الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وزير الداخلية وتصريحات واضحة وحاسمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نزلت كلمات الوزير مجدى عبدالغفار بردا وسلاما على شعب مصر الذى انتظر طويلا منذ الاغتيال الجبان للنائب العام الراحل المستشار هشام بركات، فى يونيو الماضى، وأكد فى تصريحاته الأحد الماضى أنه تم القبض على ٤٨ متهما منهم ١٤ شاركوا فى الاغتيال الإجرامى لبركات.
وكشف ما وراء هذا الاغتيال الذى تم بتكليف من القيادى الإخوانى يحيى السيد إبراهيم موسى الذى كان هاربا بتركيا.
أهمية هذا التصريح أنه جاء بمثابة أول تنفيذ لوعد الرئيس السيسى بتاريخ ٣٠ يونيو ٢٠١٥ أمام أسرة الشهيد الراحل هشام بركات بالوصول للجناة وتنفيذ القصاص، وكشف وزير الداخلية كيف أن العناصر المنفذة لعملية الاغتيال تم تدريبهم فى أحد معسكرات حركة حماس وتحت رعاية أحد ضباط المخابرات بها.
ثم أوضح الوزير عبدالغفار أن مصر تتعرض لمؤامرة كبرى لاغتيال شخصيات عامة، وأن قطاع الأمن الوطنى كشف المخطط وتمت مداهمة عدة بؤر بالجيزة والشرقية، واكتشاف العديد من الشقق السكنية التى تستخدم فى تصنيع المواد المتفجرة.
وذكّر الوزير بماضى الجماعة الإخوانية الإرهابية منذ جريمة اغتيال المستشار أحمد الخازندار فى ٢٢ مارس ١٩٤٨.
وفيما يخص الكشف عن خلفيات اغتيال الراحل المستشار بركات قال إن المتهمين قاموا بشراء عدد من السيارات الملاكى من سوق مدينة نصر وتم استخدامها فى عمليات التفجير، وإن موسى الذى كان يرسل من تركيا المبالغ اللازمة لشراء السيارات بالتنسيق مع ضابط مخابرات من حماس.
وكان على وزير الداخلية أن يعطى لجهاز الأمن القومى حقه فى نجاحه فى رصد تحركات الإرهابيين، من خلال أحدث أجهزة فك الشفرة واكتشاف المعلومات عن أماكن إقامة المتهمين ومقر لقاءاتهم قبل إعداد الخطة للقبض على ٤٨ متهما يقيمون بالجيزة والشرقية والإسماعيلية وأسوان وشمال سيناء وقنا.
ومن الواضح أن توزيع الأماكن التى يقطنها الإرهابيون منتشرة من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، كل ذلك لنتبين مدى الجهد المطلوب من رجال الشرطة والأمن الوطنى.
بقى أن نعلم أن ضابط مخابرات حماس أبوعمر عبر عن سعادته بعد نجاح اغتيال النائب العام الراحل، وقال لشركائه فى الجريمة «العملية لا تحتاج إلا إلى شوية تدريب...!!».
أما المتهم محمد أحمد السيد، الطالب بكلية اللغات بجامعة الأزهر بمركز أبوكبير بالشرقية، فقد اعترف بأنه انضم لجماعة الإخوان وشارك فى اعتصام رابعة من أول يوم.
ولنذهب الآن إلى كلمات أخرى قالها الوزير مجدى عبدالغفار فى وضوح وصراحة وحسم أمام مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس فى ٢ مارس: «إننا نجتاز مرحلة بالغة الدقة من تاريخ أمتنا العربية وسط تحديات متنامية وأخطار غير مسبوقة، وتهديدات كبيرة لمقدراتنا وتطلعات شعوبنا، تستوجب منا جميعا صلابة الإرادة وقوة العزيمة لبلورة خطط جديدة وسياسات أمنية تتطور مع المتغيرات الإقليمية والدولية لمواجهة تلك التحديات وتحقيق الأمن والسلم لمنطقتنا العربية.
وأضاف وزير الداخلية: «إن أمتنا العربية تتعرض اليوم لهجمة عنيفة من إرهاب غاشم غذته الأطماع الإقليمية والدولية والأبعاد الطائفية والمذهبية، وتمددت أطرافه سرطانا يضرب بلا هوادة جسد هذه الأمة مستهدفا مكونات وجودها ومستقبل أبنائها».
واستطرد الوزير عبدالغفار فى خطابه أمام جميع وزراء الداخلية العرب: «لقد تجاوزت التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها داعش الإرهابية كل حدود العنف وانتهجت أشرس الوسائل فى التفكير عن أفكارها المريضة والمنحرفة وباتت بمثابة إعلان حرب على شعوب العالم».
وأضاف وزير داخليتنا: «لقد بايعت قرابة ٣٤ جماعة إرهابية حول العالم تنظيم داعش، لذلك صار لزاما علينا نحن حملة رسالة الأمن أن تتحد عزائمنا لخوض حرب تاريخية نستخلص فيها نجاة شعوبنا وتاريخ أمتنا. إن الخطر الأكبر الذى تواجهه المجتمعات بمختلف انتماءاتها هو خطر إرهاب غير تقليدى يستغل التقنيات الحديثة وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات».
لقد كانت تصريحات الوزير عبدالغفار فى مؤتمر تونس شهادة مشرفة لوزير جمع بين جرأة الكلمة ووضوح الفكر.