أثارت تصريحات الدكتور طارق شوقى، رئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية، لإحدى الصحف، والتي قال فيها:"يجب قبل أن نرد على المعلم الذي يطالب برفع راتبه أن نسأله "ماذا قدمت للمنظومة التعليمية أولا؟"- غضب جموع المعلمين والنقابة، معتبرين أن تلك التصريحات تؤكد فشل القائمين على العملية التعليمية من رجال الدولة في سدة الحكم.
في البداية قال أسامة صلاح، معلم، مخاطبا مستشار الرئيس: ماذا قدمت أنت للعملية التعليمية؟! ومن المفترض أنك أحد المسئولين عنها.
وقال أحمد كمال، معلم: لو قدم المعلم معلومة واستفاد منها طالب واحد فقد صنع شيئا تتوارثه الأجيال، ولكن هؤلاء الدمى الذين يظهرون لتلميع الوزراء وأقرانهم هدامون ومثيرون للفتن لكى ينالو الرضا عن أداء أعمالهم.
وأضاف محمد سيد، معلم، للأسف قدمنا مستشارين مثلك!
وقالت زيزى أحمد، مدرسة: إن المعلم قدم ما لم تقدمه حضرتك للوطن، وأعتقد أن من أوصلك لأن تكون مستشارا للرئيس هو المعلم الذي تتعمد إهانته الآن.
وقال على زيدان، نقيب النقابة الفرعية المستقلة للمعلمين بالقاهرة، إننا كمعلمين قدمنا لمصر نماذج كثيرة ومشرفة لمصر: منها رئيس الجمهورية وهو من أهم مخرجات التعليم المصرى، فهل تعترض عليه سيادة المستشار؟! كما قدمنا وأخرجنا سيادتكم فأنت من مخرجات التعليم المصرى حتى وصلت لمستشار رئيس الجمهورية للتعليم ذاته، فهل أحسنا المنتج؟! تخرج من منظومة التعليم المصرى العلماء والوزراء والفلاسفة وأعظم الأطباء والشعرء وغيرهم الكثير، فهل أحسنا المنتج يا سيادة المستشار؟، مضيفا حقيقة الأمر أصابتنى الصدمة لقراءة كلام سيادتكم، ووبخت نفسى لأنى كنت قد توسمت فيك الخير من أجل إصلاح التعليم المصرى والارتقاء به في بداية ظهورك.
ووجه زيدان سؤالا لمستشار الرئيس للبحث العلمى قائلا: ماذا نريد من التعليم؟ وما الأدوات المتاحة لديك؟ وكيف الوصول إليها؟ وما طرق الاستمرارية؟ وما دور المعلم في العملية التعليمية بشكل عام؟ وكيف نصل به للقيام بهذا الدور على أكمل وجه؟ وماذا فعلت الدول الرائدة بالمعلم كى تصل للريادة؟ وكيف يعامل المعلم في جميع دول العالم، وكيف يعامل في مصر؟، مضيفا قم بإجراء مقارنة بسيطة بين المعلم المصرى والمعلم في الدول الغنية وأفقر الدول، ثم أجب عن سؤال: ماذا قدم المعلم المصرى لمصر كى يطلب؟
وتابعا أن المعلم المصرى لا يطلب سوى حق عامل عادى من عمال الدولة ولم يطلب تمييزًا بل يطلب الكفاف لكى يستطيع العيش وإكمال رسالته، فالمعلم المصرى يعمل في أسوأ ظروف ومع ذلك يخرج كل يوم عامل وصانع وطبيب وضابط ومستشار؛ من يريد لمصر الخير يبدأ بالتعليم؛ ومن يريد إصلاح التعليم عليه بإصلاح أحوال المعلم.
