تاريخ العرض: 1995
إنتاج: قطاع الإنتاج ـ التليفزيون المصرى
إخراج: يحيى العلمى
تأليف: محمد السيد عيد عن رواية جمال الغيطانى
تمثيل: أحمد بدير، نبيل الحلفاوى، سحر رامى، حنان ترك، سوسن بدر، وجدى العربى، عبد الله محمود، عبدالرحمن أبوزهرة
هذا واحد من الأعمال الدرامية القليلة المأخوذة عن نص أدبى معروف، ومعترف به كواحد من أفضل روايات الأديب جمال الغيطاني، وروايات أدباء الستينيات بكل عام.
فوق ذلك هو أحد الأعمال «التاريخية» القليلة وسط طوفان من المسلسلات الاجتماعية التي تدور في الحاضر، أو في زمن هلامى غير محدد المعالم. تدور الرواية والمسلسل في زمن المماليك، في بداية القرن السادس عشر، قبيل سقوط نظام المماليك على يد الاحتلال العثماني.
في هذا العصر الذي يتسم بالانحدار الاقتصادى والسياسي والعسكري، يسعى المماليك بكل الطرق إلى الحفاظ على حكمهم، بالقضاء على أي بذرة للمقاومة أو المعارضة الشعبية، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف توسعوا في تأسيس نظام «البصاصين»، هؤلاء المخبرين الذين يتجسسون على الناس وينقلون إلى الجهات الأمنية كل حركة وكلمة يمكن أن ينطق بها مواطن. ويكتمل نظام البصاصين، بالتوسع في إنشاء المعتقلات وغرف التعذيب والتفنن في ابتكار أنواع منه لنشر الخوف والفزع في القلوب.
يحسب للمسلسل كذلك أن الشخصيات الرئيسية فيه، الزينى بركات، وزكريا بن راضى هي من نوعية «نقيض البطل»، أو البطل السلبى الشرير Anti- hero. يؤدى أحمد بدير شخصية الزينى بركات، في أول، وآخر، بطولة يلعبها، وهو الذي حوصر دائما في الأدوار الثانوية الكوميدية. والزينى بركات هو والى الحسبة، الذي يتولى التعامل المباشر مع المواطنين ويحق له تقديمهم للقضاء أو الاعتقال والسجن والتعذيب حسب هواه، ولأى سبب من الأسباب، وهو يتسم بالدهاء والخبث، والولاء لرئيسه المباشر الشهاب الأعظم زكريا بن راضي، كبير البصاصين، الذي يؤدى دوره نبيل الحلفاوي، وهو منصب يمكن أن نقارنه بوزير الداخلية، أو مدير المخابرات، أو قائد أمن الدولة حاليًا.
يصور الفيلم دهاليز الصراعات السياسية بين الأجهزة وأصحاب المناصب المختلفة، فبالرغم من أن منصب كبير البصاصين ليس سياسيًا بشكل مباشر، إلا أنه يتحكم بطريقة ما في كبار السياسيين بمن فيهم السلطان نفسه، حيث يستطيع كبير البصاصين أن يوهم الجميع، حتى السلطان، بأن أمنهم وسلامتهم وحياتهم تعتمد على المعلومات الأمنية التي يملكها، كما أنه وبحكم امتلاكه للمعلومات عنهم يستطيع ابتزازهم وتهديدهم.
وعلى خلفية الصراعات والمؤامرات السياسية، يرصد العمل أيضًا محاولات بعض الشباب المتعلمين، يمثلهم سعيد الجهيني، وجدى العربي، وعمرو بن العدوي، عبد الله محمود، اللذان يقعان في يد الزينى بركات بسبب نشاطاتهما السياسية.
لا تنس أن «الزينى بركات» هو أيضا واحد من أجرأ الأعمال التليفزيونية سياسيا، ومثلما كانت الرواية المكتوبة في الستينيات تحمل إسقاطا على نظام جمال عبد الناصر قبيل هزيمة ١٩٦٧، فإن المسلسل يحمل إسقاطات سياسية على عهد المخلوع حسنى مبارك.
الرواية متأثرة بقوة، ومقتبسة في بعض مقاطعها، من أعمال المؤرخين المصريين، وخاصة ابن إياس في كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور»، وهو كتاب يتسم ببلاغة عربية خاصة، تجمع بين اللغة العربية الفصحى والعامية المصرية، وقد كتبت الرواية وفقا لهذا الأسلوب، وقام كاتب سيناريو المسلسل محمد السيد عيد، بتحويل الحوار إلى العامية المصرية مع الحفاظ بقدر الإمكان على حياديتها.
يدور المسلسل في ١٢ حلقة فقط، تخلو من المط والثرثرة الفارغة التي تتسم بها أغلب الأعمال الدرامية، وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه العمل، فللأسف لم تتكرر مثل هذه التجربة كثيرًا.
