من أول لحظة كانت تعرف أنها موهوبة.. وأنها مميزة، كان كل من يستمع إليها يدرك ذلك، ومن اللحظة التقطها سليم سحاب ودخلها في مقدمة فرقته مع زميل لها اسمه أحمد فتحى.. أحمد هذا بشر به عبد الوهاب لكنه اختفى ولم يعد له ذكر، لكنه كان سببًا في أن تحصل شيرين على أول فرصة ظهور في كليب، وأن تحصل لأول مرة على خمسين جنيهًا كاملة.
كانت فكرة الكليبات قد ظهرت في ماسبيرو على يد فتحى عبدالستار.. وجاء بعده آخرون، حتى ظهر مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وتقدم المطربون والشركات بما ينتجون.. كان العام ١٩٩٣ وحصل طارق فؤاد بأغنيته التي كتبها زميلنا الشاعر فوزى إبراهيم على جائزة المهرجان، الأمر الذي أغرى طارق فؤاد أن يكرر التجربة فقرر أن ينتج أغنية جديدة يشارك بها.. كانت فكرة الأغنية التي كتبها الشاعر عماد صبحى تستلزم وجود طفلين يجيدان الغناء، وذهب طارق للأوبرا وهناك عثر على أحمد فتحى، وظلت البطلة غائبة، أجرى طارق مسابقة لاختيار طفلة تجيد الغناء عمرها لايزيد على ١٢ سنة. ولم يجد أحدًا واقترب المهرجان والرجل يبحث، وفجأة أخبره أحمد أن معهم في الفرقة طفلة هايلة اسمها شيرين أحمد عبد الوهاب وجاء بها ليعرف طارق من اللحظة الأولى أنه أمام موهبة خاصة.
في ١٥ شارع علوبة.. استديو رباعيات الذي يملكه الفنان محمود ياسين - صار مخزنًا للخردة الآن ولا تزال أجهزته في الكراتين بعدما تطورت الصناعة وأصبحت الاستديوهات ديجتال، في ذلك المكان وقفت شيرين لأول مرة أمام ميكروفون عشان تاخد «تيمة صوت» دخل أحدهم ليضع لها الهيدفون.. فيما كان الملحن والموزع إبراهيم راديو يحزم حقائبه ويضع آلاته جانبًا استعدادا للمغادرة إلى ستوديو آخر، لكنه توقف فجأة بمجرد أنه سمع هذه الطفلة الصغيرة تغنى.. وقف الموزع الشهير مبهورًا وهو يردد «هو فيه كده»، وكان رد فعل عمنا إبراهيم هو نفس رد فعل معظم من استمع إليها في التصوير، وقف المخرج أشرف موسى حائرًا، فالطفلة التي تغني:
«كان نفسنا يبقى البشر كل البشر من سننا ولا يعرفوش غير اللعب ولا يحلموش غير حلمنا».
هذه الطفلة التي سمعها في الاستديو تغنى بطلاقة ها هي أمامه الآن غاضبة تبكى وطارق فؤاد يحايلها.. النجمة الطفلة غاضبة لأن مشاهدها في سيناريو الكليب أقل من مشاهد أحمد فتحى، وعبثًا يحاول طارق فؤاد إقناعها أن سيناريو الأغنية يقوم على الطفل الغائب الذي يبحثون عنه وبعد محايلات رضخت وصورت وحصلت على ٥٠ جنيهًا كاملة، أكبر أجر تحصل عليه وقتها، لكنها ظلت مغبونة لسنوات، لأن طارق والمخرج منحا زميلها أحمد فتحى فرصة أكبر منها.
بعد هذه الواقعة بسنوات كنت قد تعرفت على شيرين في منزل الموسيقار الشاب ممدوح صلاح الذي كان قد التقطها من شركة موسيقى مجهولة اسمها ١٠ نجوم في ميدان الجامع بمصر الجديدة، كان ملحنًا في بداية طريقه صنع ألحانًا لمحمد الحلو وحسن عبد المجيد ومدحت صالح وهى طفلة «بتحبي»، وتتشعلق في ربع فرصة وأخذها ممدوح لكل مكان يذهب إليه استديوهات.. حفلات.. سهرات، وفى إحدى هذه السهرات في منزل الراحل كمال درويش في أغاخان كان رجلًا محبًا للفن يذهب إليه الجميع سامى الحفناوى، فاروق الشرنوبى، وشقيقه صلاح وكان كلاهما نجمين في تلك الفترة، وكان الصغار يأتون ويغنون، وفى هذه السهرات غنت شيرين لأول مرة مع تامر حسنى دون أن تعرف أنه سيكون غريمها وشريك رحلة نجاحها يومًا ما.
