ليس كل ما هو تاريخ مكتوب في الكتب.. وواجهات القصور مهما كانت فخيمة ومهيبة. لا يمكن أن تنطق بما يدور في دهاليزها من حكايات وأسرار. ومهما كتب المؤرخون عن تاريخ مصر. سوف يبقى الكثير لنسمعه. ونتأمله. ونخرج منه بما نريد من دروس وعبرة وعظة ! وإذا كان الكثير من المصريين يعرفون أسماء وتواريخ حكامهم. فان أغلب الناس لا يعرفون شيئا عن "التاريخ السري لزوجات حكام مصر". وهو "سرى" لأن أغلب هؤلاء الحكام أحكموا إغلاق أبواب قصورهم على حريمهم. وأسدلوا الستائر الكثيفة على نوافذ "الحرملك" في كل عصر تقريبا. لكن التاريخ لا يعترف بالأبواب الموصدة.. ولا الستائر المسدلة.
ولقد عاش المصريون نحو 147 سنة - هي فترة حكم أسرة محمد على - وهم لا يعرفون الكثير عن زوجات هؤلاء الحكام. رغم أن مصر شهدت خلال هذه الفترة أكثر من نظام للحكم ما بين الولاية إلى الخديوية إلى السلطنة إلى المملكة.
والمثير في هذا التاريخ السري أن بعض هؤلاء الحكام لم يكتف بالزواج الحلال على سنة الله ورسوله. وانما أضاف إلى حرملك قصره الجواري الرقيقات. وقد اخترعوا لهذه اسما مهذبًا.. هو المستولدات.. أي اللائى يلدن للحاكم.
الغريب أن رأس هذه الأسرة وهو محمد على باشا الكبير لم يتزوج سوى امرأتين. الأولى كانت أمينة هانم بنت على باشا الشهير بمصرلى وكان من أهالي قرية نصرتلى التابعة لدراما. يروى عنها أنها سافرت عام 1808 إلى الحجاز لتؤدى فريضة الحج وتزور الروضة النبوية المطهرة. فنزلت في جدة ومنها سارت إلى مكة المكرمة في موكب يتكون من 500 جمل تحمل خدمها وحشمها ومتاعها. فأطلق عليها أهل الحجاز لقب "ملكة النيل".
وهناك حكاية طريفة أخرى تروى عن أمينة هانم وهى أنه عندما اعتزم ابنها إبراهيم باشا السفر ليحارب الوهابيين ذهب إليها ليودعها. فعانقته ووضعت بيدها في عنقه عقدا من الجواهر الثمينة.
وقالت له: لا تنزع هذا العقد من عنقك لا في الليل ولا في النهار. حتى تصل إلى الحجاز وتضعه بيدك على ضريح رسول الله..
وقد أنجبت أمينة هانم لمحمد على باشا الكبير ثلاثة أولاد وبنتين. الأولاد هم الأمير إبراهيم باشا الذي اصبح واليا على مصر وقد توفى سنة 1848 ودفن في المدفن الكبير بالإمام الشافعي. والثاني الأمير أحمد طوسون باشا والثالث الأمير إسماعيل كامل باشا ثم الأميرة توحيدة هانم وقد تزوجت "محرم بك" - الذي يحمل اسمه الحي الشهير في الإسكندرية - وكان محمد على باشا قد عينه حاكما للجيزة ثم محافظا للإسكندرية ثم أميرالاى للأسطول المصري. والابنة الثانية كانت الأميرة نازلي هانم وقد تزوجت من محمد بك الدفتردار.
وقد توفيت أمينة هانم زوجة محمد على باشا الكبير عام 1824 ودفنت في الإمام الشافعي.
أما زوجته الثانية فقد كانت " ماء دوران هانم" ولها اسم آخر هو قمش قادين. لكنها كانت عاقرا ولم يرزق محمد على باشا منها أولادا.
أما جواري الباشا الكبير أو "مستولداته".. فحدث ولا حرج!