كما هاجم رائد الحسينى، النقيب العام لنقابة المعلمين المستقلة، رئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى، مشيرا إلى أنه صرح بأننا في حاجة إلى احتواء المشاكل وفتح حوار مجتمعى، واصفا ذلك بالأمر الجيد، متسائلا: الآن ما الذي يمنعك من أن تقوم بدورك؟! فنحن في انتظار مبادرتك بل وسنتعاون معك فيها ولكن عليك أن تبدأ بنفسك لكى نتطور، وعليك أن تفكر في مشاكل المعلمين بالعقل وتعمل على تقديم حلول لها، وليس بالتصريحات فقط.
وأضاف نقيب المعلمين المستقلة، أما ردنا على ماذا قدم المعلم للمنظومة التعليمية؟! فأقول بكل مرارة: نفذنا حرفيا الخطط والاستراتيجيات الفاشلة التي أقرها سابقوك، وسنطيعكم وننفذ خططكم الجديدة، فأنتم والوزير المسئولون عن حال التعليم في مصر وننتظر خططكم العبقرية للإصلاح.
فيما قال حسين مرعى عضو نقابة المهن التعليمية بالجيزة: لا أعرف اهميه المجلس التخصصي للتعليم ولا الفائده منه، ولو كان له فائدة فما إنجازاته، متسائلا: ماذا قدمت يا سيادة المستشار للتعليم حتى تكون مستشار الرئيس، وما راتب سيادتك؟ مؤكد أنه بعشرات الآلاف، وماذا قدمت للمنظومة التعليميه حتى تتقاضى هذا المبلغ، وأخيرا من جعلك مستشارا هو معلمك الذي درس لك حتى وصلت لهذه المكانة التي أصبحت فيها تهينه.
وتساءل الدكتور حسام فودة، رئيس المجلس المصرى للعمال والفلاحين: ماذا ينتظر من المعلم في تلك الأجواء بالغة السوء، فهو يقوم بالتدريس في حجرة دراسة سيئة الإضاءه والتهوية لعدد يتعدي السبعين طالبا، كما أنه مثقل بالأعباء الإدارية التي يجبر على القيام بها، والمقابل كادر معلمين لا يغني من جوع، كما أنه يتقاضي آخر مرتب قبل المعاش 3000 جنيه تقريبا وبعد الإحالة للمعاش 900 جنيه تقريبا، فكيف نحاسبه ونحن لم نوفر له أبسط اأشياء التي تساعده على القيام بواجباته حتى تتم محاسبته.
وقالت إيمان الضمرانى، القيادية العمالية وخبيرة التعليم، كيف لا يتابع سيادته تصريحات الوزير بشأن المعلمين وهم يمثلوا شريحة هامة في المجتمع حيث إن المعلمين يتجاوز عددهم أكثر من مليون ونصف معلم، وكان الأجدر بسيادته أن يطالب وزير التعليم بأقامة مؤتمر موسع لبحث مشاكل التعليم ويحضر بالمؤتمر معلمين وأولياء أمور وطلبه وعلماء وتربويين ويخرج المؤتمر بتوصيات ملزمة للحكومة لأنه لن ينصلح حال البلد الا بإصلاح منظومة التعليم كاملة وبما أن المعلم هو جزء من هذه المنظومة فينبغى إصلاح حال المعلم أولا.
وتساءلت الضمرانى: لماذا الاستهانة بالمعلم الذي تخرج من تحت يده القاضى والضابط والمهندس والطبيب، لقد رأينا كثيرًا من الفئات حينما طالبت بحقوقها التفتت إليهم الدولة، وكان آخرها صرف ما يسمى بدل منصة للقضاة برغم رواتبهم المرتفعة وتوفير العلاج وتخصيص الأراضي والمصايف وغيرها من الخدمات ومع ذلك يصرف ما يسمى بدل منصه، اليس جلوسهم على المنصه هو جزء من عملهم؟
وأكدت الضمراني أن إصلاح التعليم في المقام الأول هو مسئولية الدولة والوزارة من تعديل المناهج وتقليل كثافة الفصول وتعديل قانون التعليم ورفع مرتبات المعلمين المتدنية بمقارنتهم بفئات كثيرة في المجتمع.