رحلة الرئيس السيسى إلى ألمانيا استفادت بأن بدأت بنظرة غير تفاؤلية عن أهمية دور ونشاط الإخوان المسلمين في هذا البلد، وموقف رئيس البرلمان الناقد للنظام المصرى، وانتهت بصورة عكسية لتمسك مستشارة المانيا بإنجاح الزيارة وحتى البرلمان، ذهب رئيس الأغلبية البرلمانية للقاء الرئيس المصرى في مقر إقامته. وقام المصريون المقيمون بألمانيا بدور مشرف في الاحتفال بوصول وزيارة الرئيس السيسى، فضلا عن هزيمة الإخوان المسلمين في محاولة إفشال الزيارة ببعض الهتافات البذيئة لمواقع معينة من الزيارة، والتي كان رد فعل الرأى العام الألمانى رافضا لها.
وأذكر منذ السبعينات أن ألمانيا كانت من البلاد الأوربية التي أزورها باستمرار في المرحلة التي عملت فيها مستشارا للرئيس السادات الذي أحبه الشعب الألمانى، قبل أن أتولى مسئولية مدير مكتب رئيس الوزراء العملاق د.مصطفى خليل لشئون مشروعات البنية الأساسية مع غرب أوربا، وكان على رأسها مشروع إعادة بناء شبكة التليفونات بأكملها والتي كانت حجر الزاوية في الانفتاح الاقتصادى، وكانت شركة سيمنس بقدراتها التكنولوجية العالمية هي رئيسة الكونسورتيوم الأوربي، فكنت دائم الحركة بين مدن ألمانيا بين ١٩٦٩ إلى ١٩٨١ ولولا موت الرئيس السادات المبكر لكنا استطعنا بجانب مشروعات التليفونات ومع المانيا إكمال المسيرة بمشروعات الكهرباء والطاقة النووية.
وأنا واثق أن قدرات الرئيس السيسى ستشجع ألمانيا وكثيرا من الدول الأوروبية أن تضع أيديها في يديه من أجل البناء والتنمية.
وأقولها هنا وبصراحة حتى إذا أغضبت الكثيرين، أنه لن يكفى رئيس دولة ورئيس وزراء يعملان دون توقف ليلا ونهارا مع بيروقراطية تعوق الحركة والتطور وحكومة مع احترامى لها «ناعمة الملمس» في الإجراءات الجزائية لرد خطر البيروقراطية على مستقبلنا. وأيضا مع رأى عام ليس طرفا في احترام قواعد القانون والنظام..!
إن زيارة رئيس الوزراء لأحد المستشفيات زيارة مفاجئة ليكتشف فوضى وإهمالا واحتقارا للمرضى، وبعض الممرضات اللاتى حولن بعض الأماكن بالمستشفى كمحال لبيع ملابس داخلية تغطى احتياجاتهن الشهرية... وانتقل وزير الصحة للموقع ليحول المكان إلى مكتب طوارئ، هل نقل مكتب الوزير جزءا من الوقت إلى مستشفى سيكون حلا جذريا للفوضى وانعدام الضمير لدى المسئولين في القطاع الطبى.
يا سادة إن هذا «التهريج» لا يحدث فقط في عاصمتنا بل في أكثر مدن الأقاليم.
إلى متى سيتحمل النظام المصرى الانهيار قليلا فقليلا.. حتى نصل إلى الطريق المظلم.
وعودة إلى الوجه المشرف لدور القيادة السياسية في تحركاتها الخارجية من أجل مصر.
ونقول إن زيارة الرئيس لعاصمة المجر بودابست تميزت بتقدير عال من رئيس وزراء المجر فيكتور أربان، ليس فقط بإهداء الرئيس المصرى الدكتوراه الفخرية ولكن أيضا أوضح بقوة أن المجر استقبل ضيفا مميزا جاء من العالم الإسلامى وأنه بدون دور مصر لا يمكن أن يقوم استقرار في الشرق الأوسط ولا أيضا في أوربا، وحيا دور القوات المسلحة في بناء مصر وهو نفس دور الجيش في المجر.
بقى أن نقول إن من الأسباب العملية لاعتبار زيارة ألمانيا والمجر انتصارين سياسيا وإعلاميا ولكن أيضا اقتصاديا وعسكريا: لقد كسبت مصر ٢ مليار استثمارات ألمانية معظمها في مجال الطاقة والكهرباء ومن شركة سيمنس بالذات، ومن المجر عدد محترم من القطارات التي ذكرتنا بالقطار المجرى - أعتقد في الستينات- الذي كان نموذجا للقطار السريع..!!
لن أختم هذا المقال قبل رسالة عتاب إلى بعض الكتاب والمفكرين تعليقا على الوفد الشعبى الذي رافق رحلة الرئيس إلى ألمانيا وتواجد بعض نجومنا من مشاهير السينما والإعلام، وعلى رأسهم وجوه يحبها شعبنا مثل يسرا وإلهام شاهين وهالة صدقى ومدحت صالح والعزيز عزت العلايلى وأحمد بدير ولبلبة، فضلا عن الوفد الإعلامي من محمد الأمين صاحب قناة C.B.C وعلاء الكحكى رئيس قنوات النهار ومحمد أبو العينين صاحب قناة صدى البلد الذين مولوا جزءا هاما من مصاريف الرحلة والإقامة.
أود أن أرى المصريين يشجعون كل مبادرة لخدمة صورة مصر بالخارج، وأن نرى نجمات السينما المصريات يصلن بجمالهن ووعيهن ومواقفهن التي لا تنسى من التصدى للتطرف.
لماذا هذه الأسئلة غير الصحية، لماذا الممثلات ومن الذين مولوا..؟! أرجو أن نكون إيجابيين وأن يحب بعضنا بعضا.