والسجلات الرسمية تضم فقط أسماء 11 مستولدة للباشا. لكن المؤكد أنه كان لديه الكثيرات.. لم تصل إليهن السجلات الرسمية..
وتضم قائمة مستولدات أو جواري محمد على باشا الكبير أولا "أم نعمان بك" التي أنجبت له الأمير نعمان بك ثم " عين الحياة قادين" التي أنجبت له محمد سعيد باشا والذي أصبح واليا على مصر. ثم "ممتاز قادين" التي أنجبت له الأمير حسين بك. أما الرابعة فكانت "ماهوش قادين" التي أنجبت له الأمير على صديق بك. والخامسة "نام شاز قادين" التي أنجبت الأمير محمد عبد الحليم باشا والسادسة "زيبة خديجة قادين" التي أنجبت الأمير محمد على باشا الصغير والسابعة "شمس صفا قادين" التي أنجبت للباشا الكبير الأميرة فاطمة هانم والأميرة رقية هانم..
أما المرأة الثامنة التي ولدت للباشا الكبير فكانت "شمع نور قادين" وقد أنجبت الأميرة زينب هانم التي تزوجت في الأستانة من يوسف كامل باشا "الصدر الأعظم" وكان لها وقف كبير يزيد على 10 آلاف فدان وفندق شبرد القديم وما حوله. أما المستولدة التاسعة للباشا الكبير فكانت "نايلة قادين" التي لم يرزق منها أولادا والعاشرة كانت "جلفدان قادين" وأيضا لم يرزق منها أولادا ثم "قمر قادين" والتي لم تنجب له أيضا..
وإذا كانت السجلات الرسمية لم تذكر أسماء النساء الأخريات اللائى انجبن لمحمد على باشا الكبير. فان هذه السجلات حفظت أسماء أولاد لم يعرف أحد أمهاتهم مثل الأمير جعفر بك وأميرين باسم اسكندر بك وأميرين باسم حليم بك وأميرين باسم عبد الحليم بك الأمير محمود بك الأمير محمود بك. وأميرتين باسم رقية هانم والأميرة سلمى هانم والأميرة عائشة هانم والأميرة زليخة هانم ثلاث أميرات باسم زينب هانم.
هذا يكون والى مصر الشهير محمد على باشا الكبير قد تزوج مرتين.. وكانت له 11 مستولدة معروفة ونساء أخريات مجهولات. وكان عدد أولاده 30 ولدا منهم 17 ذكرا و13 بنتا.
إبراهيم باشا
ولأن.. من شابه أباه فما ظلم فقد سار إبراهيم باشا على نفس درب والده الباشا الكبير. وكان له ست من الزوجات و"المستولدات". أولاهن "خديجة برنجى قادين" التي أنجبت له الأمير محمد بك. و"شيوه كار قادين" التي رزق منها الأمير أحمد رفعت باشا والذي توفى في حادث سقوط قطار السكة الحديد بكفر الزيات. الثالثة "خوشيار قادين" وهى أم الخديو إسماعيل. أما الرابعة فكانت "ألفت قادين" التي أنجبت الأمير مصطفى بهجت فاضل ثم "كلزار قادين" ولم تنجب لإبراهيم باشا و"سارة قادين" والتي لم يرزق منها أولادا.
أما زوجات و"مستولدات" عباس الأول والى مصر فقد كن خمسا. وهن "ماهواش قادين" التي أنجبت له الأمير إبراهيم إلهامي باشا ثم "شازدل قادين الجركسية" التي أنجبت له الأمير مصطفى والأميرة حواء. والثالثة كانت "هواية قادين" التي رزق منها الأمير محمد صديق والأميرة عائشة صديقة. والرابعة كانت "همدم قادين" والخامسة "برلانتة هانم".
لكن الغريب أن سعيد باشا لم يكن له من الزوجات المستولدات سوى.. اثنتين !
الأولى "أنجى هانم" التي كان لها وقف كبير في دمنهور أوقفته للصرف على عتقائها وخدمها. والثانية "ملك برهانم" التي أنجبت له الأمير محمد طوسون باشا والأمير محمود.
