على غرار الربيع العربي الذي هبت نسائمه من تونس بعدما قامت شرطية بالاعتداء
ضربا على مواطن يدعى محمد بوعزيزى في مدينة سيدى بوزيد فاشعل النار في جسده لتنطلق
ثورة حاشدة من مدينته في 17 ديسمبر 2010،وامتدت المظاهرات المندده بالظلم إلى إسقاط
نظام بن على ثم انتقل الأمر إلى ثورات عارمة في عدد كبير من البلدان العربية لتسقط
الأنظمة الدكتاتورية، تكرر نفس السيناريو في إيران رغم اختلاف الشخصيات ونوعية واقعة
الاعتداء حيث كانت محاولة اغتصاب الشابة الجميلة ذات الاصول الكردية فريناز خسروانى
البالغة من العمر 26 عاما من قبل ضابط المخابرات الايرانى التابعة للمرشد الأعلى للثورة
الإسلامية،والتي انتحرت بعد هذه المحاولة،كانت الشرارة التي اطلقت بركان الغضب في محافظة
مهرباد والتي ادت إلى قيام مظاهرات واسعة في المحافظة الكردية والتي قامت الشرطة الإيرانية
والحرس الثورى الايرانى بمحاولة اخمادها بقتل 70 مدنيا في حصاد يومها الأول بخلاف آلاف
المصابين والجرحي وكذلك اعتقال آلاف الشباب،إلا أن هذه الإجراءات القمعية لم تؤد الا
لمزيد من الغضب المتصاعد والذي بدأ يمتد في المحافظات المجاورة احتجاجا على السياسة
الإيرانية والحكومة الإيرانية متهمة اياها بانتهاك حقوق المواطنيين وانتزاع حريتهم.
ورفعت لافتات من قبل المتظاهرين، حاملين
رايات "الانتقام لفريناز" في إشارة إلى فتح تحقيق مع الضابط المتهم بتلك
الفعلة.
وقد نتج حتى الآن طبقا لما ذكرته قناة
العربية عن تلك التظاهرات نحو 70 شخصا ما بين قتيل وجريح وأيضا اعتقال المئات، بسبب
لجوء القوات الإيرانية في استخدام وسائل العنف مع المتظاهرين.
في نفس السياق، نفت الحكومة الإيرانية
محاولة أحد موظفيها اغتصاب الفتاة، وقالت إن صاحب محاولة الاغتصاب ليس موظفا تابعا
لها، وانما كان شخصا كرديا وتم القبض عليه، وإن من احتجوا كانوا مدفوعين من الخارج.
وقد دعا حزب:كوملة الكردستاني" إلى
توسيع التظاهرات بالرغم من العنف السائد من قبل القوات الإيرانية، لمواجهة العنف والتمييز
العنصري من قبل الحكومة الإيرانية تجاه الاكراد.
هروب محافظ مهرباد:
وفي سياق متصل، ترددت أنباء صباح اليوم
الأحد، بشأن هروب محافظ مهرباد التي تقع في شمال شرق إيران، على خلفية التظاهرات من
قبل الأكراد، بسبب انتحار فتاة حاولت الهرب من اغتصاب ضابط تخابر إيراني لها.
وبحسب فيديو تداوله نشطاء، ظهرت الشابة
الكردية وهى تلقى بنفسها من نافذة الفندق التي كانت تعمل به، والذي حرقه المتظاهرون
عقب وفاتها.
وتناقل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي
صورا وفيديوهات لاشتباكات بين جماهير كردية غاضبة تحمل الحجارة والعصي مع عناصر الأمن
الإيرانية، وشهدت مدينة مهاباد، إحراق آليات عسكرية وسيارات شرطة وهجوم بالأسلحة على
مقر للقوات الإيرانية في المدينة.
مسئول قضائي إيراني: الجريمة واضحة وستستكمل
معالمها بالتحقيق
قال المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام
حسين محسن أجائي، أن المتهم في قضية الفتاة فريناز خسرواني، جريمته واضحة، لكن درجة
الجريمة ستتضح عقب استكمال التحقيق.
وأضاف أجائي في تصريح للصحافة الإيرانية،
أن المتهم بمحاولة اغتصاب فريناز خسرواني، التي ألقت بنفسها من الطابق الرابع للفندق
الذي كانت تعمل فيه، قيد التوقيف، مشيرًا أنهم سيفصحون عن التفاصيل عقب الانتهاء من
التحقيق.
وكان نائب مدير الخدمات الاجتماعية في
المديرية العامة للأمن الإيراني، سعيد منتظر المهدي، قال إن المتهم الرئيسي في القضية
اعترف بجريمته خلال توقيفه.