بدأت نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المستشار الدكتور تامر الفرجانى المحام العام لنيابات، تحقيقات موسعة في واقعة مقتل وإصابة 22 شخصًا من المكسيكيين والمصريين للوقوف على ملابسات الواقعة.
كانت النيابة العامة تلقت إخطارا من الشرطة يفيد أنه أثناء ملاحقة قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة لبعض العناصر الإرهابية بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية تم التعامل بطريق الخطأ مع 4 سيارات دفع رباعى، تبين أنها خاصة بفوج سياحى مكسيكى تصادف مرورهم بذات المنطقة المحظور التواجد فيها، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 10 أشخاص من المكسيكيين والمصريين تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وقال مصدر أمني لـ"البوابة نيوز"، أن قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة، أثناء ملاحقتها لبعض العناصر الإرهابية بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية مساء أمس، تعاملت بطريق الخطأ مع أربع سيارات دفع رباعي تبين أنها خاصة لفوج سياحي مكسيكي.
وأضاف أن القانون العسكري تم تنفيذه نظرا لأن المنطقة هي مسرح عمليات مفتوحة لعمليات القوات المسلحة والشرطة ومحظور التواجد فيها وتعتبر منطقة عمليات مغلقة.
وأضاف المصدر، أن يتم الآن التحقيق عن كيفية وصول الفوج المكسيكي إلى المنطقة المحظورة ومتابعة المرشد السياحي التابع لشركة السياحة للوقوف على ملابسات الحادث.
من جانبها، أعربت وزارة السياحة عن أسفها الشديد لحادث السياح المكسيكيين، وأكدت رشا العزايزي المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن "المعلومات الأولىة من مكاتب وزارة السياحة وهيئتها، تشير إلى تواجد المجموعة السياحية المكسيكية في مكان محظور التواجد فيه وممنوع دخوله"، موضحة أن "السيارات التي استخدمها الفوج السياحي ليست مرخصة، ولم يحصل على التصاريح اللازمة للخروج في «رحلة سفاري»، كما لم يبلغ بأية إخطارات بشأن الرحلة أو مسارها".
وأضافت، أن "وزارة السياحة شكلت غرفة عمليات على أعلى مستوى لمتابعة الحادث المؤسف وآثاره بالتنسيق مع محافظة الوادي الجديد، كما فتحت تحقيقا موسعا لمعرفة أسباب الحادث بالتنسيق مع قوات الأمن وجهات التحقيق الرسمية".
وأشارت العزايزي إلى أن "وزير السياحة في حكومة تسيير الأعمال خالد رامي، يتابع الحادث لحظة بلحظة، وقام على الفور بتشكيل غرفة عمليات بالوزارة للمتابعة مع الجهات المعنية، وتوعد بتوقيع أقصى العقوبة على الشركة التي تسببت في وقوع هذا الحادث المؤسف".
فيما توقع خبراء اقتصاديين أن يؤثر الحادث على حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال شهر الشتاء بعد الحادث الذي تعرض له عدد من السياح المكسكيين في صحراء مصر الخارجية بعد محاولتهم القيام برحلة سفاري ودخولوهم منطقة عسكرية محظورة.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية، في بيان، نشرته على موقعها الإلكتروني، إن سفير المكسيك في مصر، خورخي ألفاريز فوينتيس وموظفي السفارة، متواجدون حاليًا في مستشفى دار الفؤاد، حيث يجرى علاج 5 من المكسيكيين، موضحة أن حالاتهم مستقرة.
وأشارت إلى أن وزيرة السياحة المكسيكية، كلوديا رويز ماسيو على تواصل مع سفير مصر بالمكسيك، ووجّهته بدعم ومساعدة المواطنين المتضررين، كما طالبت بإجراء تحقيق شامل حول الحادث.
كما قررت السلطات المكسيكية إيفاد مبعوثها الخاص راين توريس الذي يشغل منصب المدير العام لحماية المكسيكيين في الخارج إلى القاهرة، للوقوف على حيثيات الحادث.
وأدان الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو الحادث عبر صفحته الشخصية على موقع "تويتر"، ووصفه بأنه حادث مأساوي وطالب بإجراء تحقيق كامل.