«الشاطر» وقيادات «إخوانية» يشكلون «مكتب إرشاد جديدًا» من سجن «العقرب» المكتب يتكون من «قيادات وسطى» ويعقد اجتماعات في المحافظات منذ شهرين
«الإرهابية» شكلت 11 خلية لاستهداف الجيش والشرطة.. والأمن يرد بضبط 100 عنصر من القيادات الوسطى.. وتمويلات من التنظيم الدولى للإخوان إلى الجهات الداخلية
جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة عشوائية إنما «منظمة للغاية».. كانت الحجة التي خدعوا بها الشعب المصرى - بعض الوقت - أنهم أكثر القوى الموجودة على الساحة في مصر تنظيمًا سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، لذلك فهم الأقدر على تولى السلطة.
الجماعة تحافظ جيدًا على كيانها حتى في فترات الملاحقة والمطاردة من الأنظمة الحاكمة، ولو سجنت جميع قياداتها، فإن البديل يكون دائمًا جاهزًا ومستعدًا لمواصلة الطريق وقيادة المرحلة.
مرشد الجماعة وهو الرأس ويليه القيادات العليا، وهى الأشهر والأبرز مثل خيرت الشاطر ومحمد البلتاجى ومحمود عزت، ثم القيادات الوسطى وأخيرًا الشبابية.
يقول مصدر أمنى إن ما يحدث منذ عزل مرسي عقب ثورة ٣٠ يونيو يكشف مدى حرص جماعة الإخوان على الحفاظ على كيانها التنظيمي، وهو أمر معروف جيدًا لمن يتابعون الإخوان ويعملون في «الأمن السياسي».
ما يحدث الآن من محاولات الحفاظ على بقاء وتواجد الجماعة، حدث قبل ذلك كثيرًا على مدى العقود الماضية، منذ أن أنشأ حسن البنا الجماعة.
بعد ٣٠ يونيو تم القبض على غالبية قيادات الجماعة، وهرب البعض الآخر إلى الخارج، وتمركزوا في قطر وتركيا وبريطانيا وأمريكا، واستمرت القيادات المقبوض عليها في تحريك أمور الجماعة وأوضاعها وتحركاتها وهى داخل السجن، وتمت السيطرة على هذا الأمر، ولكن ليست سيطرة كاملة لوجود بعض «الثغرات».
جماعة الإخوان دائمًا تحضر الصف الثانى للصعود في الوقت المناسب، وهو ما يحدث حاليًا، فقد كشفت الأجهزة الأمنية أن جيلًا جديدًا صعد إلى السطح، ويتولى القيادة منذ شهرين تقريبًا.
هؤلاء ما يطلق عليهم القيادات الوسطى، وهم من يديرون أمور الجماعة حاليًا، وهم على اتصال مع «القيادات الهاربة» وعلى رأسهم محمود عزت وقيادات التنظيم الدولى للإخوان.
كما أنهم يشكلون الآن «حلقة الوصل» بين الداخل والخارج، أي بين القيادات والعناصر الإخوانية في مصر، وكذلك القيادات داخل السجون والإخوان خارج مصر ومصادر التمويل.
تحركات هؤلاء تجعل السيطرة عليهم حتمية قبل أن يتمكنوا أكثر مما يقومون به، ومن مكانتهم داخل الجماعة سواء في مصر أو الخارج وللحد من خطورتهم، وهو ما انتبه إليه الأمن في مصر بعد اكتشاف هذا الأمر، وبدأت الأجهزة الأمنية في ملاحقتهم واصطيادهم من كل محافظات مصر.
يقول المصدر الأمنى إن القيادات الوسطى في الجماعة، ليست أقل خطورة من القيادات العليا، وليس معنى «الوسطي» أنهم من متوسطى الأعمار، وإنما من الممكن أن تكون قيادة وسطى لعنصر يبلغ من العمر ٦٠ عامًا، لأن المسألة داخل الجماعة ليست مرتبطة بالسن أو العمر، بل مرتبطة بالأهمية وبالدور الذي يقوم به العضو.
هذه العناصر لها أهمية كبرى داخل الجماعة، لأنها تكلف بمهام عديدة ومنها المسئولية عن متابعة الأسر داخل التنظيم، وتدريب العناصر الشبابية وتقسيمهم كل حسب قدراته، وتتابع احتياجات الأعضاء في المحافظات والموافقة أو رفض انضمام العناصر الجديدة، وهم أيضًا حلقة الوصل بين الأعضاء والشباب وبين القيادات.
