الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

مذكرات أمير جماعة الشوقيين السابق

شافعى مجد يتحدث عن أيام الدم والنار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انطلقت للإرهاب من مسجد النور بالعباسية

شاركت فى قتل قيادى بالجماعة وألقيت جثته فى "مقلب زبالة" لأنه خدعنا

سرقنا محال الذهب لتنفيذ اغتيالات لضباط بـ"أمن الدولة"

الفيوم معقل التطرف وكنت المسئول عن التخطيط وشراء الأسلحة

سعد الدين إبراهيم أذكى وأخبث شخص قابلته فى حياتى

زاملت "الشاطر" و"بديع" و"أبوالفتوح" فى السجن

شافعى مجد، أمير جماعة الشوقيين فى القاهرة قام بتنفيذ عمليات اغتيال لضباط بأمن الدولة وسرقة محلات الذهب، العقوبة السجن المشدد لمدة 19 عاما؛ هذه هى بطاقة التعارف المبدئية لأحد أخطر الإرهابيين الذين شهدتهم مصر فى فترة السبعينيات والثمانينيات وحتى بداية التسعينيات.

حكم على شافعى مجد مرتين بالإعدام شنقا، وتم تخفيف الأحكام إلى السجن 19 سنة بتهمة قيادة تنظيم إرهابى هو من أخطر التنظيمات التى شهدتها مصر فى تاريخها، وهو تنظيم الشوقيين الذى كان يستبيح أموال ودماء الشعب المصرى ككل، ولو لم تتم السيطرة على هذا التنظيم بسرعة لتحولت مصر إلى بركة دماء بسبب أفكار هذا التنظيم التكفيرى الذي كانت بدايته فى الفيوم بعد انشقاق مؤسسه شوقى الشيخ عن جماعة الجهاد وبدئه تدشين جماعته الخاصة على أفكار سيد قطب الملقب بإمام التكفيريين فى مصر.

آخر أمير لجماعة الشوقيين فى حوار خاص جدا لـ «البوابة»، يكشف كواليس العمليات الإرهابية التى قادها منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، ويشرح وجهة نظره فى الجماعات الإسلامية فى مصر بعد توبته عام 1994 عن الفكر التكفيرى ككل، كما يضع روشتة أيضا بصفته إرهابيًا سابقًا بشأن كيفية القضاء على الإرهاب فى مصر الذى ظهر بقوة فى الفترة الأخيرة خاصة بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى.


بداية اروِ لنا حكايتك مع الجماعات الإرهابية فى مصر؟

- كنت طالبًا فى كلية هندسة قسم عمارة مثلى مثل أى شاب عادى، انضممت فى البداية إلى جماعة التبليغ والدعوة، ثم قابلت عضوا من جماعة الإخوان، فملت للإخوان، وانضممت لهم سنة ونصف السنة تقريبا، بعدها دعانى أحد شيوخ الجهاد للصلاة بمسجد النور فى العباسية، وبدأت أتحمس للعمل الجهادى والرغبة فى الموت فى سبيل الله، ثم بدأت أقابل شخصيات جهادية كثيرة تدعونى للصلاة فى مساجد تابعة لأفكارهم كمسجد فاطمة الزهراء فى شبرا، ثم مسجد آخر فى عين شمس، فتعرفت على الجهاديين على مدار ٥ سنوات حتى أصبح كل همى تنفيذ عمل إرهابى فى مصر أموت فيه، وبمرور الوقت كونت أول مجموعة إرهابية فى دار السلام من أصحاب نفس الفكر الجهادى، وبدأنا نميل للفكر التكفيرى حتى قابلنا شخصا يدعى محمد عبداللطيف عاشور، وكان يدعى أنه أمير جماعة وسيسفرنا خارج مصر للجهاد، ولما تأكدنا أنه يستغلنا ويكذب علينا، قتلناه وألقينا بجثته فى مقلب القمامة بعين الصيرة، وكانت تلك أول عملية قتل أشارك بها فى حياتى، وأنا لا أريد أن أذكر تلك القضية التى أعتبرها فى منتهى السوء.

