72% من سمك "البلطي" في الأسواق المصرية ملوث وفاسد، إحصائية مفزعة تثير القلق لدى جموع المصريين الذين يعشقون السمك البلطي الذي يعتبرونه الارخص نسبيا، فتلك الأسماك التي يتم تربيتها في المزارع السمكية قد تؤدي إلى وفاة الشخص لكونها تغذت وكبرت على الحيوانات النافقة كطعام كونه أوفر وأرخص بالنسبة لأصحاب المزارع، إضافة إلى أنه لا يوجد قانون يحد من تلك الظاهرة أو يجرم مرتكبيها.
وفي هذا الإطار يقول "سامي عبد النعيم" أحد أصحاب المزارع السمكية: توجد بعض الأمور والقرارات التي تحتاج إلى تصحيح مسار فتوجد قرارات في الدولة تقضي بمنع استخدام مياه الترع في المزارع السمكية وجعلها فقط في مياه الصرف الصحي بحجة نقص الموارد المائية، ولأن مزارع الأسماك تستهلك الكثير من المياه في الأحواض، وقد طالبنا كثيرا بتعديل القانون ولكن بلا جدوى، وحتى وأن تم تغيير القانون الحالي فإن الوضع لن يتغير وذلك لأن 96% من المزارع السمكية مصدر تغذيتها يكون من بحيرات أو مصارف ولكي يتم تغيرها ستحتاج إلى مصاريف عالية التكلفة لإعاده توصيل مياه نقية ونظيفة اليها، وأضاف أن البعض يحمل اصحاب المزارع المسئولية وكأنهم رفضوا استخدام المياه النظيفة وفضلوا استخدام المياه الملوثة وهذا غير صحيح فالمزارعون يعانون كثيرا من ذلك لأنه يؤدي إلى تلوث البحيرات والاسماك وينتج عن ذلك توقف التصدير لأن تلوث المياه يضعف مناعة الأسماك ويزيد نسبة المعادن الثقيلة والطفيليات بها الأمر الذي أدى إلى رفض الاتحاد الأوروبي استيراد الأسماك المصرية أو أن يكون لدينا أسواق مفتوحه لعمل توازن بين العرض والطلب وخصوصا أن المعروض من الأسماك في بعض الشهور يزيد عن حاجة السوق المحلي ويؤدي إلى انخفاض الأسعار وخسارة المنتج التي تعود على أصحاب المزارع بالطبع.
ويشير "طارق فهمي" رئيس شعبة الأسماك بالاتحاد العام للغرف التجارية إلى أن بعض المزارع السمكية لا تكون معرضه للرقابة الدائمة عليها ومتابعتها وفي حالة عدم تنقية المياه بها ومعالجتها فإنها تمثل خطورة كبيرة، خصوصا وأن بعض التجار يلجئون إلى إلقاء الدواجن النافقة أو مخلفاتها في الأحواض لتغذية الأسماك كبديل للأعلاف فتنتقل الميكروبات والمعادن الثقيلة إلى الأسماك ومنها إلى الإنسان عند تناولها بخلاف اختلاطها بمياه الصرف الصحي كما هو معروف للجميع، ومن يقوم بتلك التصرفات فهو شخص منعدم الضمير وفي حالة اكتشاف ذلك يتم غلق تلك المزارع.
فيما أضاف الدكتور "أحمد سعيد محمد" رئيس قسم الإنتاج الحيواني والأسماك بكلية الزراعة قائلًا: تعد أسماك البلطي من الأغذية المهمة للإنسان ولا تقل قيمتها الغذائية عن الأسماك البحرية وهناك بعض الأشخاص يعتبرونها وجبة رئيسية وهامة جدا، إضافة إلى كونها صحية وتمد الجسم بالبروتين اللازم دون ضرر كبعض اللحوم التي كثرتها قد تصيب بسرطانات وسمكة البلطي وهى من أكثر الأسماك الشعبية سريعة النمو وتربي في المياه العذبة وفى السدود قديما، أما الآن فالأسماك مليئة بالأمراض التي تصيبها بفعل المياه الملوثة أو بعض الأعلاف غير الصحية فيرجع السبب لإقامة المزارع السمكية في مياه الصرف الصحي والتي تتسبب بإصابة المواطن بالفشل الكلوي والأمراض السرطانية، إضافة إلى أن استخدام الأعلاف داخل المزارع السمكية يكون وفقا لقواعد تشتمل إلى نسبة البروتين والزيوت بها ولكن بعض أصحاب المزارع لا يتبعون هذه القواعد مما يؤثر سلبا على صحة المواطن ومن تلك الطرق استخدام مواد غذائية ضارة مثل أمعاء الدواجن والريش وغيرها من بقايا مزارع الدواجن وهذا يحدث في المزارع الغير مرخصة، ونناشد وزارة الري بتغيير القانون الذي ينظم عملية إنشاء المزارع السمكية بما يلائم مع إمكانية أقامته على مياه النيل العذبة بدلا من الصرف الصحي ثم إعاده استخدامها بعد ذلك بالزراعة لأنها ستكون سماد للأرض.