الإثنين 08 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

الرجل الذى يعرف كثيرًا يواصل حديثه (4- 4).. أسرار تُنشر لأول مرة عن اعتصام رابعة العدوية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسرار تُنشر لأول مرة عن اعتصام رابعة العدوية

القوات الأمنية عثرت على جثث مدفونة في الحدائق المحيطة بالميدان تعود إلى أيام الاعتصام

الأجهزة السيادية تركت تجمع الإخوان يستمر لمدة طويلة بهدف تجميعهم في مكان واحد بدلًا من تشكيل 40 بؤرة

توقفت أكثر من مرة عند محطات في شهادة الصقر تامر الشهاوى، على وقائع وأحداث كثيرة خلال حكم جماعة الإخوان، لكننى توقفت أكثر عند ما قاله عن اعتصام رابعة العدوية، سيظل هذا الاعتصام هو الأزمة الكبرى التي ربما ستقابل أجيالا قادمة وبقسوة، فالإخوان يستغلون هذا الاعتصام ليجعلوا من فضه أيقونة يجمعون حولها أجيالهم القادمة، يُعلمونهم هامش ما جرى من فنون القسوة والرغبة في الانتقام، يمدون في عمر جماعتهم، هذا إذا كان لها عمر بدماء الأبناء الذين يتساقطون، وبزرع الكراهية فيمن يتبقى منهم على قيد الحياة.

حوار مع الصقر تامر الشهاوى: كنت شاهدًا على أول رصاصة أطلقتها الجماعة من داخل الاعتصام.. وعلى أول شهيد من رجال الداخلية

قلت للصقر: قصة اعتصام رابعة العدوية كبيرة جدا، هناك من يرى أنه لم يكن من الواجب على النظام أن يترك الاعتصام يتضخم إلى هذه الدرجة، وكان عليه أن يحاصره، حتى يَسهُل عليه فضه، وهناك من يرى أن النظام تعمد أن يجمع كل هؤلاء في ساحة واحدة، ليُطلع العالم على مخططاتهم وأحاديثهم، ليعرف كم هم إرهابيون، وكم هم ضد الشعب المصرى كله، وكانت هذه رسالة حرص النظام على زرعها ليحصد بعد ذلك تأييدًا دوليًا لفض الاعتصام بالطريقة التي يراها مناسبة بصرف النظر عن الضحايا.. لكن بعيدا عن التفسيرات الكثيرة، كيف تنظر أنت إلى الأمر، كيف تابعت الأجهزة السيادية الاعتصام، وكيف تعاملت معه؟

كالعادة وجدت عنده ما يمكن اعتباره مختلفًا عما يتم ترويجه.

- يقول: «جاءتنا معلومات من أكثر من جهة بعد 3 يوليو، أن جماعة الإخوان تستعد لحشد أنصارها في ميدان رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، وأنهم قرروا استمرار الاعتصام الذي كان قد بدأ بالفعل، وبدأنا نرصد أن جماعات الإسلام السياسي المختلفة والتيارات التي ترفع شعار الجهاد بدأت تتعاطف مع الجماعة، على اعتبار أنهم جميعا يؤيدون مشروعا سياسيا واحدا، يضعون عليه غطاء إسلاميا.

الرصد الأهم في هذا السياق كان للأخبار التي بدأت تأتينا عن جمع أكبر كمية من السلاح من مناطق مختلفة، ويتم نقلها بسرعة كبيرة إلى مقار الاعتصام، كما أن ما فعله الإخوان في مقر الاعتصام كان يشير إلى أنهم يريدون الاستمرار أطول فترة ممكنة، فقد قاموا بإنشاء بوابات أمنية للحماية، وظهرت مجموعات أطلقوا عليها الردع والحماية.

