الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ربيع العرب.. ومؤامرة الغرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من التعبيرات أو المصطلحات المزعجة، أو على الأقل غير المريحة، لدى البعض.. (الربيع العربي).. وأيضًا: (المؤامرة الأمريكية)!.
لكن سمه ما شئت: الربيع العربى.. أو الثورات العربية.. أو التغيير الثورى العربى.. أو حتى حلم التغيير العربي!.
أما من لديهم حساسية من تعبير (المؤامرة.. المؤامرة الأمريكية)، ومما يطلقون عليه ساخرين متأففين: «نظرية المؤامرة».. فليسمونها: المؤامرة.. أو المخطط.. أو التصور.. أو التدبير!.
لنقل حتى: التغيير العربى.. والتدبير الأمريكي!.
لكن المهم هو الجوهر.. وأصل الحكاية.
وهو جوهر وأصل كل الذي يجرى في منطقتنا، في هذه الحقبة من الزمان.
رغبات وآمال شعبنا في هذه المنطقة العربية (أو الأمة أو الوطن أو العالم العربي!).. من أجل تغيير أحوال سياسية واقتصادية واجتماعية، صارت على امتداد السنين بل العقود الأخيرة، تزداد قسوة وبؤسًا وانحطاطًا عامًا بعد عام، وعقدًا بعد آخر.. على نحو وصلنا معه، إلى ما يفوق احتمال أي شعب أو منطقة في العالم.. من التخلف الحضارى، والظلم الاجتماعى، وسيطرة قلة على كل المقاليد والسلطات، وكل المقدرات والثروات.. وحرمان الجموع من أبسط حقوقهم في الحياة والدخل القومى، وفى التعبير بحرية عن أنفسهم، وفى إيجاد مناخ صحى معقول تتقدم فيه حياتهم ومواهبهم.. لقد صار كل شىء خانقًا.
ومن هنا كان انفجار الأوضاع في تونس ومصر، على التوالى، في عام ٢٠١١ طبيعيًا لازمًا.. وكانت بقية الشعب العربى في مختلف الأنحاء ترنو إلى الثورتين المصرية والتونسية بأمل أن تكللا بالنجاح، وأن تتبعهما بقية المواقع والأوضاع في الأمة!.
على الجانب الآخر من «الشطرنج» (أو الصراع أو المواجهة التاريخية الممتدة) كانت تقبع وتتربص الإدارة الاستعمارية الأمريكية، على رأس كل قوى وأطراف وذيول المعاداة لمصالح الشعب العربى.
في البداية فوجئت الولايات المتحدة الأمريكية، بما أطلق عليه مبكرًا مع الثورتين في تونس ومصر باندلاع الربيع العربى.. ولم يكن في حسبان كل أجهزتها، بما فيها وكالة مخابراتها، الجهاز العاتى والأكثر استعدادا وإعدادًا وشرًا في عالمنا.. بكل هذه الطاقة والعنفوان لدى الشعب العربى، وإصراره على (إسقاط النظامين)، وبناء المستقبل والوطن الجديد و(نظام الحرية والكرامة والعدل الاجتماعى والاستقلال الوطني).
ولم يكن أمام واشنطن وأجهزتها وأذنابها، سوى إحناء الرأس مؤقتًا للعاصفة.. العربية.
لكن الهدف الأمريكى ظل كما هو: الهيمنة على المنطقة واستمرار نهب مواردها، خاصة البترول.. وضمان تفوق وحماية رأس الحربة للقوى الاستعمارية القديمة والجديدة: كيان «إسرائيل».
وفى سبيل ذلك يمكن دائمًا في نظرهم، أن يطاح بكل شىء وحتى بأى نظام.. وليست أنظمة الحكم العربية في نظرهم، ووظيفتها، سوى أدوات ينبغى أن تؤمر فتطيع، وتتبع. وبغير هذه التبعية الكاملة فإنه لا لزوم لها بل ولا أمان تستحق!!.. وسوف تتعقبها بالاغتيالات والانقلابات أو حتى الحروب العدوانية إن لزم الأمر!.
ولقد كان السؤال أمام البيت الأبيض والـ«سى.آى إيه». خلال العقدين الأخيرين: ماذا بعد مبارك؟.. ماذا بعد زين العابدين؟.. ماذا بعد عبدالله صالح؟ إلى آخر كل هذه الأنظمة والحكام المطيعين «التابعين»؟ لأنه سيأتى يوم، لن يتأخر كثيرًا، ينتهى فيه عمرهم الافتراضى أو صلاحيتهم.. وسوف ينزاحوا لا محالة بطريقة أو أخرى. وكان السؤال الأمريكي: ما البديل؟.
وقد توصلت إدارات وأجهزة الأمريكان، خاصة منذ السنوات الأولى للقرن (٢١)، إلى أن البديل المناسب للحفاظ على سياستهم وسيطرتهم ومصالحهم في المنطقة.. هو الدفع بقوى ما يعرف بالإسلام السياسي.. خاصة «الإخوان» وصعودهم للحكم. وهؤلاء لم يتوانوا أو يقصروا، في طمأنة الأمريكان على أنهم سوف يكونون.. نعم «الحليف الأليف».. وحتى الخاضع والتابع!.
ومشكلة منطقتنا.. أن الأمريكان ما زالوا حتى الآن عند تصورهم واختيارهم (ومؤامرتهم!).. ولا يريدون أن يقتنعوا بأن شعبنا لفظ كليًا (رجالهم الملتحين الملتحفين بالإسلام)!.. حتى بعد صدمتهم بخروج الشعب في مصر على أوسع نطاق: مطيحًا بهؤلاء «الإخوان» وحكمهم!.. في ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ العظيمة، منقذًا ثورته العظيمة في ٢٥ يناير ٢٠١١.
والحقيقة أن أطرافًا كتركيا أو قطر.. مجرد أذناب أو ذيول وأدوات، ما زالت تحركها الإدارة الأمريكية.. من أجل استمرار (المؤامرة الأمريكية) التي لا يزال هناك إصرار عليها.. ضد (الربيع العربي) أو ثورات وتطلعات الشعب العربي!.
كمال أبوعيطة: غنى.. فبكينا!. غنى كمال.. فبكى كل من قلبه في المكان الصحيح.. غنى كمال أبوعيطة في برنامج «العاشرة مساء» الأحد الماضى، غناءً وطنيًا شجيًا للمبدع الوطنى الكبير عدلى فخري: (علشان لاقونى يا مصر شايلك.. جوه صدرى.. غربونى.. شردوني).. وأضاف كمال: (.. شوهوني)، بكل إحساس الظلم الذي وقع عليه وحديث الإفك على يد بقايا نظام ثار ضده الشعب.
غنى كمال أبوعيطة مؤذن وخطيب كل ثوراتنا وانتفاضاتنا المعاصرة، في ختام الحوار الممتد الزاخر معه: بصوت جريح لكن بقلب سليم، وسلامة واستقامة عرف بها وسيعرف طول عمره.. بنبرة حزن وشجن وأسى، لكنها عذبة إلى أبعد مدى، لأنها صادقة إلى أبعد مدى.