بعد مرور أكثر من 250 يومًا على أعمال الحفر بقناة السويس الجديدة،
منذ أن أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة،
إشارة البدء في أعمال الحفر أغسطس الماضي إلا أن هناك إصرارًا على تسليم المشروع قبل
الموعد المحدد.
وجاء إعلان اللواء كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمشروع حفر قناة السويس، أن انتهاء العمل بالمشروع في شهر أبريل الجاري، يعتبر إنجازًا جديدًا، لأن العمل كان مقررًا له أن ينتهي في 6 مايو المقبل أي أن العمل سينتهي قبل المخطط الخاص به بشهر كامل، وكانت القوات المسلحة أعلنت أن حلم إنشاء قناة السويس الجديدة باقٍ على افتتاحه 134 يومًا في نهاية شهر مارس الماضي، مؤكّدة أنه على مر الزمان كانت قناة السويس وستظل شاهدة على إرادة المصريين، ليثبتوا من خلالها للعالم أنهم قادرون على قهر الصِّعاب وصنع المعجزات.
ويأتي مشروع
التكريك في قناة السويس الجديدة ليحطم الأرقام القياسية لمعدلات التنفيذ
العالمية بمشاركة أسطول عملاق يضم 75% من قوة التكريك بالعالم.
من جانبه قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس إن فكرة حفر قناة سويس جديدة موازية للقناة الحالية جاءت
لتعظيم الاستفادة من القناة وتفريعاتها الحالية بهدف تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية
لتسيير السفن في الاتجاهين بدون توقف في مناطق انتظار داخل القناة ويقلل من زمن عبور
السفن المارة، ويزيد من قدرتها الاستيعابية لمرور السفن في ظل النمو المتوقع لحجم التجارة
العالمية في المستقبل وارتباطًا بمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس ويرفع درجة الثقة
في القناة كأفضل ممر ملاحي عالمي ويقلل من قيمة الفكر في قنوات بديلة تنافسية بالعالم
والمنطقة كما يرفع أيضا درجة الثقة في استعداد مصر لإنجاح مشروع التنمية بمنطقة قناة
السويس وينعكس كل ما سبق على زيادة الدخل القومى المصرى من العملة الصعبة ويصب في خزينة
الدولة مباشرة، وإتاحة أكبر عدد من فرص العمل للشباب المصري وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
وأضاف رئيس
هيئة قناة السويس أن العوائد المنتظرة من
قناة السويس الجديدة زيادة القدرة الاستيعابية للقناة لتكون 97 سفينة قياسية عام
2023 بدلا من 49 سفينة عام 2014.
وكذلك زيادة
فرص العمل لأبناء مدن القناة وسيناء والمحافظات
المجاورة مع خلق مجتمعات عمرانية جديدة، وتعظيم القدرات التنافسية للقناة وتميزها على
القنوات المماثلة ورفع درجة التصنيف العالمي للمجرى الملاحي نتيجة زيادة معدلات الأمان
الملاحي أثناء مرور السفن.
موضحًا أنه من ضمن فوائد المشروع تحقيق
أكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس وزيادتها بنسبة 50% من طول المجرى الملاحى
وتقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلًا من 18 ساعة لقافلة الشمال وكذلك تقليل زمن الانتظار
للسفن ليكون 3 ساعات في أسوء الظروف بدلا من 8 إلى 11 ساعة مما ينعكس على تقليل تكلفة
الرحلة البحرية لملاك السفن ويرفع من درجة تثمين قناة السويس.
والإسهام في زيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحى رئيسى عالمى
ويرفع من درجة تصنيفها وزيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن في القناة لمجابهة النمو
المتوقع لحجم التجارة العالمية في المستقبل.
خطوة هامة على الطريق لإنجاح مشروع محور
التنمية بمنطقة قناة السويس ودفع عجلة الاقتصاد القومي المصري لتحويل مصر إلى مركز
تجاري ولوجيستي عالمي.
وأكد مميش
أن هيئة قناة السويس والهيئة الهندسية للقوات المسلحة تسابقان الزمن للانتهاء من تكريك
القناة الجديدة قبل الموعد المحدد وافتتاح القناة في الموعد الذي حدده الرئيس عبد الفتاح
السيسي في 12 شهرًا فقط.
وقال الفريق
مهاب مميش إن قناة السويس الجديدة تشهد
أكبر عملية تكريك في العالم من حيث معدلات التنفيذ حيث تستطيع الدخول ضمن موسوعة جينيس
للأرقام القياسية لتحقيق معدل تكريك يومي يتخطى مليونًا ونصف المليون متر مكعب من الرمال
المشبعة بالمياه كما يضم مشروع حفر قناة السويس 755 من قوة التكريك بالعالم من أجيال
الكراكات العملاقة التي تستطيع الوصول لعمق 24 مترًا وأكثر حيث يبلغ الطول الفعلي للمشرع
72 كيلو مترًا بداية من منطقة البلاح في الكيلو 50 وحتى الكيلو 122 ترقيم قناة ويبلغ
طول منطقة البلاح 10 كيلو من منطقة الكيلو 50 وحتى الكيلو 60 ترقيم قناة، وتأتي التفريعة
الغربية للبحيرات المرة من الكيلو 95 وحتى الكيلو 122 ترقيم قناة بإجمالي اطوال 27
كيلو بينما يبلغ المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة 35 كيلو متر من الكيلو 60 وحتى
95 ترقيم قناة، وأضاف مميش أنه بعد مرور أكثر من 8 اشهر استطاعت كراكات التحالف الدولي
من تكريك 130 مليون متر مكعب من إجمالي المخطط العام في القناة الجديدة والذي يبلغ
240 مليون متر مكعب من خلال 36 كراكة تابعة للتحالف الدولي منهم 5 كراكات تابعين لهيئة
قناة السويس ومن المنتظر أن يصل أعداد الكراكات العاملة بالمشروع 41 كراكة في نهاية
مايو القادم
وأكد مميش
أنه يوجد في المشروع حتى الآن 37 كراكة يصل ثمنها الإجمالي إلى ما يزيد على 50 مليار
جنيه وذلك بخلاف الوحدات العائمة والقاطرات والأوناش الأرضية والأوناش البحرية المشاركة
في عملية التكريك، مضيفًا أنه تم إلى الآن سداد 800 مليون دولار إلى التحالفات العاملة
بالمشروع حيث يحصلون على مستحقاتهم بانتظام وذلك من عائد بيع شهادات قناة السويس التي
وصل مجموعها إلى أكثر من 60 مليار جنيه.