ماذا بعد تنفيذك العملية؟

- قبض علىّ واثنين من مجموعتى المسلحة، وأنا هربت بعد أن حكم علىّ بالإعدام، ووقتها قابلت جماعة الشوقيين الهاربة من الفيوم بعد مقتل شوقى الشيخ أمير الجماعة، والقبض على معظم أعضائها، فتعرفنا علي بعضنا فى منزل فيومى كان يؤويهم يدعى مصطفى عمر، وبدأنا نتعاون سويا وخبأتهم بعد قدومهم من الفيوم، فالمجموعة التى سرقت محل ذهب الزيتون سفرتها إلى سيناء وخبأتها هناك، ومجموعة أخرى خبأتها فى منزلى فى عين شمس وهى المجموعة التى اغتالت ضابط أمن الدولة أحمد علاء فى الفيوم، وتخصصت تلك المجموعة بعد ذلك فى سرقة محلات الذهب وسرقت ما يقرب من ٦ محلات فى إمبابة والزيتون والخصوص وعزبة النخل، وفى تلك الفترة تحديدا أصبحنا نرغب بقوة فى عمل عملية إرهابية كبرى فى قلب القاهرة نعلن عن وجودنا بها.


ولماذا كنتم تسرقون محلات الذهب؟

- سرقة الذهب كانت لشراء الأسلحة لتنفيذ عملية إرهابية ومخابئ لتكون مأوى لنا بعيدا عن أعين الشرطة، واخترنا سرقة محلات الذهب لأنها كانت أسهل سواء فى التنفيذ أو تصريف الذهب بعد سرقته.

هل قامت جماعة الشوقيين فى تلك الفترة باغتيال شخصيات عامة؟

- كل همنا كجماعة وقتها ضباط أمن الدولة، فقد قام الشوقيون بمحاولة اغتيال محمد عوض وهو أحد ضباط أمن الدولة على طريق الأوتوستراد، وأنا اشتركت فى تلك العملية من خلال شراء الأسلحة لهم وعمل بطاقات مزورة، وكان السبب فى استهداف هذا الضابط هو علمهم بتعذيبه للإسلاميين، فقرروا القصاص منه على حد فهمهم، كما قاموا أيضا بمحاولة اغتيال أحمد علاء بالفيوم، ونجحوا وكانت وقتها الدراجة البخارية هى الخاصة بى.

هل كانت جماعة الشوقيين تكفيرية بحتة؟

- بالفعل، ففكر الشوقيين كان مبنيًا على تكفير الحاكم وتكفير الدولة وتكفير الشعب، ويستحلون دماءهم وأموالهم، وهذا الفكر تحديدا يصعب العودة منه لأن الخروج من هذا الفكر يعنى وصولك إلى نقطة تكفر نفسك فيها.

أى الجماعات الإسلامية كانت أخطر فى تلك الفترة؟

- الجماعة الإسلامية كانت أخطر، لأنها كانت كبيرة فى فترة الثمانينيات والتسعينيات قبل مبادرات وقف العنف، وكانت يوميًا تقوم بعمليات ضد ضباط الشرطة، على عكس «الشوقيين» فهى كانت جماعة محدودة إلا أن فكرها أشد وأخطر من فكر الجماعة الإسلامية، إذ إنها تكفر كل من ليس منهم وتستحل دماءه.


لماذا اختارتك الشوقيين أميرا لهم في القاهرة بعد وفاة شوقي الشيخ؟

- لأنى كنت أشرف على مخابئهم وأشترى لهم الأسلحة وأصنع لهم بطاقات مزورة، كما كنت متخصصًا أيضًا فى بيع الذهب المسروق، فكنت بالنسبة لهم قائدًا وملهمًا، وظللت هكذا حتى نصف رمضان ١٩٩٣ عندما تم قتل ٧ قيادات من الشوقيين وامرأة وولدها فى ليلة واحدة بعد حملة مداهمات كبرى شنتها الشرطة عليهم فى أماكن اختبائهم فى عزبة الصعايدة وإمبابة، وكان هناك تبادل لإطلاق النار من الفجر حتى الصباح، والذين قتلوا وقتها «طلعت المغربى، على عبدالوهاب، أشرف عبدالله، خالد عبدالحميد، محمد عبدالمنعم، خليفة رمضان، الذى أخذ من زوجته وابنها ساترا فقتل ثلاثتهم فى هذه الليلة»، وبعد مقتل هؤلاء قررت أنا والشوقيين المتبقين تنفيذ عملية إرهابية كبرى بالمتفجرات للثأر لهم لكن تم القبض علينا فى ثانى أيام العيد وقبل شراء المتفجرات، وسجنت مع الشوقيين، وهنا كانت نقطة تحولى حيث عرفتهم على حقيقتهم ووجدت أنهم جهلة بالدين ومغيبون وتكفيريون لأقصى درجة، فهم يكفرون جميع الجماعات الإسلامية وشرط على من ينضم إليهم أن يكون مكفرا لتلك الجماعات.

