر من عام ونصف العام منذ بداية فترته الرئاسية.
فى يونيو ٢٠١٥ نشرت الجريدة الرسمية قرار الرئيس السيسى بإحالة ١١ من ضباط جهاز المخابرات العامة للتقاعد، وفى ٢٦ يوليو نشرت الجريدة الرسمية قرارًا جمهوريًا بنقل ١٩ موظفًا من العاملين بالمخابرات العامة إلى عدد من الوزارات، وتضمن القرار فى مادته الثانية، نقل ٦ من العاملين بالمخابرات لوظائف مهنية، و٤ بوظائف معاونى خدمة، إلى عدد من الوزارات، وفى ٣١ ديسمبر ٢٠١٥ نص القرار بإحالة ١١ من وكلاء المخابرات العامة للمعاش بناء على طلبهم.
ومنذ تولى اللواء خالد فوزى مسئولية جهاز المخابرات العامة، أصبحت تقارير الجهاز هى التقارير صاحبة الأولوية والثقة داخل مؤسسة الرئاسة، ويعتمد الرئيس على تقارير جهاز المخابرات حول الشخصيات المرشحة لتولى مناصب تنفيذية وحقائب وزارية والمحافظين.
فى زيارته للكويت قال الرئيس: «من سيعطينى اسمًا لمحافظ كفء، سأعينه فورًا، بعد أن أعرض اسمه على المخابرات العامة»، وأشار إلى اللواء خالد فوزى، وهو الأمر الذى يعكس مدى الثقل والثقة التى يحظى بها رئيس الجهاز.
كان لافتًا منذ اليوم الأول لتوليه منصبه، أن يكون اللواء فوزى مرافقًا دائمًا وعاملًا مشتركًا فى جميع تحركات الرئيس سواء فى جولاته الداخلية أو زياراته الخارجية، ويشهد أغلبية المباحثات مع المسئولين الغربيين، ويحظى بتواجد مكثف بالقصر الرئاسى.
رافق مدير المخابرات العامة الرئيس فى أغلب جولاته الخارجية للدول العربية والأجنبية والإفريقية، إثيوبيا والتى ألقى فيها الرئيس خطابًا تاريخيًا أمام البرلمان الإثيوبى فى زيارة ثنائية، ورافقه بزيارته للكويت والسعودية وروسيا.
خالد فوزى.. مستودع ثقة الرئيس
ظهر اللواء خالد فوزى ظهورًا مميزًا فى الأيام الأولى لتوليه منصبه، خلال زيارة الرئيس إلى دولة الكويت، وشهد المباحثات الثنائية بين الرئيس السيسى وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح، وتم تقديمه خلال الزيارة للوفد الإعلامى المصرى المرافق للرئيس من رؤساء التحرير والإعلاميين، ليتم التعارف الإعلامى الأول لرئيس المخابرات الجديد، وتلقى التهانى بتوليه منصبه الجديد وتبادل الحديث لدقائق معدودة.
حظيت تقارير المخابرات العامة حول تقدير موقف وقياس للرأى العام، باهتمام الرئيس السيسى، وخاصة تلك التى حذرت من حالة غضب شعبى نتيجة رفع أسعار البنزين والسولار، والذى سينعكس على غلاء أسعار السلع والمنتجات بنسبة ٢٠٪ ، بسبب زيادة أسعار النقل الذى ستتم إضافتها على سعر السلعة، والتى يتحملها المستهلك، وهو ما قد يتسبب فى حالة من الاحتقان الشعبى، وربما تؤثر على شعبية الرئيس.
لا تنقطع تقارير الجهاز الخاصة بمؤشرات الرأى العام، حول ارتفاع الأسعار، وتخفيض الدعم، ومدى الرضا عن الأداء الحكومى، ورد الفعل لحركة المحافظين الأخيرة، ومؤشر الالتئام بين الدولة والشباب، وأوصت التقارير بضرورة احتواء الشباب، وضبط الأسعار وتوفير السلع الأساسية، كما أوصت بتأجيل رفع قيمة تذكرة المترو فى الوقت الحالى.
