"فيي كونك إذا بدك، فيي غني كل كلماتك هول، فيي مثل لك حياتك، لما تسمعني بمرايتك عم قول، بس قول لي مين بدي كون علشان أرضيك".. ربما تمر عليك هذه الكلمات مرور الكرام، عند تجربتك الاستماع إليها لأول مرة، ولكن سيفاجئك شعور غريب بالاستغراب والرغبة في إعادتها مرارًا، بل وتجدك بشكل تلقائي تتراقص في هدوء مع إيماءات رأسك اللا إرداية مع موسيقاها، وتذوب في حالة اندماج مع كلماتها، رغم بساطتها، لكنها كونت "جو" من "الفصلان" واسع المدى مع جمال المزيكا في الخلفية، وامتزاج خاص مع تصوير كليب الأغنية.
ربما تستغرب هذه الحالة بادئ ذي بدء، ومن المحتمل أيضًا أن تصيبك جرعة "زهق" من إدمان سماعها، ولكن المؤكد منه إصابتك بعدوى الفضول لسماع المزيد عن الباند الذي يقدمها، وتغوص بأعماق تاريخه، وتقوم بـ"التقليب" في تراكاتهم الماضية، حتى تقع أذنيك على "فساتين"، و"رقصة ليلى"، و"الحل رومانسي"، لتقع فريسة "فخ" الاستمتاع الساحر بتعاويذ المزيكا والأداء المصحوب بجرأة الكلمات ومواضيعها غير المألوفة، وطبعًا "اللكنة" اللبنانية المميزة.
أهلًا بك في نادي "مدمني" مشروع ليلى، باند الروك
اللبناني، المنطلق من قلب العاصمة بيروت منذ قرابة 7 سنوات، ذاع صيته سريعًا في
العالم العربي في وقت قياسي، وتمكن من غزو "مسامع" الآلاف من الجماهير
بمختلف الأعمار والجنسيات خاصة الشباب، بجرعات المزيكا المفرطة في حماستها،
والبعيدة عن التصنيفات الموسيقية المعتادة، كسر حواجز "الروتين"
والتكرار في "تيمة" الأغنيات، ليتخطى المعتاد إلى "الجرأة"
الصريحة في تناول القضايا السياسية والمجتمعية مرورًا بنيران الرومانسية والعاطفة
وصولًا إلى التطرق نحو المحظور بمجتمعنا العربي خاصة فيما يتعلق بالجنس.
المشروع الذي نبتت شجرة نجاحه الكبير حول العالم، بدأ بمجرد
بذرة صغيرة وسط تربة الحرم الجامعي في بيروت، ليتم رويه تدريجيًا بشغف جمع أعضائه
صدفة بورشة مزيكا، تحولت من مجرد حفلة "ليلة" واحدة، أمام جمهور صغير،
إلى جولة حفلات تخطت حواجز حدود الدول، كانت كلمات "مش كل شي نفع ضاربه عين،
وأنا بيني وبينك مليونين، غنيلي عن الباتنجان"، بمثابة شرارة الانطلاق في
الساحة الفنية، ليلفت انتباه الجمهور اللبناني في مسابقة الموسيقى الحديثة،
ليتربعوا على عرش المركز الأول، ويحصلوا على عقد لإنتاج أول ألبوم، والذي حمل اسم
الباند، حقق نجاحًا مدويًا في الأوساط الجماهيرية باكتساح، ناشرًا حالة من
"الإدمان" لمحتواه الغريب، وأغنياته التي كونت موجة غنائية جديدة تضرب
شاطئ الوسط الفني، فيكفي سماعك لأغنية "ع الحاجز"، و"شم
الياسمين"، والانتشار "الفظيع" لأغنية فساتين "بتتذكري لما
قلتيلي إنك راح تتزوجيني بلا فلوس وبلا بيت، بتتذكري كنتي تحبيني مع إني مش دخله
دينك".