المهم أننى واحتفالًا بحصولى على كارنيه نقابة الصحفيين قرر مطرب صاعد وقتها يملك قرية سياحية في الواحات البحرية إقامة احتفال لثلاثة أيام وترك لى دعوة من أريد، وحدث ودعوت كثيرين، كان من بينهم ممدوح وشيرين والكاتب عمر طاهر والمطربة لينا الطويل، كان قد انتشر لها ألبوم «أسمر يا سمرانى» الذي قدمها فيه عمنا كمال الطويل، ولاحظت مثلما لاحظ الكل غيرة شيرين من لينا، كانت لا تترك فرصة لتغنى للجميع قدامى ومحدثين، وأدركنا أن هذه الصغيرة التي تعرف أنها موهوبة لاتحب سوى أن تكون الأولى، وإن غيرتها هذه ستكون سبب سعدها وشقائها في آن واحد.
وفى أغاخان جاءت الفرصة الأولى التي سمعها مدحت صالح وطلب من صلاح الشرنوبى تبنيها، وذهب صلاح بها إلى نصر محروس - أهم منتج كاسيت في مصر وقتها- لكن نصر لم تعجبه ملامحها العادية كان يفكر بعقل المنتج لكن شيئًا ما حدث غير كل شيء.
وقبل أن نعرف ما حدث.. نشير إلى أن نصر لم يكن هو المنتج الأول في طريق شيرين، ذهبت للجميع تبحث عن فرصتها، وهى في طريقها اتكعبلت في مطرب مصرى كان يرتدى الزى الخليجى في ملاهى شارع الهرم، ويغنى أغنيات الخليج اسمه حمدى أحمد كان البطل يملك شركة لإنتاج الأغنيات سمعها وكالعادة أعجبه صوتها وقرر تبنيها، ووقعت معه عقدًا.. وقع والدها تحديدًا فقد كانت لا تزال قاصرًا، وقام الرجل على حد زعمه في دعوى قضائية أقامها ضدها بتدريبها ورعايتها، واختار لها مجموعة من الأغنيات لكنها لم تغن منها حرفًا واحدًا، وظل عقد حمدى أحمد عبد المجيد سجنًا يحاصرها عشر سنوات كاملة لأنها وحسب العقد لم تؤد التزاماتها فيما حصلت على حقوقها كاملة، لكن نجاحها المباغت والمفاجئ مع نصر محروس أنقذها وغير كل شيء، فقد صارت نجمة تنافس الكبار وأهمهم في سوق الكاسيت عمرو دياب شخصيًا، لكن نصر محروس نفسه كان سببًا في أول محاولة لانتحارها، نعم شيرين حاولت الانتحار بسبب نصر محروس ولهذا قصة نحكيها غدًا.
كانت فكرة الكليبات قد ظهرت في ماسبيرو على يد فتحى عبدالستار.. وجاء بعده آخرون، حتى ظهر مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وتقدم المطربون والشركات بما ينتجون.. كان العام ١٩٩٣ وحصل طارق فؤاد بأغنيته التي كتبها زميلنا الشاعر فوزى إبراهيم على جائزة المهرجان، الأمر الذي أغرى طارق فؤاد أن يكرر التجربة فقرر أن ينتج أغنية جديدة يشارك بها.. كانت فكرة الأغنية التي كتبها الشاعر عماد صبحى تستلزم وجود طفلين يجيدان الغناء، وذهب طارق للأوبرا وهناك عثر على أحمد فتحى، وظلت البطلة غائبة، أجرى طارق مسابقة لاختيار طفلة تجيد الغناء عمرها لايزيد على ١٢ سنة. ولم يجد أحدًا واقترب المهرجان والرجل يبحث، وفجأة أخبره أحمد أن معهم في الفرقة طفلة هايلة اسمها شيرين أحمد عبد الوهاب وجاء بها ليعرف طارق من اللحظة الأولى أنه أمام موهبة خاصة.
في ١٥ شارع علوبة.. استديو رباعيات الذي يملكه الفنان محمود ياسين - صار مخزنًا للخردة الآن ولا تزال أجهزته في الكراتين بعدما تطورت الصناعة وأصبحت الاستديوهات ديجتال، في ذلك المكان وقفت شيرين لأول مرة أمام ميكروفون عشان تاخد «تيمة صوت» دخل أحدهم ليضع لها الهيدفون.. فيما كان الملحن والموزع إبراهيم راديو يحزم حقائبه ويضع آلاته جانبًا استعدادا للمغادرة إلى ستوديو آخر، لكنه توقف فجأة بمجرد أنه سمع هذه الطفلة الصغيرة تغنى.. وقف الموزع الشهير مبهورًا وهو يردد «هو فيه كده»، وكان رد فعل عمنا إبراهيم هو نفس رد فعل معظم من استمع إليها في التصوير، وقف المخرج أشرف موسى حائرًا، فالطفلة التي تغني:
«كان نفسنا يبقى البشر كل البشر من سننا ولا يعرفوش غير اللعب ولا يحلموش غير حلمنا».