إنتاج: قطاع الإنتاج ـ التليفزيون المصرى
إخراج: يحيى العلمى
تأليف: محمد السيد عيد عن رواية جمال الغيطانى
تمثيل: أحمد بدير، نبيل الحلفاوى، سحر رامى، حنان ترك، سوسن بدر، وجدى العربى، عبد الله محمود، عبدالرحمن أبوزهرة
هذا واحد من الأعمال الدرامية القليلة المأخوذة عن نص أدبى معروف، ومعترف به كواحد من أفضل روايات الأديب جمال الغيطاني، وروايات أدباء الستينيات بكل عام.
فوق ذلك هو أحد الأعمال «التاريخية» القليلة وسط طوفان من المسلسلات الاجتماعية التي تدور في الحاضر، أو في زمن هلامى غير محدد المعالم. تدور الرواية والمسلسل في زمن المماليك، في بداية القرن السادس عشر، قبيل سقوط نظام المماليك على يد الاحتلال العثماني.
في هذا العصر الذي يتسم بالانحدار الاقتصادى والسياسي والعسكري، يسعى المماليك بكل الطرق إلى الحفاظ على حكمهم، بالقضاء على أي بذرة للمقاومة أو المعارضة الشعبية، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف توسعوا في تأسيس نظام «البصاصين»، هؤلاء المخبرين الذين يتجسسون على الناس وينقلون إلى الجهات الأمنية كل حركة وكلمة يمكن أن ينطق بها مواطن. ويكتمل نظام البصاصين، بالتوسع في إنشاء المعتقلات وغرف التعذيب والتفنن في ابتكار أنواع منه لنشر الخوف والفزع في القلوب.
يحسب للمسلسل كذلك أن الشخصيات الرئيسية فيه، الزينى بركات، وزكريا بن راضى هي من نوعية «نقيض البطل»، أو البطل السلبى الشرير Anti- hero. يؤدى أحمد بدير شخصية الزينى بركات، في أول، وآخر، بطولة يلعبها، وهو الذي حوصر دائما في الأدوار الثانوية الكوميدية. والزينى بركات هو والى الحسبة، الذي يتولى التعامل المباشر مع المواطنين ويحق له تقديمهم للقضاء أو الاعتقال والسجن والتعذيب حسب هواه، ولأى سبب من الأسباب، وهو يتسم بالدهاء والخبث، والولاء لرئيسه المباشر الشهاب الأعظم زكريا بن راضي، كبير البصاصين، الذي يؤدى دوره نبيل الحلفاوي، وهو منصب يمكن أن نقارنه بوزير الداخلية، أو مدير المخابرات، أو قائد أمن الدولة حاليًا.
يصور الفيلم دهاليز الصراعات السياسية بين الأجهزة وأصحاب المناصب المختلفة، فبالرغم من أن منصب كبير البصاصين ليس سياسيًا بشكل مباشر، إلا أنه يتحكم بطريقة ما في كبار السياسيين بمن فيهم السلطان نفسه، حيث يستطيع كبير البصاصين أن يوهم الجميع، حتى السلطان، بأن أمنهم وسلامتهم وحياتهم تعتمد على المعلومات الأمنية التي يملكها، كما أنه وبحكم امتلاكه للمعلومات عنهم يستطيع ابتزازهم وتهديدهم.
وعلى خلفية الصراعات والمؤامرات السياسية، يرصد العمل أيضًا محاولات بعض الشباب المتعلمين، يمثلهم سعيد الجهيني، وجدى العربي، وعمرو بن العدوي، عبد الله محمود، اللذان يقعان في يد الزينى بركات بسبب نشاطاتهما السياسية.
لا تنس أن «الزينى بركات» هو أيضا واحد من أجرأ الأعمال التليفزيونية سياسيا، ومثلما كانت الرواية المكتوبة في الستينيات تحمل إسقاطا على نظام جمال عبد الناصر قبيل هزيمة ١٩٦٧، فإن المسلسل يحمل إسقاطات سياسية على عهد المخلوع حسنى مبارك.
الرواية متأثرة بقوة، ومقتبسة في بعض مقاطعها، من أعمال المؤرخين المصريين، وخاصة ابن إياس في كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور»، وهو كتاب يتسم ببلاغة عربية خاصة، تجمع بين اللغة العربية الفصحى والعامية المصرية، وقد كتبت الرواية وفقا لهذا الأسلوب، وقام كاتب سيناريو المسلسل محمد السيد عيد، بتحويل الحوار إلى العامية المصرية مع الحفاظ بقدر الإمكان على حياديتها.
يدور المسلسل في ١٢ حلقة فقط، تخلو من المط والثرثرة الفارغة التي تتسم بها أغلب الأعمال الدرامية، وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه العمل، فللأسف لم تتكرر مثل هذه التجربة كثيرًا.