اختتم مساء أمس "الثلاثاء" فعاليات مؤتمر "صناعة التطرف: قراءة في تدابير المواجهة الفكرية"، والذي نظمته مكتبة الإسكندرية علي مدى 3 أيام بمشاركة نحو 250 مثقفا ومفكرا وخبيرا في مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية، ناقشوا سبل المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب، عبر ة محاور "بنية حركات التطرف، مقاربة العلوم الاجتماعية للتطرف، نقد خطابات التطرف، الإعلام والتعليم ومواجهة التطرف، الأمن القومي، الفضاء الرقمي والتطرف، والإرهاب الداخلي في أوروبا".
وأبرمت مكتبة الإسكندرية في ختام المؤتمر اتفاقيات مع عدد من المؤسسات العربية بهدف تضافر الجهود لخدمة الثقافة العربية ونشر الفكر التنويري؛ حيث وقع الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية اتفاقيات مع محمد أبو حمور؛ الأمين العام بالوكالة لمنتدى الفكر العربي، وأنعام بيوض؛ مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، والدكتورة بدرة قعلول؛ مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، والدكتور عريب الرنتاوي؛ مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن، وأنور عشقي؛ رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة.
وأوضح سراج الدين أن مكتبة الإسكندرية ستتوسع في شراكاتها عربيًا ودوليًا، فضلاً عن تكثيف الاتصالات مع المراكز البحثية التنويرية في العالم العربي، لتحليل ظاهرة التطرف والإرهاب ومعرفة أسباب نموها في عالمنا العربي وسبل مواجهتها، وأضاف أن المكتبة قد قامت بالفعل بالاتفاق مع منظمة الإيسيسكو ومجلس أوروبا لعقد أنشطة وفعاليات في أوروبا حول المسلمين في أوروبا.
واستعرض سراج الدين - في ختام المؤتمر - أبرز ما خلصت إليه المناقشات أولها أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وأن التاريخ يشهد أن الرأي هو الذي يتغير بالكلمة، والتأكيد على أهمية التسلح بالعلم في مواجهة التطرف والفكر الظلامي، وبهدف صناعة التقدم وتحقيق التنمية، إضافة إلي أهمية الفهم المعاصر للدين، وضرورة الرجوع إلى كتابات رواد الفكر الإسلامي الإصلاحي واستعمال المنهج المتجدد من خلال أدوات البحث المعاصر والانفتاح على الآخر.
وأضاف أن مواجهة التطرف غير منفصلة عن تحديث المجتمع ككل، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، مشددًا على أهمية محاربة التهميش والاهتمام بجواب الحكم الرشيد والمواطنة والعدالة الاجتماعية، وأن مواجهة التطرف ليس قضية عابرة أو موسمية لكنها حية وممتدة.
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة بدرة قعلول؛ مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، على أننا لا يمكننا أن نتعافى من التطرف والإرهاب في عالمنا العربي إلا بالفكر، مشددة علي أهمية فهم آليات عملية الاستقطاب التي تقوم بها المنظمات المتطرفة لجذب الشباب، وأن الشباب العربي يعاني من حالة من الإحباط وفقدان الأمل ورغبة في التغيير؛ ومن هنا يقع فريسة لتلك التنظيمات.
ولفتت قعلول إلى أن الدراسات التي قام بها المركز توضح أن الشباب المنخرطين في داعش هم شباب مهمشين اجتماعيًا، كما أن للمرأة دور كبير في عملية الاستقطاب، ويتم إسناد العديد من المهام للمرأة في هذا التنظيمات مما ينذر بخطر إنشاء وبناء أجيال متطرفة.
من جانبه، أرجع محمد أبو حمور؛ الأمين العام بالوكالة لمنتدى الفكر العربي، أسباب التطرف في العالم العربي إلي عدم رضا المواطنين والجهات المختلفة بسبب غياب العدالة في توزيع الفرص، والتشكيك في الخطابات الدينية سواء لتعصب بعضها أو لارتباط بعض الدعاة بالحكام، والإحباط الذي أصاب المواطن العربي والذي يدفعه للتغيير والهرب سواء من الأوضاع المتردية للأمان أو من الدنيا للآخرة مثلما تروج الجمعات المتطرفة.
وبدورها تحدثت أنعام بيوض؛ مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، عن أهمية الترجمة في تغيير المشهد الثقافي وإحداث تنويعات في الخريطة الثقافية وتغيير حالة الركود التي أصابت الوضع الثقافي واللساني واللغوي.