أما الخديو إسماعيل فلابد أنه عاش كهارون الرشيد.
فقد كان له 14 من الزوجات والمستولدات هن: "فريـال هانم" التي أنجبت له الملك فؤاد ثم "شفيق نور هانم" أم الخديو توفيق و"نور فلك هانم" التي أنجبت الأمير حسن باشا والخامسة "جنايار هانم" وأنجبت الأمير إبراهيم حلمي والأميرة زينب هانم والسادسة "جهان شاه قادين" وقد رزق منها الأمير محمود مهدى. السابعة "شهرت فزا هانم" وانجب له أميرة اسمها توحيدة أو تفيدة والأميرة فاطمة. والثامنة "مثل جهان قادين" التي أنجبت الأميرة جميلة فاضلة والتاسعة "نشئة دل قادين" التي رزق منها الأميرة أمينة والأميرة نعمت. أما العاشرة فكانت "بزم عالم " الحادية عشرة كانت "جشم آفت هانم" والثانية عشرة كانت "حور جنان قادين" التي أنجبت للخديو إسماعيل الأميرة أمينة الثالثة عشرة كانت "فلك ناز قادين" التي رزق منها الأمير رشيد بك أما الرابعة عشرة فكانت "جمال نور قادين" التي رزق منها الأمير على جمال باشا.
أما الخديو توفيق فلم يكن له سوى زوجة واحدة هي الأميرة نجيبة إلهامي كريمة إبراهيم إلهامي باشا ابن عباس الأول.. وهى التي أنجبت له الخديو عباس حلمي الثاني والأمير محمد علي باشا وتوفيق والأميرة نازلي هانم والأميرة خديجة هانم ثم الأميرة نعمة الله التي تزوجت من الأمير محمد جميل طوسون. بعد طلاقهما بعام واحد تزوجها الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين.
ولم يكن للخديو عباس حلمي الثاني سوى زوجتين الأولى "إقبال هانم" التي أنجبت له ستة أولاد هم الأمير محمد عبد المنعم والأمير محمد عبد القادر والأميرة أمنية والأميرة عطية الله والأميرة فتحية والأميرة لطيفة شوكت.
وكانت زوجته الثانية هي "جاويدان هانم" وكانت كونتيسة مجرية تدعى الكونتيسة ماى توروك. قد أشهرت إسلامها وسميت باسم "جاويدان هانم" وحضر حفل الزواج أحمد شوقي أمير الشعراء.. لكن الخديو عباس حلمي الثاني طلقها بعد 3 سنوات فقط أمام فضيلة الشيخ حسن البنا رئيس محكمة إسكندرية الشرعية.
ننتقل إلى السلطان حسين.. الذي تزوج اثنتين الأولى هي الأميرة "عين الحياة أحمد" كريمة الأمير أحمد رفعت باشا. وقد تزوجها السلطان حسين عام 1873 وطلقها بعد حياة زوجية استمرت 12 سنة أنجبت له خلالها الأمير كمال الدين والأميرة كاظمة والأميرة كاملة والأمير أحمد كاظم وكلهم تبدأ أسماؤهم بحرف الكاف. ثم تزوج السلطان حسين من السلطانة "ملك جشم آفت" التي أنجبت له الأميرة قدرية والأميرة سميحة والأميرة بديعة..
أما الملك فؤاد فقد تزوج مرتين أيضًا الأولى كانت الأميرة "شويكار هانم" التي طلقها بعد أن أطلق شقيقها الأمير أحمد سيف الدين الرصاص عليه من مسدسه في الكلوب الخديوي "نادي محمد على أو النادي الدبلوماسي الآن" وقد أنجبت له شويكار الأمير إسماعيل والأميرة فوقية. أما زوجة الملك فؤاد الثانية فكانت الملكة نازلي وأمها توفيقة هانم وجدتها نازلي هانم كريمة سليما باشا الفرنساوى. وقد أنجبت له الملك فاروق والأميرة فوزية الأميرة فايزة والأميرة فائقة والأميرة فتحية..