الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

"التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة".. ذراع إيران السياسية فى مصر

صلاح الدسوقي وحسام
صلاح الدسوقي وحسام عيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمال زهران وصلاح الدسوقى وحسام عيسى ومحمد السعيد إدريس أبرز رجاله.. وأمينه العام لبنانى تابع لـ«حزب الله»
يضم أعضاء بـ«الحرس الثورى».. وفى أولى زياراته إلى طهران اصطحب معه الجاسوس الإيرانى سيد حسينى
على متن طائرة مصرية كانت تقل ٤٥ شخصًا من السياسيين والإعلاميين و«شباب الثورة» متجهة إلى إيران، في صيف عام ٢٠١١، كان يجلس الدبلوماسى الإيرانى سيد حسينى، الذي كان قد صدر قرار من الحكومة المصرية بترحيله بعد تورطه في «أنشطة تجسس» داخل الأراضى المصرية.
بحسب ما نشره الزميل عبدالستار حتيتة، في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، فإن الأجهزة الأمنية رصدت نشاطًا عابرًا للحدود لـ«الحرس الثورى الإيرانى» يقوده «حسينى»، البالغ من العمر نحو ٥٧ عامًا، انطلاقًا من القاهرة، حيث تولى الإشراف على تجنيد «عملاء فاعلين» من مصر ودول مجاورة، إلى جانب متابعته لبعض الشئون الأمنية الخاصة بإيران في المنطقة، إلى أن كشفت الأجهزة الأمنية نشاطه، وتعاملت معه كـ«جاسوس في عباءة دبلوماسى»، وتم طرده في عام ٢٠١١.
تحرك الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، عضو الوفد المتجه إلى إيران، تجاه «حسينى» الذي كان قد دخل في حوارات جانبية مع أعضاء الوفد، وقبل رأسه، معتذرًا عن خروجه من مصر بـ«طريقة مهينة».
سألت علاء السعيد، مؤسس ائتلاف «الدفاع عن الصحب والآل»، وهو يمتلك قدرًا هائلًا من المعلومات حول النشاط الإيرانى في مصر، وعن علاقة بجهات أمنية مختصة برصد التحركات الإيرانية داخل الأراضى المصرية، حول مصدر المعلومة السابقة، فأكد أنه حصل عليها من أشخاص كانوا على متن الطائرة، إذ يشير إلى أن بعض أعضاء الوفد وإن كانوا مؤيدين لعودة العلاقات بين القاهرة وطهران فإنهم يرفضون أي نشاط إيرانى مضر بالأمن القومى المصرى في الوقت ذاته.
كلام «علاء» بالنسبة لى ليس مصدقًا بشكل كامل، لكنه أزاح الستار عن واقعة أخرى حدثت على متن الطائرة للتأكيد على صحة المعلومة.
يقول «علاء» إن مشادة كلامية وقعت بين الإعلامي وائل الإبراشى وجمال زهران عقب تقبيل رأس «حسينى»، فقد رأى «وائل» أن هذا التصرف لا يجوز، فمهما كان الأمر فإن الرجل متهم بالإضرار بالأمن القومى المصرى عبر «نشاط جاسوسى».
ضم الوفد شخصيات من الناصريين والقوميين أبرزهم: الدكتور جمال زهران، والدكتور حسام عيسى، والدكتور محمد السعيد إدريس، وهيثم عبدالنبى وهو من الشباب الذين درسوا في إيران، وحملت الزيارة شعار «عودة العلاقات المصرية الإيرانية»، واستغرقت نحو ٥ أيام.
التقى هؤلاء بشخصيات سياسية إيرانية في مقدمتهم على لاريجانى، رئيس مجلس الشورى، وعلى أكبر ولاياتى، المستشار السياسي للمرشد الأعلى على خامنئى، ومحسن آراكى، الأمين العام للمجمع العالمى للتقريب بين المذاهب، وهادى سليمان بور، مساعد وزير الخارجية لشئون البحوث والدراسات رئيس معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية، وحسين أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والإسلامية.
قصة هذا الوفد تمثل «الخيط الأول» لكشف الذراع السياسية لـ«اللوبى الإيرانى» داخل مصر، الذي زاد دوره بشكل كبير بعد ٢٥ يناير ٢٠١١، نتيجة الضعف الذي ارتهن الأجهزة الأمنية مما سمح لطهران أن توسع أنشطتها في القاهرة.