ولفتت إلى أن المركز يقوم بمشروع الترجمة العلمية الذي يهدف إلى تغيير نمطية التفكير وفتح الآفاق لفكر علمي ومستنير ونقدي، بالإضافة إلى مشروع الثقافة العلمية الذي يهدف إلى نشر الثقافة العلمية في العالم العربي، مشددة علي أن اللغة أحد أهم مقومات الشخصية، وأن الشباب العربي أصيب بإحباط ثقافي بانتقاله إلى لغة أخرى في مرحلة معينة من مراحل التعليم مما عكس عليه شعور بالدونية. وأكدت أن اللغة هي وسيلة للتعرف على الذات ومصالحتها.
وفيما يرتبط بتفشي ظاهرة التطرف في مجتمعاتنا، أكدت على أهمية مراجعة الخطاب الديني، وأن ندرس الخطاب الذي تأصل فينا وأنشأنا وتربينا عليه، وأن نسائل تراثنا التاريخي والديني بأسئلة حقيقية، حتى نخرج بخطط إجرائية للتخلص من التطرف.
من جانبه، قال الباحث الفلسطيني أيمن الرقيب إن الدولة الصهيونية هي أكبر محرك للإرهاب، وهي التي تقف وراء العمليات الإرهابية في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقوم بها، حيث إنها أكبر المستفيدين من الوضع القائم في العالم العربي.
واستنكر قيام العالم بأكمله بالحديث عن العمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات المتطرفة في كافة أنحاء العالم، لكنها لا تتطرق إلى الإرهاب والعنف والتطرف الذي تمارسه إسرائيل مع الفلسطينيين.
وشدد على أهمية تحرك العرب للضغط على الدول الراعية لإسرائيل، ودعم الجهود لإنشاء دولة عربية واحدة واتحاد عربي قادر على تحريك الموارد والقدرات لتحقيق الوحدة والتنمية التي نطمح إليها في عالمنا العربي.
وفي كلمته، قال الشيخ حسن الأمين إن القضاء على التطرف في العالم العربي يحتاج مجموعة من الإجراءات؛ ومنها تعديل المناهج الدراسية لنشر الفكر الوسطي والمعتدل، والإيمان بأهمية التنوع في أوطاننا واستغلاله لصالحنا، وجرف المتاريس النفسية بين المواطنين، وإعادة النظر في مناهج المعاهد الدينية الأكاديمية وتوحيدها لتدريس الحريات الفكرية والدينية وحقوق الإنسان، وأخيرًا ضمان أن تقوم الأحزاب السياسية على أساس البرامج التي تقدمها وليس على أساس ديني.
وأبرمت مكتبة الإسكندرية في ختام المؤتمر اتفاقيات مع عدد من المؤسسات العربية بهدف تضافر الجهود لخدمة الثقافة العربية ونشر الفكر التنويري؛ حيث وقع الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية اتفاقيات مع محمد أبو حمور؛ الأمين العام بالوكالة لمنتدى الفكر العربي، وأنعام بيوض؛ مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، والدكتورة بدرة قعلول؛ مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، والدكتور عريب الرنتاوي؛ مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن، وأنور عشقي؛ رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة.
وأوضح سراج الدين أن مكتبة الإسكندرية ستتوسع في شراكاتها عربيًا ودوليًا، فضلاً عن تكثيف الاتصالات مع المراكز البحثية التنويرية في العالم العربي، لتحليل ظاهرة التطرف والإرهاب ومعرفة أسباب نموها في عالمنا العربي وسبل مواجهتها، وأضاف أن المكتبة قد قامت بالفعل بالاتفاق مع منظمة الإيسيسكو ومجلس أوروبا لعقد أنشطة وفعاليات في أوروبا حول المسلمين في أوروبا.
واستعرض سراج الدين - في ختام المؤتمر - أبرز ما خلصت إليه المناقشات أولها أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وأن التاريخ يشهد أن الرأي هو الذي يتغير بالكلمة، والتأكيد على أهمية التسلح بالعلم في مواجهة التطرف والفكر الظلامي، وبهدف صناعة التقدم وتحقيق التنمية، إضافة إلي أهمية الفهم المعاصر للدين، وضرورة الرجوع إلى كتابات رواد الفكر الإسلامي الإصلاحي واستعمال المنهج المتجدد من خلال أدوات البحث المعاصر والانفتاح على الآخر.