هذه الطفلة التي سمعها في الاستديو تغنى بطلاقة ها هي أمامه الآن غاضبة تبكى وطارق فؤاد يحايلها.. النجمة الطفلة غاضبة لأن مشاهدها في سيناريو الكليب أقل من مشاهد أحمد فتحى، وعبثًا يحاول طارق فؤاد إقناعها أن سيناريو الأغنية يقوم على الطفل الغائب الذي يبحثون عنه وبعد محايلات رضخت وصورت وحصلت على ٥٠ جنيهًا كاملة، أكبر أجر تحصل عليه وقتها، لكنها ظلت مغبونة لسنوات، لأن طارق والمخرج منحا زميلها أحمد فتحى فرصة أكبر منها.
بعد هذه الواقعة بسنوات كنت قد تعرفت على شيرين في منزل الموسيقار الشاب ممدوح صلاح الذي كان قد التقطها من شركة موسيقى مجهولة اسمها ١٠ نجوم في ميدان الجامع بمصر الجديدة، كان ملحنًا في بداية طريقه صنع ألحانًا لمحمد الحلو وحسن عبد المجيد ومدحت صالح وهى طفلة «بتحبي»، وتتشعلق في ربع فرصة وأخذها ممدوح لكل مكان يذهب إليه استديوهات.. حفلات.. سهرات، وفى إحدى هذه السهرات في منزل الراحل كمال درويش في أغاخان كان رجلًا محبًا للفن يذهب إليه الجميع سامى الحفناوى، فاروق الشرنوبى، وشقيقه صلاح وكان كلاهما نجمين في تلك الفترة، وكان الصغار يأتون ويغنون، وفى هذه السهرات غنت شيرين لأول مرة مع تامر حسنى دون أن تعرف أنه سيكون غريمها وشريك رحلة نجاحها يومًا ما.
المهم أننى واحتفالًا بحصولى على كارنيه نقابة الصحفيين قرر مطرب صاعد وقتها يملك قرية سياحية في الواحات البحرية إقامة احتفال لثلاثة أيام وترك لى دعوة من أريد، وحدث ودعوت كثيرين، كان من بينهم ممدوح وشيرين والكاتب عمر طاهر والمطربة لينا الطويل، كان قد انتشر لها ألبوم «أسمر يا سمرانى» الذي قدمها فيه عمنا كمال الطويل، ولاحظت مثلما لاحظ الكل غيرة شيرين من لينا، كانت لا تترك فرصة لتغنى للجميع قدامى ومحدثين، وأدركنا أن هذه الصغيرة التي تعرف أنها موهوبة لاتحب سوى أن تكون الأولى، وإن غيرتها هذه ستكون سبب سعدها وشقائها في آن واحد.
وفى أغاخان جاءت الفرصة الأولى التي سمعها مدحت صالح وطلب من صلاح الشرنوبى تبنيها، وذهب صلاح بها إلى نصر محروس - أهم منتج كاسيت في مصر وقتها- لكن نصر لم تعجبه ملامحها العادية كان يفكر بعقل المنتج لكن شيئًا ما حدث غير كل شيء.
وقبل أن نعرف ما حدث.. نشير إلى أن نصر لم يكن هو المنتج الأول في طريق شيرين، ذهبت للجميع تبحث عن فرصتها، وهى في طريقها اتكعبلت في مطرب مصرى كان يرتدى الزى الخليجى في ملاهى شارع الهرم، ويغنى أغنيات الخليج اسمه حمدى أحمد كان البطل يملك شركة لإنتاج الأغنيات سمعها وكالعادة أعجبه صوتها وقرر تبنيها، ووقعت معه عقدًا.. وقع والدها تحديدًا فقد كانت لا تزال قاصرًا، وقام الرجل على حد زعمه في دعوى قضائية أقامها ضدها بتدريبها ورعايتها، واختار لها مجموعة من الأغنيات لكنها لم تغن منها حرفًا واحدًا، وظل عقد حمدى أحمد عبد المجيد سجنًا يحاصرها عشر سنوات كاملة لأنها وحسب العقد لم تؤد التزاماتها فيما حصلت على حقوقها كاملة، لكن نجاحها المباغت والمفاجئ مع نصر محروس أنقذها وغير كل شيء، فقد صارت نجمة تنافس الكبار وأهمهم في سوق الكاسيت عمرو دياب شخصيًا، لكن نصر محروس نفسه كان سببًا في أول محاولة لانتحارها، نعم شيرين حاولت الانتحار بسبب نصر محروس ولهذا قصة نحكيها غدًا.