الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

قراءة في الصحف

"روبرت فيسك" يفضح لعبة "الجزيرة" الخطرة في مصر

يكشف أسرار صناعة بن لادن جديد

قناة الجزيرة
قناة الجزيرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فهمي للكاتب البريطاني: القناة تمنح طلاب الجامعات أجهزة وكاميرات.. والإخوان يتاجرون بهم إذا تم القبض عليهم
أكد الكاتب البريطاني «روبرت فيسك» أن قناة الجزيرة القطرية تلعب دورًا خطيرًا ضد الدولة المصرية، وكشف عن تفاصيل لقائه بصحفي الجزيرة المصرى الكندي «محمد فهمي» الذي يحاكم الآن في قضية «خلية الماريوت» والمتهم فيها بالعمل لصالح قناة الجزيرة القطرية بدون ترخيص وتصوير وبث أخبار كاذبة وفبركة تقارير عن مصر، وذلك في مقال فيسك الذي جاء بعنوان «الجزيرة تلعب لعبة خطرة في مصر».
وحرص فيسك على القدوم لمصر ولقاء فهمي، والحديث معه عن مؤتمره الصحفى العالمي الذي دعا إليه، وبالفعل عقد فهمى المؤتمر أمس، لكشف حقائق مثيرة على حد وصف الكاتب البريطاني، فيما يتعلق بعمل الجزيرة وتحريضها ضد مصر وابتعادها تمامًا عن أية معايير مهنية أو أخلاقية.
وقال فيسك في مقال بصحيفة «الاندبندنت» البريطانية، إنه «رغم أن فهمي سُجنَ في مصر لمدة ٤١١ بتهم قد تبدو ملفقة، إلا أنه فاجأنى بالكثير من الآراء والحقائق حول ما يجرى في مصر وعمل الجزيرة ورأيه في القناة الشهيرة التي عمل لصالحها، ومع هذا فقد حرص على ألا يكشف عن أي شيء مما كان سيقوله في المؤتمر». وأضاف فيسك «أعتقد أنه عندما سينتهى من حديثه ستندم الجزيرة كثيرًا على ما قاله».
وكانت السلطات المصرية اعتقلت فهمى وزميليه المصرى «باهر محمد» والأسترالى «بيتر جريست»، في غرفة بفندق ماريوت حولوها إلى ستوديو لإنتاج وفبركة وبث الأخبار الكاذبة عن مصر لصالح قناة الجزيرة القطرية، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، بالإضافة للعمل في مصر بدون تصريح.
وأبدى فيسك اندهاشه من كم المعلومات التي ساقها فهمي، ورأيه في الجزيرة وتنظيم الإخوان، وكذلك في الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأخبره أن الجزيرة قناة لا تعرف المهنية والقائمون عليها منحازون بشكل سافر لتنظيم الإخوان ضد مصر، وحول الشبكة وخاصة قناة «الجزيرة مباشر مصر» إلى منبر للإخوان.
وكشف فهمي أن «مباشر مصر» كانت تأخذ تقاريره هو وزميليه التي أعدوها للجزيرة الإنجليزية وتبثها بعد ترجمتها، بدون موافقتهم أو أخذ رأيهم، وكانت توضع التقارير في غير سياقها، وهو ما كان يعرضهم للخطر لكن القناة لم تهتم بهم.
وكانت صدمة فيسك كبيرة عندما أخبره فهمي على جلسة الغداء الطويلة التي جمعتهما معًا، بأنه يؤيد كل ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي ضد تنظيم الإخوان الإرهابي، وقال: «أوافق على كل ما قام به السيسي لاستئصال الإخوان، فقد رأيت أول ظهور لسرطان الإسلام السياسي، وكيف كان يريد القضاء على التحضر والمدنية في مصر، ولو كنا انتظرنا ٤ سنوات حتى الانتخابات المقبلة كنا سنصبح مثل من يعطي مريض السرطان أدوية تجريبية ويتركه ليموت في النهاية بدلًا من استئصال الورم».
وأوضح فهمي لفيسك أنه يجب أن تكون هناك إصلاحات تقضى بالسماح بصعود التيارات المدنية والحريات وحقوق الإنسان إصلاح النظام القضائي، وكل هذه أمور يجب أن تكون على رأس أولويات السيسى الآن.