وأضاف أن مواجهة التطرف غير منفصلة عن تحديث المجتمع ككل، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، مشددًا على أهمية محاربة التهميش والاهتمام بجواب الحكم الرشيد والمواطنة والعدالة الاجتماعية، وأن مواجهة التطرف ليس قضية عابرة أو موسمية لكنها حية وممتدة.
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة بدرة قعلول؛ مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، على أننا لا يمكننا أن نتعافى من التطرف والإرهاب في عالمنا العربي إلا بالفكر، مشددة علي أهمية فهم آليات عملية الاستقطاب التي تقوم بها المنظمات المتطرفة لجذب الشباب، وأن الشباب العربي يعاني من حالة من الإحباط وفقدان الأمل ورغبة في التغيير؛ ومن هنا يقع فريسة لتلك التنظيمات.
ولفتت قعلول إلى أن الدراسات التي قام بها المركز توضح أن الشباب المنخرطين في داعش هم شباب مهمشين اجتماعيًا، كما أن للمرأة دور كبير في عملية الاستقطاب، ويتم إسناد العديد من المهام للمرأة في هذا التنظيمات مما ينذر بخطر إنشاء وبناء أجيال متطرفة.
من جانبه، أرجع محمد أبو حمور؛ الأمين العام بالوكالة لمنتدى الفكر العربي، أسباب التطرف في العالم العربي إلي عدم رضا المواطنين والجهات المختلفة بسبب غياب العدالة في توزيع الفرص، والتشكيك في الخطابات الدينية سواء لتعصب بعضها أو لارتباط بعض الدعاة بالحكام، والإحباط الذي أصاب المواطن العربي والذي يدفعه للتغيير والهرب سواء من الأوضاع المتردية للأمان أو من الدنيا للآخرة مثلما تروج الجمعات المتطرفة.
وبدورها تحدثت أنعام بيوض؛ مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر، عن أهمية الترجمة في تغيير المشهد الثقافي وإحداث تنويعات في الخريطة الثقافية وتغيير حالة الركود التي أصابت الوضع الثقافي واللساني واللغوي.
ولفتت إلى أن المركز يقوم بمشروع الترجمة العلمية الذي يهدف إلى تغيير نمطية التفكير وفتح الآفاق لفكر علمي ومستنير ونقدي، بالإضافة إلى مشروع الثقافة العلمية الذي يهدف إلى نشر الثقافة العلمية في العالم العربي، مشددة علي أن اللغة أحد أهم مقومات الشخصية، وأن الشباب العربي أصيب بإحباط ثقافي بانتقاله إلى لغة أخرى في مرحلة معينة من مراحل التعليم مما عكس عليه شعور بالدونية. وأكدت أن اللغة هي وسيلة للتعرف على الذات ومصالحتها.
وفيما يرتبط بتفشي ظاهرة التطرف في مجتمعاتنا، أكدت على أهمية مراجعة الخطاب الديني، وأن ندرس الخطاب الذي تأصل فينا وأنشأنا وتربينا عليه، وأن نسائل تراثنا التاريخي والديني بأسئلة حقيقية، حتى نخرج بخطط إجرائية للتخلص من التطرف.
من جانبه، قال الباحث الفلسطيني أيمن الرقيب إن الدولة الصهيونية هي أكبر محرك للإرهاب، وهي التي تقف وراء العمليات الإرهابية في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقوم بها، حيث إنها أكبر المستفيدين من الوضع القائم في العالم العربي.
واستنكر قيام العالم بأكمله بالحديث عن العمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات المتطرفة في كافة أنحاء العالم، لكنها لا تتطرق إلى الإرهاب والعنف والتطرف الذي تمارسه إسرائيل مع الفلسطينيين.
وشدد على أهمية تحرك العرب للضغط على الدول الراعية لإسرائيل، ودعم الجهود لإنشاء دولة عربية واحدة واتحاد عربي قادر على تحريك الموارد والقدرات لتحقيق الوحدة والتنمية التي نطمح إليها في عالمنا العربي.
وفي كلمته، قال الشيخ حسن الأمين إن القضاء على التطرف في العالم العربي يحتاج مجموعة من الإجراءات؛ ومنها تعديل المناهج الدراسية لنشر الفكر الوسطي والمعتدل، والإيمان بأهمية التنوع في أوطاننا واستغلاله لصالحنا، وجرف المتاريس النفسية بين المواطنين، وإعادة النظر في مناهج المعاهد الدينية الأكاديمية وتوحيدها لتدريس الحريات الفكرية والدينية وحقوق الإنسان، وأخيرًا ضمان أن تقوم الأحزاب السياسية على أساس البرامج التي تقدمها وليس على أساس ديني.