تابع مشروع ليلى - الذي اختار
اسمًا يثير الفضول في اختلافية معناه، بين "ليلة" و"ليلي"،
وحتى الفتاة الغامضة "ليلى"- زلزال نجاحاته بهزة فنية جديدة في الساحة،
عبر إطلاق ثاني ألبوماته "الحل رومانسي"، بخمسة أغنيات تكمل أحجيات
المحتوى الجرئ للأغنيات الـ 11 في الألبوم الأول، خاصة مع "إني منيح" و"أم الجاكيت"، ورافقه
بجولة حفلات داخل وخارج لبنان، ليدخل من بعده في "قوقعة" صمت إنتاجي
لوهلة، خرج بعدها بمفاجآت الألبوم الثالث "رقصوك"، والذي دخل به سجل
تاريخ عالم "المزيكا المستقلة" العربية كأول باند عربي ينجح في إتمام
تجربة "التمويل الجماهيري" للمشروع، بعد نجاحه في إنتاج الألبوم من
الجمهور نفسه.
وظهر للنور في فترة
"تسونامي" سياسي عصيب أغرقت الشرق الأوسط بأكمله بأمواج الربيع العربي،
وثورات تونس ومصر والقلق المدوي في سوريا والعراق وفلسطين، ليطغى الطابع
"الثوري" على الألبوم، متخفيًا في كنايات ومعاني أغنياته، خاصة مع أغنية
"للوطن"، وكلمات "بس تتجرأ بسؤال عن تدهور الأحوال، بسكتوك بشعارات
عن كل المؤمرات، خونوك القطيع كل ما طالبت بتغيير الوطن"، والذي اختاروا لها
أيقونة "رقصاة" هي بطلة الفيديو كليب، في أبسط وأجرأ دلالة تجسيدية
لمعنى الأغنية، باستخدام الأنظمة الحاكمة "اللهو" لإلهاء الشعوب عن
المشكلات والأزمات والحديث عن السياسة.
اسرح في جولة سماعية مع أغنيات الألبوم، واستمتع بمنهجية الجراءة والاختلاف في "ونعيد ونعيد ونعيد"، و"بالإيقاع استعبدوك، وبرمجوك وعلموك، كيف ترقص زيهم" في أغنية "رقصوك"، والعاطفة الجياشة مع "على بابه"، و"ماتتركني هيك، عم فتش عليك بأسفل كل كاس، بين تخوت الناس"، تمكن الباند في خلال بضعة سنوات قليلة من "خلق" أيقونة سماعية خاصة به بين جموع الجماهير العربي بشكل عام، ليصنع حالة من "الهوس" بأعماله، و"الجنون" المصاحب لتجربة حضور حفلاته "لايف".
فلا تحضر له أي حفلة في أي مكان إلا وتجد حالات "الهايبرة" و"المهووسين" والصراخ المدوي يجتاح المكان، امتد ذلك الهوس إلى قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في "أم الدنيا"، والذي خطف الباند إليها زيارة مؤخرًا بمهرجان لندن ساوند، ليتركهم كل عام تقريبًا على أحر من الجمر بانتظار زيارته المقبلة، وينتهي المشروع حاليًا من جولته الفنية الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يستعد في الوقت الحالي لتفجير أجدد "قنبلاته" الموسيقية، المتمثلة في إطلاق ألبومه الرابع.
"ابن
الليل" هو الاسم الذي اختاره ليكون عنوان أحدث مشاريعه الغنائية، والذي يدخل
فيه غمار عالم المزيكا الإلكترونية بكل جرأة، ينتظر الجمهور العربي بفارغ الصبر
الظهور الأول لبشائر الألبوم بعد طرح أغنية "مغاوير" والذي بدأها بكلمات
"أولا سنة حلوة ياجميل، ثانيًا الليل حيكون طويل"، ويظهر الألبوم في
البداية بالمملكة المتحدة، نهاية شهر نوفمبر، عبر احتفالية غنائية كبرى في العاصمة
البريطانية لندن، ومن ثم يستعد بعدها لإطلاقه رسميًا بالعالم العربي عبر جولة
حفلات مطولة يختتم بها العام الحالي ويستقبل بأصداء نجاحاتها المتوقعة بدايات
العام الجديد.
يبقى مشروع ليلى حالة موسيقية من الصعب تكرارها،
يجسد المعنى الحقيقي للسعي وراء الحلم والشغف بعالم المزيكا، بدأ بفكرة وتطور إلى
"هوس" عالمي، أيًا كان مزاجك الحالي، فستجد ما سيغيره للأفضل أو
"يفصلك" عن "المود" في تراكاته، "خدلك بس لفة" في
أغنيات الباند و"هتعمل دماغ ملهاش مثيل".