وتساءل فيسك عن الفترة التي قضاها فهمى في السجن وأبرز ما شاهده ورآه وحقيقة المسجونين من الإخوان، وجاء رده أيضا مفاجئًا حين قال إن تنظيم الإخوان يصنع جيلًا جديدًا من الإرهابيين ويعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري جديدين ليخرجا للعالم.
وباهتمام بالغ تابع فيسك وصف فهمي لكل ما دار في السجن، وكيف أنه وجد نفسه محاطًا بأصحاب الأفكار الجهادية (الإرهابيين) حتى الشباب الصغير من تنظيم الإخوان اعتنق وتربى على مبادئ وأفكار القتل مبكرًا.
ويروى صحفي الجزيرة واقعة مهمة حدثت معه، بعد نشر أنباء الهجوم الإرهابي في فرنسا وقتل صحفيين في مجلة تشارلى إبدو، وجد كل الموجودين من الشباب في سجن طرة يهللون ويهتفون ويؤيدون القتل. ويوضح: «بعد إذاعة خبر القتل رأيت الجميع يهللون ويصيحون (نعم، نعم) كان يجب أن يقتلوا، إن بن لادن وظواهري المستقبل ظهرا في طرة».
ويتابع فيسك أن من الأشياء المهمة التي كان يريد معرفتها حقيقة سجن الصحفيين في مصر، وتكميم الأفواه والحملة التي تشنها الحكومة المصرية على حرية الرأى والتعبير، لكن فهمى كشف له حقيقة وكذب تلك الادعاءات التي تروجها الجزيرة وبعض وسائل الإعلام الغربية حول حقيقة ما يجري في مصر.
وفى البداية شرح له فهمى حقيقة الوضع، وقال: «الصحافة ليست نشاطًا سياسيًا يمارسه الصحفى»، أي أن الصحفى يجب أن يكون محايدًا ولا يستغل عمله من أجل ممارسة السياسة أو الانحياز لطرف، وللأسف لا يفهم القائمون على قناة الجزيرة هذا المعيار ولا يطبقونه».
وأوضح فهمى أن الجميع يردد في الخارج أن هناك ١٠٠ صحفي مسجون في مصر، وهذا الرقم ليس صحيحًا، فرد فيسك: «إذن ما هو الصحيح؟»، فقال فهمي: «لا يوجد في السجون سوى ٩ صحفيين فقط».
وتابع: «سجنت مع الآلاف من السجناء ورأيت المئات من أعضاء الإخوان وسألت وتحققت منهم أن ٩ فقط هم الصحفيون وأعضاء في نقابة الصحفيين، وهناك خمسة آخرون ليسوا أعضاء بالنقابة، لكنهم يعملون في صحف خاصة (وينتمون للإخوان)، وللأسف هناك العشرات من الشباب وطلبة الجامعة الذين وقعوا ضحية الجزيرة وصحف الإخوان، التي دفعتهم لتغطية الاحتجاجات والتظاهرات وتركتهم يقبض عليهم، وهم مجرد طلاب وادعت بعد ذلك أنهم صحفيون وهم في الحقيقة ليسوا صحفيين».
وأضاف صحفى الجزيرة أن القناة القطرية تمارس تلك اللعبة باستمرار، حيث تدفع لطلاب الجامعات الأموال وتمنحهم كاميرات وأجهزة تابلت حديثة وتدفعهم ليصوروا تلك التظاهرات في مواجهة قوات الأمن، وهم في الحقيقة أعضاء في التنظيم ويشاركون في التظاهرات لا يغطونها ويركزون على أخطاء الشرطة وما يقومون به، وعندما يقبض عليهم أو يقتلون تخرج الجزيرة لتدعى أنهم صحفيون، وهم في الواقع ليسوا كذلك على الإطلاق.
ويضيف فهمى: «الجزيرة قررت لعب دور المساعد على التغيير الديمقراطى بدلًا من دور الناقل المحايد للأنباء، وتجبر الشبكة كل الصحفيين على تحدى الحكومات ونشر تقارير ضدها بحسب ما تريد وحسب هواها، لكن في مصر كان الوضع مختلفًا وتجاوزت القناة الحد».
وفى النهاية طرح فهمى التساؤل المهم الذي جعل فيسك يفكر فيه -وفقًا لتعبير الكاتب البريطاني- «لماذا لا تحقق الجزيرة في عقر دارها قطر؟»، لا تذكر شيئًا عن اجتماعات المعارضة هناك، حيث لا توجد نقابات عمالية ولا أحزاب سياسية ولا حماية لأى شخص، وهناك مئات المعتقلين في قطر وشعراء وصحفيون ومعارضون في السجون لا يعرف عنهم أحد».
النسخة الورقية