عبدالناصر مصر بلا إخوان
بعد ثلاثة أشهر على الثورة، رفض عبد الناصر طلبات للإخوان حول ضرورة إخضاع قرارات الثورة لمشورتهم كما رفض طلبات أخرى تتعلق بالحجاب، ومنع المرأة من العمل وإغلاق المسارح وصالات السينما وهدم التماثيل والتشديد على صالات الأفراح وقتها "قال عبد الناصر للإخوان "لن أسمح لكم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في مجاهل إفريقيا". وقع الصدام.. راح الإخوان يعملون ضد عبد الناصر واتجه الزعيم الراحل إلى ملاحقتهم وصل الأمر بهم إلى حد الرغبة بالاستيلاء على السلطة، و قال المرشد العام لجماعة الإخوان لوكالة أنباء اجنبية "أعتقد أن العالم الغربى سيربح كثيرًا إذا وصل الإخوان المسلمون إلى حكم مصر".
حاولت الجماعة اغتيال الرئيس عبدالناصر في أكثر من مرة لعل أشهرها حادثة المنشية والتي تسببت في حل الجماعة والقبض على قياداتها، فالرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذي ادرك من البداية أن الجماعة طامعة وإرهابية ولا يمكن أن يكون لها أمان فحاول كثيرا معهم إلا أنهم حاولوا في النهاية اغتياله أكثر من مرة فلم يكن من الزعيم إلا أن يفتح أبواب السجون والاعتقال ضد جماعة فضلت التعامل والتعاون مع جهات خارجية ضد مصر في وقت تبحث فيه البلاد عن الاستقلال، وهو ما دفع عبدالناصر إلى اعتقال قيادات الجماعة وعلى رأسهم سيد قطب وعبدالقادر عودة وغيرهم وحكم بالاعدام على الكثير من اعضائها كما صدر حكم في 13 يناير عام 1954 بحل جماعة الإخوان وحظر نشاطها كما تم حل نقابة المحامين ونقابة الصحفيين حتى لا يتمكن الإخوان من الدخول فيها كستار لهم.
إلا أن محاولات الإخوان استمرت للترويج للعنف والقتل وبقى التنظيم الخاص رغم إعلان الجماعة انها قمات بحلة أكثر من مرة إلا أن سيد قطب ومن يحيط به من رجال بقى بأفكارهم حتى تم القبض عليهم في 1965 في قضية التنظيم الخاص وكان من ضمنهم المرشد الحالى محمد بديع واتهموا بعدد من القضايا وحكم على قطب بالإعدام وقتها.
ورغم كل ذلك فإن أغلب الجماعات الجهادية خرجت من عباءة الإخوان ومنهم صاحب أو تنظيم جهادى صالح سرية الذي جند الشباب من داخل منزل زينب الغزالى، وحاول إغتيال السادات في قضية الفنية العسكرية.
السادات يعيد الإخوان والجماعة الإسلامية تقتلة
نصيحة للسادات كان مفادها ضرورة الاستعانة بالإخوان ومجموعات الشباب المتدينين في الجماعات المصرية من أجل مواجهة النظام الاشتراكي اليساري الذى لا يزال يعيش في حلم ناصر ويهاجم السادات بشتى الطرق وفى كل الأماكن لذا كان عليه مواجهتهم بتصعيد الإسلام السياسي فاتفق مع عمر التلمسانى على منحهم مساحة لإعادة الجماعة من جديد وأفسح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة السياسية كما كان الآمر للجماعة التي بدأت بشكل تربوى دعوى في الجماعات المصرية ومن رموزها ناجح إبراهيم وعبدالمنعم أبو الفتوح وابوالعلا ماضى وحلمى الجزار وغيرهم فبدأ التلمساني الاعتماد على الشباب واستقطابهم ففضلت مجموعة عبدالمنعم أبوالفتوح الانضمام إلى الإخوان بينما فضل باقى الجماعة كرم زهدى وناجح إبراهيم واسامة حافظ وغيرهم التغيير بالعنف فتعلموا على يد محمد عبدالسلام فرج والذي كان صاحب فتوى "قتل الرئيس السادات ".
لم تكن الإخوان والجماعة الإسلامية فقط هم البارزون من الجماعات الإسلامية بل أيضا تنظيم الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية الذي حاول اغتيال الرئيس السادات أثناء اجتماع للقيادات العسكرية معه بالكلية الفنية العسكرية فهجموه وحولوا اقتحام الكلية لكنهم فشلوا بعدما تصدى الأمن لهم وقبض على باقى أعضاء التنظيم.
وهناك أيضا جماعة التكفير والهجرة التي تزعمها شكرى مصطفى وتمكنت من اغتيال الشيخ الذهبى وزير الأوقاف تم إدانة الجماعة باغتيال الذهبي وزير الأوقاف آنذاك عام 1978م في محاكمة عسكرية وانتهت بحكم الإعدام شنقًا لخمسة من المتهمين وكان منهم شكري مصطفى بعد أن كان الذهبي قد انتقد في إحدى المناسبات فكر جماعة شكري مصطفى بسبب إحساسه بخطورة هذا الفكر وعظم مخالفته للعقيدة الإسلامية.
السادات ربى الوحش فكانت النتيجة مأساوية حيث ارتكبت الجماعة الإسلامية والجهاد العديد من العمليات وقبض على أعداد منهم وكثرة التنظيمات الجهادية مثل "الإخوان، الجماعة الإسلامية "الجهاد، التكفير والهجرة " إلا أن عام 1981 كان الحاسم حيث اغتالت هذه الجماعات الرئيس السادات في العرض العسكري ثم حدثت مواجهات عنف كبيرة واضطرت الدولة للجوء للمحاكمات العسكرية في عهد الرئيس مبارك.
مبارك "الإخوان" تتمدد.. والجماعات الإسلامية تعتقل
السيسى "لا إخوان ولا عداء مع الإسلاميين"
الرئيس
السيسى كان واضحا حين قال لن اسمح بظهور جماعات تفرق بين الوطن الواحد ولن اسمح
بعودة الإخوان ورغم ذلك فهو لم يعاد الجماعات الإسلامية فالنور لا يزال يشارك في
الحياة السياسية والوطن والوسط والبناء والتنمية رغم تورطهم في العنف مع الإخوان
إلا أنه لم يعاقبهم ويحل أحزابهم لكنه في نفس الوقت قرر أن من يرتكب العنف فسيكون
مصيره الحل والسجن لأن الوطن لن يسمح لهم بأى أعمال تخريب أو اعتداء على الدولة.
لكن
الإخوان حاولوا بشتى الطرق من خلال إرهابهم وتمويل تنظيمات إرهابية وحركات عنف
أخرى من أنصار بيت المقدس مرورا بأجناد مصر وحتى حركات عنف لم تكن بقوة هذه
التنظيمات، جميعهم عمل على تدمير مصر وتخريبها والتحريض عليها في الخارج إلا أن
السيسى لا يزال يخوض معركته بحكمة وقدرة على إدارة الأزمة في ظل إرهاب التنظيمات
الإسلامية مع فتح الباب للمشاركة لمن يتبع الخط السلمى للدولة والقانون.