ويقول مسئول سابق بجهاز الأمن الوطنى إن القيادات الوسطى تعد أهم حلقة في دائرة تنظيم الإخوان، لأن الكبار وهم أعضاء مكتب الإرشاد مشغولون طول الوقت برسم السياسات العامة للجماعة، وتحقيق أهدافها التي هي طبعًا أهداف سياسية فقط، وليس لها علاقة بالدعوة والدين، كما أن القيادات لا تتقابل مع إلا نادرًا، وكلما دعت الحاجة لهذا الاستثناء، كما أنهم كثيرًا غير متواجدين في مصر بصفة دائمة ويسافرون للخارج كثيرًا، كما أن لكل منهم أعماله والبيزنس الخاص به، وليس لديهم متسع من الوقت للتفرغ لمشكلات أعضاء الجماعة، وهو الدور الذي تقوم به القيادات الوسطى، وفى نفس الوقت ينقلون كل شيء للكبار عن طريق تقارير تشبه التقارير الأمنية، ولذلك فإن مسئوليتهم كبيرة ودورهم مهم وهم الآن يحافظون على وحدة الجماعة والسيطرة على حالة التخبط التي تصيب الشباب، ودورهم الآن أصبح أساسيًا، لأنهم أصبحوا يقومون بمهام القيادات الوسطى، وأيضا القيادات العليا في وقت واحد، وهم الآن يحرضون ويخططون ويجمعون شمل الجماعة، وينظمون العمل من جديد في صفوف التنظيم.
ويؤكد المسئول الأمنى أن هؤلاء خلال الشهور القليلة الماضية استطاعوا فعلًا توزيع الأدوار على العناصر الشبابية، واستقطاب عناصر جديدة للانضمام لصفوف الجماعة وقاموا بتكوين «١١» خلية جديدة بعناصر كلها شبابية، وكانوا يقفون خلف عدة تفجيرات حدثت مؤخرًا، بالتحريض والدعم ورسم الخطط، وهو ما دفع جهاز الأمن الوطنى على وجه الخصوص للعمل على ملاحقتهم وضبطهم في إطار توجيه الضربات الاستباقية للتنظيمات الإرهابية، ووصل عدد المقبوض عليهم حتى الآن من القيادات الوسطى إلى المائة تقريبًا، وكلهم مرتبطون بعمليات إرهابية حدثت مؤخرًا في بعض المحافظات، وهم أيضًا المسئولون حاليًا عن الدعم المادى للجماعة والذي يصل من الخارج وتدبير وصول الأسلحة وتسليمها للعناصر التي تقوم بالتنفيذ.
ويضيف المسئول الأمنى أن معظمهم تدرب على يد خيرت الشاطر، لأنه كان مسئولًا في فترات كثيرة عن لقاءات القيادات الوسطى، وتوجيههم ونقل تعليمات مكتب الإرشاد لهم، لما له من مكانة عالية في نفوسهم.
كان «الشاطر» مسيطرًا عليهم وعلى بعض القيادات الشبابية، حيث إنه كان قدوة للعديد من شباب الجماعة، وكان كثيرا ما يطلب الشباب الاجتماع معه من خلال القيادات الوسطى، وكان يلتقى بهم بناء على طلبهم وكان من أحد مبادئ «خيرت» أنه يجب أن يكون لدى الجماعة أشخاص يعتمد عليهم وقت الأزمة، وأن يتحملوا المسئولية، وأن يقوموا بدور ومهام القيادات العليا في حالة غياب هذه القيادات لأى سبب.
هذا ما حدث فعلًا خلال الفترة الماضية، حين صعد نجم القيادات الوسطى، وبدأت في تكوين مكتب إرشاد جديد، يتكون من عدد منهم، وعلمت الأجهزة الأمنية أنهم من خلال لقاءاتهم بخيرت الشاطر في السجن وبعض القيادات الأخرى في جماعة الإخوان، تم اختيار أعضاء مكتب الإرشاد، وتوزيع المهام والأدوار عليهم، وتم رصد اجتماعاتهم التي كانت تجرى في محافظات مختلفة، حيث إن كل اجتماع يكون في محافظة غير الأخرى لدواعى السرية وتضليل الأمن، وقاموا بنشاط كبير خلال هذه الفترة في التنسيق مع العناصر الإخوانية في كل الأنحاء، وكانوا يقولون لهم إن هدفهم هو الحفاظ على وجود هذه الجماعة الآن ضد محاولات النظام التي تهدف للقضاء عليها نهائيًا.
