للمرة الثانية خلال أيام نظم اليوم الأحد، طلبة كلية العلوم وقفة احتجاجية اعتراضا على قيام إدارة الجامعة برفع أسعار الكورس الصيفي ثلاث أضعاف، ليتحول فيها النظام التعليمى إلى نظام يُوزن فيه العلم بالساعة وهى الشكوى نفسها التي تقدم بها طلبة الطب البيطرى.
ويرى الطلاب أن ما أقدمت عليه الجامعة هي خطوة على طريق إلغاء مجانية التعليم وحرمان طلاب الكليات العلمية من فرص التحصيل العلمى إضافة إلى معاملة الطلاب الذين تقدموا بالشكوى على أنهم مذنبين ينبغي معاقبتهم.
وتطبق كلية العلوم العمل بنظام الساعات المعتمدة بالدراسة في الكلية، ومن إحدى مزايا هذا النظام وجود فصل صيفى مكثف يتيح للطالب أن يدرس بعض المواد بحد أقصى 3 مواد، ويستفيد منه الخريجون ومن سبق رسوبهم في أحد المقررات ومن قام بتحويل تخصصه أو تغيير المواد التي يدرسها.
بدأت المشكلة عندما سعت إدارة الكلية الدائم كل عام لزيادة أسعار مقررات الفصل الصيفى، فمن 50 جنيها للمقرر الواحد خلال صيف 2012، مرورا ب 100 جنيه في صيف 2013، لتصل العام الماضى إلى 400 جنيه للمقرر الواحد، حتى جاء صيف 2015 لتقرر الكلية زيادة السعر ليصبح 200 جنيه للساعة المعتمدة الواحدة وليس المقرر وتتراوح مواد الكلية من ساعتين إلى ثلاث وأربع ساعات أي أن أقل مادة ستصبح بـ 400 جنيه مرورا ب 600 جنيه للمقررات 3 ساعات و800 جنيه للمقررات 4 ساعات.
وكان قد قرر طلاب الكلية تنظيم وقفة احتجاجية، الأحد الماضي، تعبيرا عن احتجاجهم على ذلك القرار والمطالبة بتغييره ليفاجئوا بمنع أي طالب ينتمى إلى كلية العلوم من دخول الحرم الجامعى بحجة أن الكلية "واخدة إجازة أسبوع" في وقت من الطبيعى فيه عمل الكلية لاستكمال رفع النتائج والتظلمات واستكمال أوراقهم في شئون الطلاب وليجد من استطاع الدخول للحرم بالصدفة زيف ذلك الادعاء وأن شئون الطلاب تعمل بشكل طبيعى وبعد 3 ساعات من الشد والجذب والكلام مع مدير الأمن والتجمع تم صرفهم حيث قال لهم المسئولون:" تعالو بكره هتدخلوا".
لم يستسلم الطلاب وقرروا النزول مرة أخرى يوم الإثنين الماضى ليتكرر الموقف نفسه مع عدم العمل بما قيل من السماح بالدخول، ولكن استطاع 3 من ممثلي الطلاب الدخول للكلية لمقابلة العميد لطرح اعتراض الطلاب على سعر الفصل الصيفى مع تقديم حلول مطروحة لحل المشكلة.
وكان ما دار بين ممثلي الطلاب والعميد يتلخص في رد العميد بعدم وجود دعم من الجامعة ورفضه لكل الحلول التي طرحها الطلاب لتنتهى المقابلة ويطلب مدير أمن الكلية بعدها من الطلبة الذهاب معه إلى مكتبه ليطلب منهم إعطاءه الكارنيهات الخاصة بهم.
وقد جاءت ردود أفعال الطلاب مليئة بالغضب والاستياء، حيث قال "عماد حمدى " طالب بالفرقة الرابعة بكلية علوم قسم كيمياء جيولوجيا: إن المشكلة الأساسية ترجع إلى رفع المادة من 75 جنيها للساعة إلى نحو 400 جنيه وهو ثمن إيجار شقة بمنافعها في منطقة صفط اللبن" متسائلًا: فهل لى أن أعيش في شقة أم الحصول على مادة لا أضمن النجاح فيها؟.
وأكد عماد، أن الإجمالى سيكون1200 جنيها لكى يسمح لهم بنزول ترم إضافي في الصيف وهذا صعب للغاية.
