"لم يغادر البلاد بريًا ولا جويًا ولا بحريًا" هكذا كانت شهادة السلطات المصرية عندما طٌرح سؤال أين محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، ولماذا لم يعلن عن مكانه حتى الآن كباقي القيادات الهاربة للجماعة. الشهادة المذكورة تعنى إن "عزت" مازال داخل مصر إن لم يغادرها متخفيا، ليذكرنا بأسطورة جماعة الإخوان في الهروب، فرج النجار، الإخواني الذي نجح في مراوغة الدولة لأكثر من عشرين عامًا خلال الخمسينات والستينات.
كلاهما "عقل" الجماعة ويعتبر السبب في هذا الاختفاء المحكم الذي اتقنه "النجار" ويحاول النجاح فيه "عزت" هو أن كليهما يملك "عقل" الجماعة، ما يعني إن القبض عليهما يعني الاعتراف بمعلومات تفيد في مواجهة نشاط الجماعة. و"عزت" يعتبر الرجل "الداهية" داخل الإخوان، ويسمى بـ"صانع المرشدين"، لما له من دور في اختيار المرشدين للجماعة والتدخل في أعمالهم.
واختير "عزت" عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م، فيما اعتقل في العام 1965 وقضى عشر سنوات في السجن، علاوة على اعتقاله ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل)، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م.
وفي عام 1995 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000م، اعتقل في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان «عزت» من أشد المطالبين بترشيح الإخوان أحد قياداتها لمنصب رئيس الجمهورية، رغم إعلانها نيتها عدم المنافسة على هذا المنصب، القرار الذي حسب ضد الجماعة فيما بعد.
كما أنه كان وراء قرارها بفصل أي عضو ينتمي إليها وينضم لحزب غير الحرية والعدالة أو لا يؤيد مرشحها في الانتخابات الرئاسية.
في الفترة ما بين عزل مرسي وفض اعتصام «رابعة العدوية»، اختفى "عزت" واشترط عليه عدم استخدام أي وسيلة اتصال أرضية أو مرتبطة بالقمر الصناعي حتى لا يتم القبض عليه، وقرر الظهور على السطح دون الإعلان عن مكانه بعد الأزمة الإخوانية التي شقت الجماعة لنصفين، بين شباب يتمسك بإدارة الجماعة وقيادات تاريخية بزعامة "عزت" تحاول استعادة عرش الإخوان.
فرج النجار... مدرسة الإخوان في التخفي
وإن كنا نرى إن نجاح محمود عزت في التخفي لمدة عامين ونصف، راجع لكونه رجل مالك لعقل تنظيمي مراوغ يمكنه من الإفلات من الأزمات، إلا إنه يبقى تلميذ أمام فرج النجار الذي نجح في التخفي لمدة عشرين عامًا، بداية من يناير 1954، وحتى يوليو1975.
وكان قرار تخفيه تنظيميًا، حيث أصدرت الجماعة له تعليمات بالهروب حفاظًا على المعلومات التي يملكها عن الجماعة، قائلًا "الهروب كان بأمر من الإخوان، فقد أمروني بذلك خوفًا من القبض عليّ، ومن ثَمَّ أقوم بالاعتراف على جميع إخوان النظام الخاص في المحافظات التي كنت مسئولًا عنها، فيقبض عليهم جميعًا أو يتعرضوا للتعذيب والقتل".
وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر جاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعفو شامل عن الإخوان، ولم يظهر إلا بعدما جاءته تعليمات من المرشد العام للجماعة آنذاك، عمر التلمساني، أذنّا له بالظهور.
ويروي "النجار" عن طرائقه خلال فترة تخفيه، بأنه في أحد المرات قامت قوات الأمن بمحاصرة المكان الذي يقيم فيه، فوضع وجهه في "عش الدبابير"، وتسبب ذلك في تورم وجهه وصعوبة التعرف عليه، وخرج وسط التجمع الأمني دون توقيفه.
كذلك يقوم "النجار" إنه في بعض الأحيان كان يختبئ في منزل وزير الداخلية نفسه، معتبرًا إنه أمن مكان يمكن الإقامة فيه دون تتبع.
كلاهما "عقل" الجماعة ويعتبر السبب في هذا الاختفاء المحكم الذي اتقنه "النجار" ويحاول النجاح فيه "عزت" هو أن كليهما يملك "عقل" الجماعة، ما يعني إن القبض عليهما يعني الاعتراف بمعلومات تفيد في مواجهة نشاط الجماعة. و"عزت" يعتبر الرجل "الداهية" داخل الإخوان، ويسمى بـ"صانع المرشدين"، لما له من دور في اختيار المرشدين للجماعة والتدخل في أعمالهم.
واختير "عزت" عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م، فيما اعتقل في العام 1965 وقضى عشر سنوات في السجن، علاوة على اعتقاله ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل)، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م.
وفي عام 1995 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000م، اعتقل في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان «عزت» من أشد المطالبين بترشيح الإخوان أحد قياداتها لمنصب رئيس الجمهورية، رغم إعلانها نيتها عدم المنافسة على هذا المنصب، القرار الذي حسب ضد الجماعة فيما بعد.
كما أنه كان وراء قرارها بفصل أي عضو ينتمي إليها وينضم لحزب غير الحرية والعدالة أو لا يؤيد مرشحها في الانتخابات الرئاسية.
في الفترة ما بين عزل مرسي وفض اعتصام «رابعة العدوية»، اختفى "عزت" واشترط عليه عدم استخدام أي وسيلة اتصال أرضية أو مرتبطة بالقمر الصناعي حتى لا يتم القبض عليه، وقرر الظهور على السطح دون الإعلان عن مكانه بعد الأزمة الإخوانية التي شقت الجماعة لنصفين، بين شباب يتمسك بإدارة الجماعة وقيادات تاريخية بزعامة "عزت" تحاول استعادة عرش الإخوان.
فرج النجار... مدرسة الإخوان في التخفي
وإن كنا نرى إن نجاح محمود عزت في التخفي لمدة عامين ونصف، راجع لكونه رجل مالك لعقل تنظيمي مراوغ يمكنه من الإفلات من الأزمات، إلا إنه يبقى تلميذ أمام فرج النجار الذي نجح في التخفي لمدة عشرين عامًا، بداية من يناير 1954، وحتى يوليو1975.
وكان قرار تخفيه تنظيميًا، حيث أصدرت الجماعة له تعليمات بالهروب حفاظًا على المعلومات التي يملكها عن الجماعة، قائلًا "الهروب كان بأمر من الإخوان، فقد أمروني بذلك خوفًا من القبض عليّ، ومن ثَمَّ أقوم بالاعتراف على جميع إخوان النظام الخاص في المحافظات التي كنت مسئولًا عنها، فيقبض عليهم جميعًا أو يتعرضوا للتعذيب والقتل".
وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر جاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعفو شامل عن الإخوان، ولم يظهر إلا بعدما جاءته تعليمات من المرشد العام للجماعة آنذاك، عمر التلمساني، أذنّا له بالظهور.
ويروي "النجار" عن طرائقه خلال فترة تخفيه، بأنه في أحد المرات قامت قوات الأمن بمحاصرة المكان الذي يقيم فيه، فوضع وجهه في "عش الدبابير"، وتسبب ذلك في تورم وجهه وصعوبة التعرف عليه، وخرج وسط التجمع الأمني دون توقيفه.
كذلك يقوم "النجار" إنه في بعض الأحيان كان يختبئ في منزل وزير الداخلية نفسه، معتبرًا إنه أمن مكان يمكن الإقامة فيه دون تتبع.