كيف كانوا يكفرون الجماعات الإسلامية التى تحمل نفس أفكارهم تقريبا؟

- على سبيل المثال لا الحصر كان الشوقيين يكفرون الجماعة الإسلامية لأنها لا تكفر القبوريين أى الصوفيين وتعذرهم بالجهل، ويكفرون جماعة الجهاد، لأنها لا تكفر الجماعة الإسلامية، فهم عندهم قاعدة شهيرة «من لا يكفر الكافر فهو كافر»، فهم يحاولون إقناع الفرد بأن كل الجماعات كفار حتى ينضم إليهم، يدعون العلم وهم جهلة لا يملكون أى فقه دينى، وهذا ما اكتشفته على مدار شهرين فى السجن عشت خلالهما معهم، وكنا نكفر كل من فى السجن إلا نحن جماعة المسلمين، وما أحزننى أكثر من الشوقيين هو انقسامهم فى السجن، فكل مجموعة من قرية يكونون فريقا خاصا بهم ويهاجمون الفريق الآخر القادم من قرية أخرى على الرغم من أنهم كلهم شوقيين.

هل هذا هو السبب الرئيسي لتركك لهم وتراجعك عن قيادتهم؟

- لا، ظللت أميرا للشوقيين فى السجن حتى اختلفت معهم فى مسألة جواز التقدم بتظلم للمحكمة، ويقصد بالتظلم وقتها هى أحقية السجين أن يقدم تظلما حال اعتقاله بعد شهر من دخوله السجن، هم أجازوا ذلك وأنا اعتبرته كفرا، لأن فيه يخضع المقدم للتظلم للتحاكم غير الإسلامى الكافر، ومن هنا قاطعتهم وكفرتهم، وكنت وقتها الوحيد الذى كفرهم، ومعى جماعة صغيرة تعرف باسم «جماعة أبو شنت» التى كانت تكفرهم أيضا فى قضية المدارس والوظائف، إذ ترى جماعة أبو شنت عدم جواز تعليم الأطفال فى مدارس بلاد الكفر، ولا يجوز أيضا أن يتم العمل داخل الوظائف الحكومية، فى حين كان الشوقيين يبيحون ذلك، فكفرتهم جماعة أبو شنت.

كلنا كان يكفر بعضه، ونعيش مستنقعا تكفيريا كبيرا، وصل فيه التكفير إلى حد أن يتم تكفير من يقف فى إشارات المرور وفقا لقانون الدولة، أو السائر فى الاتجاه الذى حددته الحكومة بل والذى يأكل الوجبة التى تقدمها الحكومة للمساجين، وهذا حصل معى، فقد كفرت الجميع ولم يتبق غيرى فى دين الإسلام، ومعى أخى حتى ألهمنى الله بالرجوع عن فكرى بعد دعائى كثيرا له أثناء وجودى فى سجن العقرب، فرأيت أكثر من رؤيا كانت سبب العودة عن أفكارى التى لم أكن لأرجع عنها، ولو جاءت لى الدولة بكل مشايخ الأزهر، لأنى كنت أكفرهم وقتها فكيف آخذ علمى من شخص كافر؟.


ما أغرب المواقف التى عشتها فى السجن مع الشوقيين؟

- أغربها قيام الشوقيين بتكفير بعضهم بعد أن خرجوهم لزيارة أسرهم وذويهم، إذ إن تلك الزيارات كانت بتصريح من الدولة التى يكفرونها، فبعد العودة من الزيارة يغتسل وينطق الشهادتين ليعيد نفسه للإسلام مرة أخرى بعد أن كفر، وكان الأمر يتكرر كل أسبوع تقريبًا.

كيف تقنع الدولة الشباب بترك الفكر التكفيري؟

- عليها دعوة الشباب بشكل بسيط وبهدوء، حتى تستطيع أن تعدل أفكاره دون مواجهات مباشرة قوية، لأنهم لا يقتنعون بكلام العلماء فهم يعتبرونهم كفارا كما قلت لك.