وأضاف، أنه بعد رفع أسعار الكورس إلى 400 جنيه فبهذا تكون غطت الدعم الذي انقطع من الجامعة، ولكن فؤجى الجميع بأن أصبحت الساعة بـ 200 جنيه، والمواد تتراوح بين ساعتين إلى 5 ساعات أي تتراوح بين 400 إلى 1000 جنيه وهذا بالطبع يتنافى مع مجانية التعليم.
وعبر أحمد سامى، عن استيائه الشديد من ارتفاع أسعار الكورس الصيفى، مشيرا إلى أن الأوضاع في كلية العلوم تزداد سوءا.
وأضاف، أنه سوف يتم تسجيل 3 مواد فقط كل مادة منهم بساعتين التي هي أقل مادة من الممكن تسجيلها وفى ذلك الوقت ستكون الماده مثل الترم السابق ب 400 جنيه فقط ولكن هذا الأمر يحرمهم من بقية الساعات المسموحة لهم ويعتبر ذلك ظلم بالنسبة لهم بكل المقاييس.
وقال محمد عادل: إن ما يحدث الآن يعتبر إهانة بالنسبة لنا وأن عدم دخولنا إلى الحرم الجامعى الأحد الماضى، كان بمثابة إحباط كبير وخصوصا عند دخول بقية الطلاب في الكليات الأخرى.
ومن جانب آخر رفض محمد أمير، طالب بالفرقة الأولى بكلية علوم، زيادة الأسعار بهذه الصورة بدون إبداء أية أسباب مقنعة، مشيرًا إلى أن من هذه الأسباب التي جاءت على لسان العميد عندما تناقش معه " هو أن الدكاترة تطلب المزيد من المال لكى ينزلوا للطلاب في الأجازة"، مضيفًا، "وعلى رغم من ذلك أنكر جميع الدكاترة ذلك".
وأضاف، أن الكلية لم تنظر في الأمر ولم يحدث من خلالها أي رد فعل بل العكس، فيتم التعامل مع الأمر بقسوة وهذا ماحدث في آخر نقاش حيث حصل العميد على بيانات الطلاب المشتكين وطردهم.
وتصاعدت الشكوى في كليات أخرى منها كليه طب بطرى، حيث قال الطالب حمادة رجب، طالب بالفرقة الثالثة طب بيطرى: إن الساعة المعتمدة كانت في البداية 50 جنيها ووصل الأمر الآن إلى 200 جنيه للساعة وأقل مادة 4 ساعات مما أدى إلى وصول سعر المادة الواحدة من200 جنيه إلى 800 جنيه ذلك إضافة إلى 50 جنيها مصاريف إدارية.
وأضاف: أنهم الآن بصدد جمع الأسماء لتقديمها إلى الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة مباشرة وإن لم ينظر في الأمر فسيكون هناك وقفة احتجاجيه ردا على ذلك، مشيرا إلى أن الإدارة موقفها سلبى وأن عدم الدعم قادم من رئيس الجامعة وليس من إدارة الكلية.
أما أساتذة الجامعة فقد شارك بعضهم الطلاب في الشكوى، قال دكتور محمد أحمد الأستاذ بقسم الفيزيا أن قرار ارتفاع أسعار الكورس الصيفى مبالغ فيه بالنسبة إلى الطلاب، وأن القرار في يد رئيس الجامعة، وفى الفترات الأخيرة كانت هناك محاولات من إدارة الكلية لزيادة أسعار الكورس لكن دائما كان يتوقف ذلك بعد تذمر الطلاب ووصول الأمر لإدارة الجامعة.
وأضاف أحمد: أنه يعترض بشدة على منع دخول الطلاب إلى الحرم الجامعى، وأنه أمر غير مقبول، وأن الجامعة من المفترض أن تكون مفتوحة للجميع في أي وقت، وأن التظاهر هو وسيلة التعبير عن الرأى، متابعًا واعتقد أن تكوين وفد من الطلاب يصل رأيهم لإدارة الجامعة سوف يكون فعالا، إضافة إلى ضرورة حسم الأمر من قبل الإدارة بصدور بيان لتوضيح أهم أسباب هذه المشكلة، وأيضا إعادة صياغة لائحة الساعات المعتمدة وإصلاح القصور الموجودة بها.