"العالقون في العصور الوسطى" كتاب جديد تصدره دار ميريت للكاتب الصحفي والروائي "علي بريشة"، الباحث في شئون الحركات الإسلامية الذي يقدم دراسة في فلسفة التاريخ يحاول من خلالها الإجابة على سؤال: "لماذا تخلفت بلاد المشرق وتقدم الغرب؟ ومتى حدثت الفجوة الحضارية بين المشارق والمغارب؟
ينطلق الروائي على بريشة بتساؤلاته من "البوصلة والمطبعة والبارود." وهي ثلاثة اكتشافات مثلت نقلة جبارة في حضارة أوروبا ونقلتها إلى العصور الحديثة.
والمفارقة أنها لم تكن اكتشافات أصيلة في الغرب فقد اكتشفها الشرق في وقت سابق ولكنه لم يستخدمها في تحقيق أي نقلة نوعية وحضارية.. لم يستخدم البوصلة لاكتشاف العالم الجديد ولم يحقق بالمطبعة انتشارا للمعارف ولم يُخضع بالبارود مساحات واسعة من العالم.
تساءل بريشة عما الذي امتلكته حضارات أوروبا ولم تمتلكه حضارات المشارق عن الذي حدث في فترة محددة من التاريخ جعلت أوروبا تسير نحو النهضة والمشرق يتراجع نحو التخلف.
طرح الروائي على بريشة عن السبب الذي جعل الإسلام السني يقتصر منذ القرن الثالث عشر الميلادي على أربعة مذاهب بعد أن أحصى ابن حزم الأندلسي في القرن الحادي عشر 19 مذهبًا سنيًا معترفًا به.. وما سر تقديس البخاري.. وما الدور السلبي الذي لعبه الأزهر في عصر المماليك.. وما الذي جعل تيار العقل يندثر في الحضارة الإسلامية منذ القرن الثالث عشر. وما سر المرسوم الذي أصدره الظاهر بيبرس ونقله المقريزي ويشار إليه بأنه كان السبب وراء توقف تيار العقل في الحضارات المشرقية حتى تخوم القرن العشرين
أنهى بريشة دراسته بعدة تساؤلات محاولًا الإجابة عن من عينة، هل المشكلة في الإسلام أم في المسلمين أم في أنظمة الحكم والعلم والتعليم. وما سر صعود تيارات الإسلام السياسي في نهاية القرن العشرين وفق نظرية العمامة والسيف التي تجعل الصراع في مجتمعاتنا كما كان في العصور الوسطى بين دولة المماليك ودولة الخلافة.