الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

فضيحة.. الهيئة العامة للاستعلامات تصف جمال عبدالناصر بالديكتاتور.. وتنقل مقالا لكاتب إيطالي يتهم الزعيم بالنازية.. وتستغل أموال المصريين في تشويه التاريخ

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قائمة هؤلاء النازيين المحبين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم , طويلة منهم: " أوسكار ديرليرفانجر" المسئول عن قتل عشرات الآلاف من اليهود في أوكرانيا، والذي أصبح الحارس الشخصي لعبدالناصر. و" ألتيرن إريك" أحد المسئولين عن " الشئون اليهودية" في "جاليسيا (بإسبانيا) والذي اعتنق الإسلام في مصر وغير اسمه لـ" على بالله"، وقام في الخمسينيات بتدريب المحاربين الفلسطينيين. بالإضافة لـ" ليوبولد جلايم" القائد السابق لقوات العاصفة ومدير مكتب الجيستابو الخاص بالشئون اليهودية في بولندا والذي غير اسمه في مصر إلى " على الناهار"، وكان في خدمة الديكتاتور المصري " جمال عبد الناصر". 
الفقرة السابقة ليست مقتطفة من " يديعوت أحرنوت " ولكنها قطرة من بحر الاتهامات ، في تقرير منشور على موقع الهيئة العامة للاستعلامات وهي الهيئة الحكومية التي تتبع رئاسة الجمهورية ومن المفترض أنها تضطلع بدورها جهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة إلى شرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخلياً وخارجياً، ومواقفها إزاء مختلف القضايا بحسب ما يقوله موقعها على الإنترنت .. فهل هذا موقف الدولة المصرية ؟
قد يرد علينا أحدهم بأن هذا التقرير من موقع " إل فوليو" الإيطالي ولا يمثل رأي الهيئة ولا قناعتها تجاه قضية النازيين في مصر والهيئة قامت بترجمته من باب معرفة كيف يفكر العالم من حولنا.
بداية .. الهيئة العامة للاستعلامات واجبها الأول هو شرح سياسة الدولة المصرية.. وليس تبني سياسة الدولة العبرية أو الترويج للأقلام الصهيونية، كما أن الترجمة الاحترافية لا تتعارض مع وجود تعليق يوضح وجهة نظر الهيئة لتصحيح أي صورة مغلوطة عن مصر وإلا فما الفارق بين هيئة الاستعلامات وأي مكتب ترجمة "تحت السلم". 
ويبقى السؤال .. ما الهدف من نشر مواد صحفية تشكك في نقاط مضيئة في تاريخنا الوطني وتتحول "هيئة الاستعلامات" المملوكة لدافعي الضرائب المصريين إلى الأداة التي تبث هذه السموم باللغة العربية ؟
أخيراً.. في مارس من هذا العام أفرجت " دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية" عن وثيقة تحمل توصية من خبير اقتصادي حول أوضاع الضباط الألمان في مصر وقتها، وكان نصها كالآتي: " لأن المانيا ترى مصر أولاً و قبل أي شيء، سوقاً واعداً ومهيأ لاستيراد البضائع الألمانية فهناك جيش يعاد بناؤه و يحتاج إلى الآلات والمعدات والمركبات و أكثر من ذلك.. وهل يوجد من يمجد مزايا الصناعة الألمانية أفضل من الضباط الألمان؟
وفي تعليقه على الوثيقة لقناة " أو. أر.أف " النمساوية قال الإسرائيلي " شلومو شبيرو" الخبير السابق بالموساد :" بالنسبة لإسرائيل فإن التحالف بين أعداء الأمس واليوم هو إضعاف للروح المعنوية ..حتى وإن كان سرياً!! 
سوق اقتصادي.. جيش يعاد بناؤه.. إضعاف الروح المعنوية للعدو .. كلمات تلخص الرؤية الاستراتيجية وراء التعاون مع الضباط الألمان السابقين والأكيد أن هذه المعلومات لم يعرف بها الجهلاء .. وكما تقول الحكمة : " من الأفضل أن تلتزم الصمت وتجعل الآخرين يعتقدون أنك أحمق على أن تفتح فمك وتؤكد لهم حماقتك !".