كيف ترى تنظيم داعش الإرهابى بشكل عام؟

- داعش جماعة تكفيرية، وليست جماعة جهادية؛ لأنها تكفر الحكام، وتكفر الدول، وتكفر عوام الشعب، وهى صناعة أمريكية ١٠٠٪ هدفها تقسيم العالم العربى والحفاظ على أمن إسرائيل، والكل يعلم هذا ويدركه.

ماذا عن الجماعات الإرهابية فى سيناء؟

- من وجهة نظرى الجماعات الإرهابية فى سيناء ليست جماعات تكفيرية فهي أقرب إلى الجماعات الجهادية القديمة، فهي لا تكفر إلا رجال الشرطة والجيش ولا تكفر عوام الناس، بدليل عدم ارتكابها أى عمليات إرهابية تجاه المدنيين فى سيناء، ولقد جلست مع أفراد منهم كثيرا فى السابق وكانوا يحملون الفكر الجهادى وليس الفكر التكفيرى، وما يحدث منهم فى سيناء هى عمليات انتقامية بسبب قتل بعضهم والقبض على البعض الآخر.

ما سبب توحش تلك الجماعات من وجهة نظرك بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي؟

- اعتقادى الشخصى أن ما يحدث فى سيناء الآن سببه سُنة سيئة سنها الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى بعد استشهاد جنود مصر فى رمضان، إذ كان يعرف هو مَن قتل الجنود، وكان من السهل جدا أن يأتى بهم ويحاكمهم ويعدمهم وينهى الأزمة من جذورها، لكنه تسبب فى دخول الجيش والشرطة فى سيناء رغم أنه مكلف جدا ووجه ضربات للجميع، فاشتعلت الأوضاع.

هل من الممكن أن تذهب إلى سيناء وتحاول إقناع التكفيريين بعدم محاربة مصر؟

- هم لا يثقون فى أحد، لا أحد يستطيع الذهاب الآن حتى لو من أجل الكلام، من سيذهب سيقتلونه، الأزمة تحتاج القبائل للتدخل، وأنا عن نفسى أتمنى أن أذهب إلي سيناء وأقنعهم بأن أفكارهم كلها خطأ من قلب القرآن والسنة.


بصفتك أميرا سابقا لجماعة الشوقيين، كيف ترى الأنباء التى تتحدث عن عودة تلك الجماعة للظهور مرة أخرى فى مصر؟

- عودة جماعة الشوقيين كارثة كبرى، لأنهم يكفرون عوام الناس ويستحلون أموالهم ودماءهم، وهذا خطر كبير جدا على مصر وأمنها القومى.

كيف ترى جماعة الإخوان وسط كل الجماعات التى تحدثت عنها؟

- جماعة الإخوان سبب كل تلك الفوضى، لأنها أول بدعة ظهرت فى مصر عام ١٩٢٨ باسم جماعة الإخوان المسلمين، ومنها خرجت الجماعة الإسلامية والجهاد، وأنا أعتبرها السبب الرئيسى فى خراب هذا البلد.

هل ساعد الإخوان الإسلاميين الذين كانوا مسجونين فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؟

- لم يساعدوا أى إسلامى بعد خروجه من السجن، ولم يفتحوا لنا أبوابهم على الرغم من وصولهم إلى سدة الحكم وتمكنهم من الدولة، فالإخوان لا يحبون إلا أنفسهم، حتى عندما كانوا فى السجن كانوا إذا علموا أن شابا من الإخوان جاء إلى السجن، يعطونه الأكل والشراب والملابس الجديدة منذ دخوله استقبال السجن، أما إذا كان غير إخوانى فلا يهتمون لأمره، ولقد كان قيادات الإخوان معى فى السجن، وكنت أنا المسئول عن السجن كله، وكان معى محمد بديع وخيرت الشاطر ومحمود عزت وعبدالمنعم أبو الفتوح ومحمود غزلان، وكنت أرى ما كان يتم، وكان المسئول الأول عنهم فى السجن عبدالمنعم عبدالمقصود محامى الجماعة الحالى الذى كان يأتى للقيادات بالزيارات الضخمة حتى يعيشوا فى السجن.

