تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
احدثت تصريحات المخرجة "ايناس الدغيدي" لقناة دويتشه فيله الألمانية حول مطالبتها بإباحة ممارسة العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج استياء ورفض علماء الدين وخبراء الاجتماع والعلاقات الأسرية نافين صحة مزاعم "الدغيدي" بأنها تصب في صالح الطرفين بعد الزواج مما يمنع الطلاق، مستنكرين أن تخرج تلك الدعوة من مسلم أو حتى من أتباع الديانات السماوية لأن الزنا محرم في الديانات الثلاث.
واستنكر د. "أحمد عبدالهادي" أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدعوة الصريحة إلى ممارسة الزنا والتي أعلنتها "الدغيدي" قائلا إن تلك الدعوة تهدف إلى إشاعة الفتنة في المجتمع وأن تعم الفاحشة وينحرف الشباب، موضحا أن الفطرة السليمة تأنف مثل هذا الفكر وتنكر أن يخرج من فم مسلم، وهذا وبال على الإسلام.
وأضاف "عبدالهادي" أن مثل هذه الدعوة الماجنة لا تستند إلى أي دين سماوي لأن الزنا محرم في الأديان الثلاثة، ومن ثم فهي دعوى صريحة للانحلال وهو ما يعرض بنية المجتمع المصري المحافظ للاتجاه نحو الهاوية، مبديا ثقته في الشباب المصري الواعي الذي سيصم أذنيه تجاه مثل تلك الدعوات الشاذة.
وطالب الأستاذ بالأزهر بضرورة اتخاذ خطوات رادعة واقرار عقوبات ضد من ينشر الفجور في المجتمع أو يدعو إلى البعد عن تعاليم الدين الإسلامي، محذرا من أنه لو ترك الأمر على حالته قد تستفحل الأمور وتنتشر الفواحش في السر مما يعجل بالبلايا والمصائب لقوله (ص) "لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا".
رفض د. "عبد الحمد ندا" الداعية الإسلامي والاستاذ السابق بجامعة الأزهر تصريحات الدغيدي قائلا أن الحلال بين والحرام بين وفيما دعت اليه ليس فيه ما يمكن أن نفكر فيه على أنه من المشتبهات، فممارسة الجنس خارج إطار الزواج مهما كان منطقه أو مبررة ليس له اسم غير الزنا، وعقوبة الزنا معروفة، وحتى أن كانت لا تطبق وربما هو ما يغري مثل أصحاب تلك الدعاوى المتهتكة، والتي تنشر الفسوق في المجتمع، فالمجتمع لابد أن يطبق عقوبة من نوع آخر أوضحها الرسول (ص) في حديثه عن تغيير المنكر.
وأضاف "ندا" أن تغيير المنكر الذي أمرت به "الدغيدي" يكون له ثلاث درجات اما باليد وهو من سلطة ولي الأمر ويجب لعقابها أن تقام دعوى قضائية ضدها لأنها تنشر الفسوق والفجور في المجتمع، والدرجة الثانية هي التغيير باللسان وهو الرد عليها وتوضيح بطلان ما تدعو اليه واستتابتها واسترجاعها إلى طريق الحق لأن الله سبحانه وتعالى في القرآن أقر بأن الأمة الإسلامية هي من خير الامم بقولة كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
وأشار الداعية الإسلامي إلى أن الدرجة الثالثة هي المقاطعة لها اجتماعيا بعدم الاحتكاك بها حتى وان اختلطت بالناس، ومقاطعة أعمالها وهي مرحلة التغيير بالقلب، كما يشير الحديث الشريف، منوها إلى قول الله تعالى "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " ومن ثم فهي من أتباع وجند الشيطان.
وردا على مبرر "الدغيدي" في تبرير دعوتها ممارسة الجنس بدون زواج وأنه يكشف عن امكانات الطرفين بعد الزواج ويقلل من حالات الطلاق، قالت د. ايمان البطران الخبيرة في العلاقات الأسرية أنه لا يوجد أي رابط بين الدعوة لممارسة الزنا وبين حالات الطلاق أو السعادة الزوجية أو نجاح الزواج، لأن حدوث الطلاق بسبب عدم القدرة الجنسية يحدث في حالات قليلة مقارنة بالأسباب الأخرى لحالات الطلاق التي تحدث بكثرة في مجتمعنا، ودعوة "الدغيدي" هدفها المتعة المحرمة وليس الحكم على نجاح الرفين بعد الزواج كما تدعي.
وأضافت "البطران" أن دعوة الدغيدي "مشبوهة وشهوانية" لا مبرر لها خاصة أن ممارسة الجنس قبل الزواج ليست مقياس أو مؤشرا على الرجولة أو القدرة على الإنجاب، وتساءلت ماذا لو مارس الشباب الجنس من باب التجريب ونتج عنه طفل؟ لهذا السبب حرم الله الزنا الذي تدعو إليه "المخرجة"، ناصحة بإجراء الكشف المبكر على الأزواج أو المقبلين على الزواج كحل للكشف عن قدرة الزوجين في النجاح في العلاقة الجنسية "اللي عاوز يطمن على نفسه يروح يكشف".