أكد رئيس منتدى الفكر العربي الأمير الحسن بن طلال، اليوم الثلاثاء، على أن التمكين الاقتصادي يعزز مشاركة الشباب في عملية صنع القرار، مشددًا، في الوقت ذاته، على أنه لا يمكن إغفال دور الشباب في النهوض بالمجتمع والمشاركة الفاعلة في مختلف حقول المعرفة والإنتاج والإبداع.
وقال الأمير الحسن - في كلمة له خلال رعايته اليوم للمؤتمر الشبابي العربي السادس (الاقتصاد العربي وتمكين الشباب للمستقبل) الذي ينظمه منتدى الفكر بالتعاون مع الصندوق العربي الإنمائي الاجتماعي في الكويت - "إن للشباب دورًا مهمًا في خطط الإصلاح وعمليات التطوير التي تحتاج منهجية واضحة في التفكير"، مشيرًا إلى أن التطوير يحتاج إلى رؤية واضحة منفتحة على العالم تكون في تواصل وتفاعل مع الرؤى التنويرية الأخرى.
وأضاف "إننا بحاجة إلى ترسيخ ثقافة العمل وتأكيد دور الذهنية الإيجابية المسئولة في التعاطي مع تحديات الواقع"، مطالبًا بضرورة الانتقال من ثقافة الاستهلاك إلى الإنتاج وإعادة التكامل بين العمل والثروة والتركيز على السياسات لا السياسة، مؤكدًا على أن مشاركة الشباب في جهود التنمية الاقتصادية تعتبر عاملًا أساسيًا في نجاح هذا المسعى.
وأفاد بأن برامج التمكين الاقتصادي في الدول العربية بحاجة إلى قوانين وتشريعات محفزة في كل بلد على حدة على أن تكون متكاملة ومترابطة من الناحية الاجتماعية في إطار إستراتيجيات دمج الشباب في أصل الاقتصاد بشكل مباشر، والاهتمام بإيجاد فرص العمل لهم وإنشاء منابر للاستماع لهم وضمان التمويل الكافي من أجل تمكينهم اقتصاديًا.
واستعرض الأهداف التي تسعى إستراتيجية التمكين الاقتصادي للشباب لتحقيقها ومنها زيادة عدد الشباب الذين يكسبون دخلا من البرامج والتوظيف والبرامج الخاصة والتوظيف الذاتي والتمكين، وزيادة التنوع في امتلاكهم لشركات في قطاعات الاقتصاد، ودعم ثقافة ريادة الأعمال والقدرات الإدارية التجارية والمواهب الفنية للشباب وإزالة الحواجز التي تمنعهم من بدء أعمالهم الخاصة وتنميته.
ونوه إلى أن الميثاقين الاجتماعي والاقتصادي العربيين أكدا على ضرورة التمكين الفعال للشباب، مؤكدًا على أن الإستراتيجيات الرئيسية وأهداف سياسة التمكين الاقتصادي للشباب لا يمكن فصلها عن السياسات المخصصة لقطاعات المجتمع وبحيث يكون التمكين متسقا مع الأهداف العامة لسياسات العدل الاجتماعي ومنسجما مع المواثيق الضامنة للصالح العامة ومحققا للكرامة الإنسانية.
وقال الأمير الحسن "إنه وفي ضوء انتشار ظواهر التطرف والاغتراب والتهميش والإقصاء للشباب، لابد من تشجيع انخراطهم في المجتمع بدلا من الانعزالية وإتاحة فرص المشاركة في صنع القرار في النشاطات الإنسانية"، داعيًا الدول العربية إلى استعمال الموارد من أجل تعزيز مشاركة الطاقات الشبابية المبدعة في بناء المستقبل.