كيف كانت أحوال تلك القيادات فى السجن؟

- خيرت الشاطر كان ذكيًا جدا، وكان معه فى السجن محمد حبيب ومحمود عزت ومحمد بديع، تخيل الأربعة يقطنون فى زنزانة واحدة، اسمها زنزانة التأديب، لكنها ليست للتأديب بل كان يأخذها قيادات الإخوان للبعد عن زحمة العنابر، أبو الفتوح وعزت انطوائيان على عكس خيرت الشاطر الذى كان يجلس يوميا تحت شجرة التوت الموجودة أمام عنبر ٢ ليجمع أخبار السجن كله، كان يعشق هذا الأمر، دائما كان أخوه يزوره هو وزوجته وابنته أسبوعيا، وزيارته كانت تكفى عنبرا كاملا، فقد كان وقتها يعمل فى المواد الغذائية بعد فشل مشروع شركة «سلسبيل» لبيع الحاسوبات، وكنت أتحدث معه بشكل يومى.

هل حاولت الاتصال به بعد خروجك من السجن؟

- لم أحاول الاتصال به، لأن مجموعة من الإسلاميين ذهبوا لزيارة محمد بديع فى مكتب الإرشاد بعد أن خرجوا من السجن، فتمت مقابلتهم بطريقة سيئة، فرفضت الاتصال بهم مع أنهم جميعا يعرفوننى، لأنى كنت المسئول عن السجن كله كما قلت لك فى السابق، وكانوا يحتاجوننى فى أى شيء يتعلق بحياتهم داخله.


هل عاصرت الدكتور سعد الدين إبراهيم فى سجنك؟

- نعم، سعد الدين إبراهيم كان معى فى السجن أيضا وكان يزوره العشرات من السفراء للاطمئنان على أحواله، وكان دائما على كرسى متحرك، ومعه أوراق كثيرة يدون فيها كل شيء يتم وأى حديث يجريه مع أى مسجون، فهذا الرجل من وجهة نظرى أذكى وأخبث شخص قابلته فى حياتى، يجلس معك ويأخذ منك ما يريد من معلومات دون أن يعطيك معلومة واحدة.

كيف ينتهى الإرهاب فى مصر من وجهة نظرك؟

- الإرهاب لم ولن ينتهى فى مصر مادامت هناك أفواه مكتومة، أما عند فتح الباب للجميع للتحدث فى وسائل الإعلام والتعبير عن آرائهم سينتهى الإرهاب، فالأفراد والجماعات لديها كبت يتحول إلى عملية إرهابية.

هل تنوى كتابة مذكراتك؟

- نعم سأكتب مذكراتى لأنى أملك تاريخًا طويلًا مليئًا بالأحداث والمغامرات بداية من عملى كمطرب حتى دخولى كلية هندسة، ثم انضمامى للشوقيين وتنفيذى عمليات إرهابية ثم هروبى لمدة ٤ سنوات قبل أن يتم القبض علىّ وأسجن لما يقرب من ١٩ عاما، إذ قابلت خلالها جميع الجماعات الإرهابية ورموزها وكبار رجال الأعمال والوزراء المتهمين بالفساد.

ما حقيقة سعيك لتحويلها إلى عمل سينمائي؟

- بالطبع أحلم بهذا، فأنا قصتى مليئة بالمغامرات ستكون رائعة لو تحولت إلى فيلم أو مسلسل، وأنا أعشق التمثيل والغناء، وأتمنى أن يكون لى دور فى هذا العمل السينمائى إذا تم.

أخيرًا ما رسالتك للجماعات الإرهابية فى مصر؟

- إذا كنتم تعتبرون أن مصر دار إسلام ورئيسها مسلم وليس كافرا، فعملياتكم الإرهابية حرام شرعا، لأنها تعتبر خروجا على الحاكم المسلم وسفك الدماء المعصومة، أما الجماعات الإرهابية التى تعتبر مصر بلاد كفر وحكامها كفارا، فالعمليات الإرهابية حرام شرعا أيضا بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينفذ أى عملية إرهابية عندما كان فى مكة مع صحابته فى بداية الدعوة، فلم نر أو نسمع عن قتل أى من كبار الكفار أو سرقة ممتلكات بل كانوا مستضعفين حتى خرجوا من مكة.