وبدا أن هناك حالة من التسكين يقوم بها المسئولون عن الاعتصام، حيث قاموا بتأجير شقق في المنطقة، وفتح أعضاء الإخوان الموجودون في محيط ميدان رابعة شققهم لقيادات الجماعة، كما قامت جمعيات خيرية معروفة بالاسم بتوفير أماكن لعدد كبير من كبار المعتصمين، والذين كانوا يظهرون على فترات خلال الاعتصام.

كيف تم التعامل مع الاعتصام في البداية؟

- التعامل تم في البداية بحكمة شديدة، وبأعلى درجات ضبط النفس، وقد حاول الإخوان المتحدثون على منصة رابعة أن يستفزوا الجيش والنظام، لكننا كنا نعتبر هذا كلامًا في الفراغ لا قيمة له، ولا يجب أن نتوقف عنده، وبدأت قنوات التواصل، حيث كان هناك وسطاء كثيرون أرادوا ألا يصل الأمر إلى الصدام، وقد فتحنا باب التفاهم على مصراعيه، وكان الشرط الوحيد لدينا هو أن تقبل الجماعة ومن يقفون وراءها بالاختيار الشعبى، لكن الجماعة كانت متصلبة، ورافضة لأى تفاهم من أي نوع، بل يمكن أن أقول الآن وبوضوح إن الجماعة هي التي أفشلت كل مساعى فض الاعتصام بشكل ودى، ويبدو أنها كانت حريصة طوال الوقت على أن يحدث صدام، كانوا يريدون أن تكون لديهم مظلومية كبيرة، حتى يطيلوا في عمر التنظيم، إنهم يشحنون عمر جماعتهم بالدماء، حتى لو كانت دماء لأبرياء لا علاقة لهم على الإطلاق بالجماعة أو أهدافها أو ما تريده.

كيف تابعت فض اعتصام رابعة؟

- يمكن أن تعتبرنى شاهد عيان على الفض، فمقر الجهاز موجود أساسا بالقرب من رابعة، وكنت أقف على سطح الجهاز، وأنا أتابع عملية الفض فقد رأيت ما حدث بدقة شديدة، ولا تزال الصورة أمامى حتى الآن ولا يمكن أن أنسى ما جرى أبدا.

لقد كنت شاهدًا بالفعل على أول رصاصة خرجت في هذا اليوم، وكنت شاهدا على سقوط أول شهيد في عملية الفض، وهو شهيد من أبناء الأمن المركزى، وكان برتبة ملازم أول، فالرصاصة الأولى خرجت من الاعتصام، وقبل أن تبدأ القوات التعامل، بعد أن انتهى التحذير الذي سمعه الجميع، والذي طالب بإخلاء مكان الاعتصام، والتأكيد على توفير ممر آمن من مقر الاعتصام دون أن يتعرض أحد إلى سوء، بدأ الموجودون في الاعتصام التعامل مع قوات الجيش والشرطة.

ماذا رأيت على وجه التحديد؟

-رأيت مسلحًا بدأ بإطلاق الرصاص على السيارات المشاركة في فض الاعتصام، وكان هناك ٤ أشخاص يقفون في شارع النصر من اتجاه شارع الطيران أمام بنك مصر، ومعهم أسلحة نارية، وبعد أن بدءوا في التعامل مع القوات بدأت اللوادر تدخل إلى مقر الاعتصام.

من المعلومات المتوفرة لديك.. كيف تصرفت قيادات الجماعة أثناء الفض؟

- يمكن أن أقول لك إن القيادات تصرفت على ثلاثة مستويات، المستوى الأول خرج من الاعتصام إلى الشقق التي كانوا قد قاموا باستئجارها في المنطقة، وظلوا بها لفترة بعد الاعتصام، ومن بينهم محمد بديع الذي أُلقى القبض عليه من داخل إحدى هذه الشقق، والمستوى الثانى لقيادات خرجت قبل الاعتصام بساعات واستطاعوا بطرق مختلفة أن يخرجوا من مصر، وقد ظهروا بعد ذلك في قطر وتركيا، والمستوى الثالث خرج من مقر الاعتصام، لكنه هرب إلى أماكن مختلفة، إلى أن تم القبض عليهم في أوقات متفاوتة.