خلال يومى ٢٤ و٢٥ يوليو لعام ٢٠١٢، كان مؤتمرًا صحفيًا ينعقد في نقابة الصحفيين بالقاهرة، لإعلان تدشين ما أطلق عليه «التجمع العربى الإسلامى لدعم خيار المقاومة»، تحت شعار «خيار المقاومة والثورات العربية»، بحضور شخصيات أغلبها شيعية من لبنان، وسوريا، والبحرين، والمغرب، وإيران.
من مصر حضر كل من: جمال زهران، وحسام عيسى، وصلاح الدين الدسوقى، ومحمد السعيد إدريس، وأبوالعلا ماضى، وعلاء أبو زيد، وفاروق العشرى، ومحمد الشافعى، وهشام عبدالرؤوف.
القراءة الأولىة لأسماء بعض من شاركوا في الوفد الشعبى الذي ذهب إلى إيران تحت ستار «الدبلوماسية الشعبية» والمشاركين في تأسيس «التجمع العربى لدعم خيار المقاومة» تكشف تطابقًا تامًا، فمن ذهبوا إلى طهران هم أنفسهم من أسسوا هذا الكيان في القاهرة بالتعاون من رجال معروفين بولائهم التام للجمهورية الإسلامية.
تأسس التجمع في سوريا، ثم في لبنان، وبعدها بمصر، وتولى أمره بشكل رئيسى اللبنانى يحيى غدار، وهو من رجال «حزب الله» البارزين، بصفته رئيس الهيئة التأسيسية للتجمع وأمينه العام.
المعلومات المتوفرة عن يحيى غدار جمعتها من لقاءات مع بعض المهتمين بالنشاط الإيرانى في مصر تكشف أنه يلعب دور «ضابط الاتصال» بين التجمع و«حزب الله» ومن ورائه إيران، ومعروف بمواقفه المناوئة للمملكة العربية السعودية.
من بين أبرز المشاهد في مؤتمر تدشين «التجمع» بالقاهرة أن يلقى حسن عزالدين، عضو المكتب السياسي لـ«حزب الله»، الكلمة الافتتاحية نيابة عن حسن نصرالله، الأمين العام للحزب، وكذلك حضور محمد صادق الحسينى، المستشار الرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى، والمقرب بشدة من «الحرس الثورى الإيرانى»، وتوليه منصب الأمين العام المساعد للتجمع.
وقد لمع اسمه محمد صادق الحسينى على الساحة الإعلامية مؤخرًا مع انطلاق «عاصفة الحزم»، إذ خرج في أكثر من وسيلة إعلامية للتعبير عن وجهة النظر الإيرانية تجاه الحملة العسكرية على «الحوثيين» في اليمن، واصفًا زعيم المتمردين عبدالملك الحوثى بـ«سيد الجزيرة العربية».
في مقابلة مع الكاتب الصحفى نبيل شرف الدين، وقد كتب سلسلة مقالات في صحيفة «الوطن» السعودية، حملت عنوان: «رجال إيران في مصر»، ذكر أن ما يسمى «التجمع العربى الإسلامى لدعم خيار المقاومة» تأسس في القاهرة كـ«نواة لكيان يرتبط بإيران عبر بوابتى النظام السورى وحزب الله».
ويشير «نبيل» إلى أن أعضاء التجمع المصريين أعلنوا أن تحالفهم يعمل للتصدى لتركيا، مستغلين علاقاتها القلقة بمصر بعد «٣٠ يونيو»، لكن الحقيقة أنهم يسعون إلى الإساءة للتحالف «المصرى السعودى الخليجى»، لصالح إيران باعتبارها الممول الرئيسى لهم.
طوال الفترة التي أعقبت تأسيس «التجمع العربى لدعم خيار المقاومة» تزايدت الزيارات إلى إيران تحت ستار «الدبلوماسية الشعبية»، وأخرى إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد، فضلًا عن لقاءات مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وجميعها معلنة بالمناسبة، ويرى علاء السعيد، أن كل هذه التصرفات تؤكد أن الكيان ليس إلا «ذراعًا إيرانية» في مصر.
من النسخة الورقية