من النسخة الورقية
«الإرهابية» شكلت 11 خلية لاستهداف الجيش والشرطة.. والأمن يرد بضبط 100 عنصر من القيادات الوسطى.. وتمويلات من التنظيم الدولى للإخوان إلى الجهات الداخلية
جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة عشوائية إنما «منظمة للغاية».. كانت الحجة التي خدعوا بها الشعب المصرى - بعض الوقت - أنهم أكثر القوى الموجودة على الساحة في مصر تنظيمًا سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، لذلك فهم الأقدر على تولى السلطة.
الجماعة تحافظ جيدًا على كيانها حتى في فترات الملاحقة والمطاردة من الأنظمة الحاكمة، ولو سجنت جميع قياداتها، فإن البديل يكون دائمًا جاهزًا ومستعدًا لمواصلة الطريق وقيادة المرحلة.
مرشد الجماعة وهو الرأس ويليه القيادات العليا، وهى الأشهر والأبرز مثل خيرت الشاطر ومحمد البلتاجى ومحمود عزت، ثم القيادات الوسطى وأخيرًا الشبابية.
يقول مصدر أمنى إن ما يحدث منذ عزل مرسي عقب ثورة ٣٠ يونيو يكشف مدى حرص جماعة الإخوان على الحفاظ على كيانها التنظيمي، وهو أمر معروف جيدًا لمن يتابعون الإخوان ويعملون في «الأمن السياسي».
ما يحدث الآن من محاولات الحفاظ على بقاء وتواجد الجماعة، حدث قبل ذلك كثيرًا على مدى العقود الماضية، منذ أن أنشأ حسن البنا الجماعة.
بعد ٣٠ يونيو تم القبض على غالبية قيادات الجماعة، وهرب البعض الآخر إلى الخارج، وتمركزوا في قطر وتركيا وبريطانيا وأمريكا، واستمرت القيادات المقبوض عليها في تحريك أمور الجماعة وأوضاعها وتحركاتها وهى داخل السجن، وتمت السيطرة على هذا الأمر، ولكن ليست سيطرة كاملة لوجود بعض «الثغرات».
جماعة الإخوان دائمًا تحضر الصف الثانى للصعود في الوقت المناسب، وهو ما يحدث حاليًا، فقد كشفت الأجهزة الأمنية أن جيلًا جديدًا صعد إلى السطح، ويتولى القيادة منذ شهرين تقريبًا.
هؤلاء ما يطلق عليهم القيادات الوسطى، وهم من يديرون أمور الجماعة حاليًا، وهم على اتصال مع «القيادات الهاربة» وعلى رأسهم محمود عزت وقيادات التنظيم الدولى للإخوان.
كما أنهم يشكلون الآن «حلقة الوصل» بين الداخل والخارج، أي بين القيادات والعناصر الإخوانية في مصر، وكذلك القيادات داخل السجون والإخوان خارج مصر ومصادر التمويل.
تحركات هؤلاء تجعل السيطرة عليهم حتمية قبل أن يتمكنوا أكثر مما يقومون به، ومن مكانتهم داخل الجماعة سواء في مصر أو الخارج وللحد من خطورتهم، وهو ما انتبه إليه الأمن في مصر بعد اكتشاف هذا الأمر، وبدأت الأجهزة الأمنية في ملاحقتهم واصطيادهم من كل محافظات مصر.
يقول المصدر الأمنى إن القيادات الوسطى في الجماعة، ليست أقل خطورة من القيادات العليا، وليس معنى «الوسطي» أنهم من متوسطى الأعمار، وإنما من الممكن أن تكون قيادة وسطى لعنصر يبلغ من العمر ٦٠ عامًا، لأن المسألة داخل الجماعة ليست مرتبطة بالسن أو العمر، بل مرتبطة بالأهمية وبالدور الذي يقوم به العضو.
هذه العناصر لها أهمية كبرى داخل الجماعة، لأنها تكلف بمهام عديدة ومنها المسئولية عن متابعة الأسر داخل التنظيم، وتدريب العناصر الشبابية وتقسيمهم كل حسب قدراته، وتتابع احتياجات الأعضاء في المحافظات والموافقة أو رفض انضمام العناصر الجديدة، وهم أيضًا حلقة الوصل بين الأعضاء والشباب وبين القيادات.