أريد أن أسالك عن المستوى الثالث، لماذا لم يخرج من مصر خاصة أنه كانت هناك فرصة لذلك، مثلما حدث مع آخرين؟

- هناك أكثر من سبب لذلك، لكن أهمها أن هذه القيادات كانت لديها ارتباطات مالية واقتصادية، لم يستطيعوا أن يحسموها، ولذلك فضلوا البقاء في مصر إلى جوار أموالهم، ثم وهذا هو السبب الأهم، لقد اعتقد عدد من هذه القيادات، أنهم يمكن ومن خلال قدراتهم التنظيمية التي اعتقدوا أنها عالية أن يظلوا هاربين أطول فترة ممكنة، وهى الفترة التي اعتقدوا أنه يمكن أن يحدث خلالها حراك في الشارع يساند الجماعة، فتعود الأوضاع مرة أخرى إلى ما كانت عليه قبل 30 يونيو، وساعتها يمكن أن يخرجوا إلى الحياة العامة مرة أخرى، لكن بدا للجميع أن حساباتهم كانت خاطئة، حيث تم الإيقاع بهم ربما أسرع مما كانوا يعتقدون.

الجريمة كانت جريمة القيادات فيما أعتقد؟

- بالطبع الجريمة كلها كانت جريمة القيادات، فقد قاموا بأكبر عملية لشحن الشباب حتى لا يقبلوا بالحلول السلمية المطروحة، لكنهم تركوا الشباب في العراء، ولم يقفوا إلى جوارهم، ولذلك لم يتم القبض على أي قيادة خلال فض الاعتصام، ولم يقتل أحد منهم، وهو ما يؤكد أنهم خرجوا جميعا سالمين، تاركين الشباب وراءهم ليلقوا حتفهم.

ثار لغط كبير بسبب الجثث التي تم العثور عليها، قيل إنها كانت جثثا حديثة تم قتل أصحابها في الساعة الأولى لفض الاعتصام، وقيل إنها كانت جثثا تم قتل أصحابها أثناء الاعتصام، وتم دفنها أسفل المنصة؟

- دعك من هذه الجثث التي أكد الجميع أنها في النهاية تم قتل أصحابها بيد الإخوان، فقد يكون وراءها جدل نجحت الجماعة في إثارته، لكننى سأكشف سرا لأول مرة، فبعد أن وضعت قوات الجيش والشرطة يدها على ميدان رابعة وبدأت في تنظيفه، عثرت على عدد كبير من الجثث في الحدائق المحيطة بميدان رابعة، وقد تأكد أن هذه الجثث قديمة وتعود إلى أيام الاعتصام، وهو ما يؤكد أن المعتصمين قاموا بقتل عدد كبير من المعارضين لهم، وكان شهود عيان أكدوا أن المعتصمين كانوا يستوقفون أعدادا من المصريين الذين يمرون إلى جوار الاعتصام، ويجبرونهم على مشاركتهم اعتصامهم، ومن يرفض يُقتل على الفور، وهو ما يفسر وجود هذه الجثث المجهولة.

يظل السؤال: لماذا تركت الأجهزة السيادية الاعتصام يتضخم إلى هذه الدرجة؟

- الإجابة ببساطة أن الأجهزة السيادية توفرت لديها معلومات تشير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت لديها إستراتيجية واضحة في حال منع دخولهم إلى اعتصام رابعة، وهى أن يعتصموا في أكثر من بؤرة على مستوى الجمهورية، وساعتها كنا سنواجه أكثر من 30 أو 40 اعتصاما في أماكن مختلفة، فتم الاستقرار على تجميع المعتصمين في مكان واحد، حتى تسهل المواجهة، ثم إنه كانت هناك تصورات لدى النظام عن قبول الإخوان للفض السلمى للاعتصام وعدم الوصول إلى حد الصدام، لكن ما جرى كان عكس ذلك تماما.