وتتم متابعة صفحات الإعلاميين، والشخصيات العامة والسياسية، وشباب القوى الثورية، بخلاف عينات عشوائية من قطاعات الشباب غير المسيسين على مواقع التواصل الاجتماعى، وتعتمد الأجهزة السيادية على تلك التقارير والمتابعات فى تقارير تقدير الموقف وكأحد مؤشرات قياس الرأى العام إزاء قرارات الرئيس، وتوجهات الدولة على المستوى الداخلى والخارجى، إلى جانب ما يتم رصده من المواصلات العامة والمقاهى.
وعاود جهاز المخابرات العامة نشاطه مرة أخرى فى التواصل مع المؤسسات الإعلامية والصحفية، وعقد لقاءات مع رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، وهو الدور الذى طالما قام به جهاز المخابرات على مدار سنوات طويلة، منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك، فى إطار التواصل بين أجهزة الدولة ووسائل الإعلام، لنقل توجهات الدولة والخطوط الاستراتيجية العريضة إلى المؤسسات الإعلامية، مؤخرا عقد اجتماعًا مع عدد من رؤساء تحرير الصحف الخاصة والقومية، من بينهم ياسر رزق وفهمى عنبة، عبدالهادى علام، وعادل حمودة، تبادلوا فيه الرؤى حول الأوضاع الداخلية وما تواجهه مصر فى محيطها الإقليمى والدولى.
كما نظم الجهاز دورة تدريبية على مدار أربعة أيام لعدد من الصحفيين، تناولت محاضرات عن الأمن القومى ومكافحة التجسس والتخطيط الاستراتيجى.
زيارات الرئيس للجهاز
قام السيسى بثلاث زيارت لجهاز المخابرات، منذ توليه منصبه، حرص خلالها على لقاء أعضاء الجهاز وقياداته، تضمنت الزيارات تناول تقارير خاصة بالأوضاع الداخلية والخارجية، ولكن الأهم هو لقاء الرئيس بأعضاء الجهاز وضباطه، لتذليل أى عقبات تواجههم وتناول الشئون الداخلية للجهاز.
الزيارة الأخيرة للسيسى للجهاز القابع بكوبرى القبة، مطلع يناير الماضى، استغرقت أكثر من ثلاث ساعات كاملة التقى خلالها السيسى، رئيس جهاز المخابرات وقيادات وأعضاء الجهاز، الرئيس بدأ الاجتماع بتوجيه كلمة أثنى فيها على الجهود الدؤوبة المبذولة من قبل رجال المخابرات العامة لحماية مصر من المخاطر المحيطة بها، كما استمع إلى عرض لتقارير تقدير الموقف المتعلقة بالأوضاع العامة على المستوى الداخلى، واستعراض عدد من التقارير حول تداعيات الأوضاع بالمنطقة على الأمن القومى المصرى، والتى تم تكليف جهاز المخابرات العامة بمتابعتها من قبل الرئيس، على رأسها تطورات الأزمة السورية، وأزمة سد النهضة، والأزمة المتفجرة مؤخرًا بين المملكة السعودية وإيران.
وزار الرئيس السيسى، فى الثامن من أكتوبر ٢٠١٥، مقر المخابرات العامة المصرية للمرة الثانية له خلال العام الماضى، وكان فى استقباله خالد فوزى رئيس المخابرات العامة وقيادات الجهاز، وفى الأول من يناير ٢٠١٥ زار الرئيس السيسى مبنى المخابرات العامة المصرية، فى أول زيارة له للجهاز منذ توليه منصبه، وتفقد الرئيس السيسى المبنى واستمع إلى شرح وافٍ من قيادات المخابرات العامة لمنظومة العمل داخل الجهاز.