ويقول مسئول سابق بجهاز الأمن الوطنى إن القيادات الوسطى تعد أهم حلقة في دائرة تنظيم الإخوان، لأن الكبار وهم أعضاء مكتب الإرشاد مشغولون طول الوقت برسم السياسات العامة للجماعة، وتحقيق أهدافها التي هي طبعًا أهداف سياسية فقط، وليس لها علاقة بالدعوة والدين، كما أن القيادات لا تتقابل مع إلا نادرًا، وكلما دعت الحاجة لهذا الاستثناء، كما أنهم كثيرًا غير متواجدين في مصر بصفة دائمة ويسافرون للخارج كثيرًا، كما أن لكل منهم أعماله والبيزنس الخاص به، وليس لديهم متسع من الوقت للتفرغ لمشكلات أعضاء الجماعة، وهو الدور الذي تقوم به القيادات الوسطى، وفى نفس الوقت ينقلون كل شيء للكبار عن طريق تقارير تشبه التقارير الأمنية، ولذلك فإن مسئوليتهم كبيرة ودورهم مهم وهم الآن يحافظون على وحدة الجماعة والسيطرة على حالة التخبط التي تصيب الشباب، ودورهم الآن أصبح أساسيًا، لأنهم أصبحوا يقومون بمهام القيادات الوسطى، وأيضا القيادات العليا في وقت واحد، وهم الآن يحرضون ويخططون ويجمعون شمل الجماعة، وينظمون العمل من جديد في صفوف التنظيم.
ويؤكد المسئول الأمنى أن هؤلاء خلال الشهور القليلة الماضية استطاعوا فعلًا توزيع الأدوار على العناصر الشبابية، واستقطاب عناصر جديدة للانضمام لصفوف الجماعة وقاموا بتكوين «١١» خلية جديدة بعناصر كلها شبابية، وكانوا يقفون خلف عدة تفجيرات حدثت مؤخرًا، بالتحريض والدعم ورسم الخطط، وهو ما دفع جهاز الأمن الوطنى على وجه الخصوص للعمل على ملاحقتهم وضبطهم في إطار توجيه الضربات الاستباقية للتنظيمات الإرهابية، ووصل عدد المقبوض عليهم حتى الآن من القيادات الوسطى إلى المائة تقريبًا، وكلهم مرتبطون بعمليات إرهابية حدثت مؤخرًا في بعض المحافظات، وهم أيضًا المسئولون حاليًا عن الدعم المادى للجماعة والذي يصل من الخارج وتدبير وصول الأسلحة وتسليمها للعناصر التي تقوم بالتنفيذ.
ويضيف المسئول الأمنى أن معظمهم تدرب على يد خيرت الشاطر، لأنه كان مسئولًا في فترات كثيرة عن لقاءات القيادات الوسطى، وتوجيههم ونقل تعليمات مكتب الإرشاد لهم، لما له من مكانة عالية في نفوسهم.
كان «الشاطر» مسيطرًا عليهم وعلى بعض القيادات الشبابية، حيث إنه كان قدوة للعديد من شباب الجماعة، وكان كثيرا ما يطلب الشباب الاجتماع معه من خلال القيادات الوسطى، وكان يلتقى بهم بناء على طلبهم وكان من أحد مبادئ «خيرت» أنه يجب أن يكون لدى الجماعة أشخاص يعتمد عليهم وقت الأزمة، وأن يتحملوا المسئولية، وأن يقوموا بدور ومهام القيادات العليا في حالة غياب هذه القيادات لأى سبب.
هذا ما حدث فعلًا خلال الفترة الماضية، حين صعد نجم القيادات الوسطى، وبدأت في تكوين مكتب إرشاد جديد، يتكون من عدد منهم، وعلمت الأجهزة الأمنية أنهم من خلال لقاءاتهم بخيرت الشاطر في السجن وبعض القيادات الأخرى في جماعة الإخوان، تم اختيار أعضاء مكتب الإرشاد، وتوزيع المهام والأدوار عليهم، وتم رصد اجتماعاتهم التي كانت تجرى في محافظات مختلفة، حيث إن كل اجتماع يكون في محافظة غير الأخرى لدواعى السرية وتضليل الأمن، وقاموا بنشاط كبير خلال هذه الفترة في التنسيق مع العناصر الإخوانية في كل الأنحاء، وكانوا يقولون لهم إن هدفهم هو الحفاظ على وجود هذه الجماعة الآن ضد محاولات النظام التي تهدف للقضاء عليها نهائيًا.
من النسخة الورقية