الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر عاصمة المؤتمرات العالمية للإسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما حضر إلى مصر ممثلون لخمسين دولة شاركت فى المؤتمر العالمى الذى نظمته دار الإفتاء المصرية، وكان معظمهم من رجال الإفتاء والأئمة والواعظين، وقد استقبلهم الرئيس عبدالفتاح السيسى وحدد لهم الهدف «درء أخطار فكر التطرف والإرهاب»، وكذلك تعظيم دور هيئات الإفتاء كما أدان السيد الرئيس التشويه الذى تتعرض له صورة الإسلام نتيجة انتشار أعمال العنف وجرائم القتل باسم الدين.
وقد أشار أعضاء المؤتمر إلى أهمية التصدى لانضمام المقاتلين الأجانب إلى صفوف الجماعات الإرهابية المتواجدة فى دول المنطقة.
كما طالبوا بالتصدى لفوضى الإفتاء وعدم السماح لغير المتخصصين من العلماء بإصدار الفتاوى، وحضر الاجتماع مستشار الديوان الملكى السعودى، وإمام المسجد الحرام، ورئيس جزر المالديف السابق محمد نشيد، والدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية، ومفتى الشعب كما يسمونه إعلاميا «الدكتور على جمعة»، ولفيف من وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بالدول العربية والإسلامية وممثلين للجالية الإسلامية بفرنسا.
وقد أصدر المؤتمر توصيات وقرارات مهمة كان من بينها:
١- التنسيق بين دور الفتوى ومراكز الأبحاث لصياغة أسلوب مخاطبة الرأى العام للرد على الفتاوى الشاذة والتكفيرية.
٢- تنبيه المفتين إلى خطورة سحب مسائل الماضى إلى الواقع الحالى دون الالتفات إلى تغيير مناط الأحكام.
٣- إنشاء معاهد شرعية تملك التدريب على مهارات الإفتاء.
٤- صياغة منهج متكامل لتناول قضايا الأقليات يُمكنهم من التعايش الرشيد مع الآخر.
٥- تأكيد الدور الاجتماعى للإفتاء فى صياغة منظومة حقوق الإنسان.
٦- تطويع وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة لخدمة العملية الإفتائية حتى تصبح أعلى جودة وكفاءة وفاعلية.
٧- الدعوة إلى تحديد المباحث التى يحتاج إليها المفتى فى علوم الواقع كالإدارة والاجتماع والاقتصاد والإعلام.
٨- الدعوة إلى ميثاق شرف لمهنة الإفتاء.
٩- الدعوة إلى دورية انعقاد المؤتمر بشكل سنوى لبحث مسائل الفتوى الكبرى.
١٠- تأكيد ضرورة ابتعاد مؤسسات الإفتاء الكبرى عن السياسة الحزبية.
١١- الدعوة إلى الالتزام بقرارات الهيئات الشرعية والمجامع الفقهية ودور الإفتاء الكبرى.
١٢- ضرورة وجود لجنة علمية لتنفيذ توصيات المؤتمر.
١٣- دعوة أجهزة الإعلام فى معالجة أزمة فوضى الفتوى إلى الاقتصار على المفتين المتخصصين فى برامجها.
تاريخ المؤتمرات فى مصر بدأ منذ وقت طويل والمرحلة التى أذكرها جيدا كانت فى عهد وزير الأوقاف الدكتور، محمود زقزوق ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقبلت وقتها ترشيحه لى لأكون رئيسا للجنة الحوار بالمجلس الأعلى وكان وقتها يدعى لهذا المؤتمر عدد مهم من الدول التى تساهم بمقدرة وعلم وكلمات المؤتمر الذى أعطى دويا هائلا عن مكانة مصر فعلا كعاصمة للمؤتمرات العالمية للإسلام.
وأذكر أيضا أن الدكتور زقزوق وقت أن كان عميدا لكلية أصول الدين قبل ترشيح شيخ الأزهر العملاق الشيخ جاد الحق على جاد الحق، ليحضر إلى باريس ويساهم بكلمة الأزهر فى مؤتمر حوار الأديان السماوية الثلاث بجامعة السوربون والذى نظمته مؤسسة أرأسها حتى اليوم وهى الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان.
وبطبيعة الحال كان وجودى على رأس المؤتمر بجانب الكاردينال كينيج رئيس لجنة الحوار بالفاتيكان، وكذلك الحاخام سيرات حاخام فرنسا الأكبر، فرصة لإعطاء المؤتمر الباريسى صدى فى مصر بسبب أيضا الجهد الخلاق الذى بذلة الإعلامى الكبير مفيد فوزى، وتمت ترجمة حواراته مع الكاردينال والحاخام والدكتور محمود زقزوق إلى الكثير من اللغات وأصبح مؤتمر السوربون فى يونيو ١٩٩٤، إحدى مرجعيات مؤسسة حوار الثقافات والأديان.
وجاء بعدها وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور محمد مختار جمعة، وأكمل مسيرة الدكتور زقزوق، وكان مؤتمر الشئون الإسلامية الأخير الذى عقده ناجحا شكلا وموضوعا.
إذن كانت وما زالت مصر بحق عاصمة المؤتمرات العالمية الإسلامية بفضل شيوخها وعلمائها ومثقفيها.