يمتلك معلومات حول كل كبيرة وصغيرة عن الأمن القومي ومنضبط ومتدين ومخلص في عمله ويضع كل السيناريوهات أمامه.
جرئ بعيدًا عن التهور وقادر على اتخاذ أخطر القرارات وتحمل مسئوليتها ويناقش كل التفاصيل ويستمع لكل الآراء.
لم تكن هناك تقاطعات واضحة بين السيسي وعمر سليمان لكن جمعت بينهما علاقات رسمية متعددة.
المشير طنطاوى انحاز إلى الثورة ووقف من اللحظة الأولى إلى جوار مطالبها وأعلن ذلك بشكل واضح.
أمانة السياسات كان بها 30 مقعدًا المعروف منها طوال الوقت 29 مقعدًا والمقعد الثلاثون كان خاليا طول الوقت وهو خاص باللواء عمر سليمان
«السيسي» كان شديد الإعجاب بعمر سليمان ويراه شخصية وطنية وكان بينهما تنسيق دائم بعد ٢٥ يناير.. والحرص على الأمن القومي وفهم طبيعة الجماعات الإسلامية جمع بينهما.
«السيسي» لم يتآمر على «طنطاوى» وقبل تولى وزارة الدفاع بعد علمه بموافقة المشير.
محمد بديع كان مهتمًا بالملف الخارجي والتنسيق مع التنظيم الدولي للإخوان، من اللحظة الأولى لدخول محمد مرسي القصر كان واضحًا جدًا أنه ليس له علاقة بشيء يبصم فقط.
يتحدث بثقة مطلقة.. لديه منطق يصعب أن تهدمه.. يمتلك أطراف الصورة التي تلخص كثيرًا مما حدث في مصر منذ 25 يناير وحتى الآن.
لا يكشف - عن عمد - تفاصيل عمله ولا مهمته ولا ما قام به، فهناك خيط رفيع بين ما يعرفه ويجب أن يحتفظ به إلى الأبد لأنه ليس ملكه وحده، وما يمكن أن يفصح عنه ليصبح ملكا لنا جميعا.
إنه تامر الشهاوي.. أو الصقر كما كانوا يلقبونه. مؤكدا أنكم تريدون تفاصيل أكثر عن هذا الذي سيكون ضيفًا علينا في حلقات متصلة.
لن يكون متاحًا أن نتحدث كثيرًا عنه، لكن كل ما أستطيع أن أقدمه لكم، أنه ومن خلال ما يقول - شاهدًا عليه ومحركًا له - يمكن أن نعرف كثيرًا عنه وعن أدواره. وإذا كان متاحا لى أن أقول شيئا بين يدى هذه الحوارات، فأنا أؤكد أن محدثى لديه ما يقوله، يعرف أكثر مما ينبغى، قادر على تحليل المشهد، فقد كان قريبًا جدًا مما نعتبره غرفة مظلمة دارت فيها أحداث، وصدرت منها قرارات، وكان العاملون فيها يرصدون كل كبيرة وصغيرة.
قرر تامر الشهاوي منذ فترة أن يساهم ولو من زاوية معينة في تسجيل ما جرى في مصر منذ ثورة 25 يناير، لديه تفاصيل ما حدث بالساعة واليوم، واضعًا ذلك أمام من يريدون التأريخ لفترة من تاريخ مصر قلقة ومقلقة ومتوترة في آن واحد.
أخذته بعيدا إلى حد ما عن هذه المهمة، أردت أن يكون دليلى لمحطات وأحداث وشخصيات وأفكار كان شاهدًا عليها جميعا.
من بين سنوات عمل الصقر، كانت هناك سنوات عمل فيها بالقرب من عبدالفتاح السيسى، كان وقتها اللواء السيسى نائب مدير جهاز المخابرات الحربية.
■ قلت له: متى تعرفت تحديدًا على عبدالفتاح السيسى؟
- قال: في نهايات العام ٢٠٠٩ تم تعيين السيد عبدالفتاح السيسى نائبا لمدير المخابرات الحربية، الذي كان وقتها هو اللواء مراد موافى، وقد استمر في منصبه هذا نحو ٦ شهور، ثم تولى في مارس ٢٠١٠ مسئولية الجهاز، عندما خرج موافى من الجهاز ليتولى مسئولية محافظة شمال سيناء.
■ يقولون إن الانطباعات الأولى تدوم.. ما هو انطباعك الأول عن السيسى؟
- قبل أن يصل إلى الجهاز كان السيسى معروفا، خاصة أنه كان مقربا من المشير محمد حسين طنطاوى، وكانت سمعته المهنية والشخصية تسبقه إلينا، فقد كنا نعرف عنه مدى انضباطه وتدينه وإخلاصه في عمله، فهو منضبط وزكى وجرىء ويمتلك حساسية مفرطة تجاه ملفات الأمن القومى.
■ جرىء إلى أي مدى؟
- الجرأة عنده بعيدة عن التهور، فهو شجاع جدا يأخذ أخطر القرارات لكن بعد أن يفكر في الأمر جيدًا، يضع كل السيناريوهات أمامه، وقد رأيته وهو يستمع بإنصات إلى كل الآراء ممن يعملون معه، يناقشهم في كل التفاصيل بصبر كبير ودأب على معرفة كل شىء، وبعد أن يطمئن إلى قرار معين يأخذه على الفور بصرف النظر عن عواقبه، خاصة ومن خلال العمل معه تتأكد أنه شخص مسئول، أي أنه يتحمل مسئولية قراراته كاملة دون أن يتهرب منها على الإطلاق.
■ قبل الثورة وخلال عمل السيسى في جهاز المخابرات الحربية، كيف تصف أداءه؟
- كان حريصًا على أن يجمع المعلومات عن كل كبيرة وصغيرة عن ملفات الأمن القومى، على أساس أن هذه مهمة القوات المسلحة الأساسية وهى حماية الأمن القومى، ومن أهم ما قام به خلال مسئوليته عن إدارة الجهاز إعداد تقرير مفصل عن الأوضاع الداخلية في مصر، وقد خلص منه إلى أن مصر في انتظار ثورة مقبلة، وأرجع السبب الرئيسى فيها إلى أن هناك مقدمات تطرح لفكرة التوريث وتخمينات بأن مبارك لن يترشح، وهو ما كان مثيرًا للشارع السياسي المصرى، وأدى إلى حالة من الاحتقان السياسي قد تدفع البلاد دفعًا إلى ما لا تحمد عقباه، فضلا عن حالة الاحتقان التي ثارت عليها طبقات الشعب المختلفة لتردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهناك تخمينات بأن مبارك لن يترشح، وأن الحزب الوطنى سوف يرشح جمال مبارك في مايو ٢٠١١، وقد حدد السيسى موعد الثورة في مايو ٢٠١١، لكن أحداث تونس عجلت بالأمر، ووقتها رفع التقرير إلى المشير حسين طنطاوى، وكان متحمسًا إلى ضرورة البحث عن حلول للأزمات السياسية، لأنه كان يرى خطورة الوضع جيدًا.
■ وأثناء الثورة كيف كان يتابع الأوضاع؟
- كانت هناك غرفة عمليات تعمل على مدى اليوم، وكانت لديه كل التفاصيل والمعلومات عما يجرى على الأرض، وهى المعلومات التي وضعها أمام قيادة القوات المسلحة، وأعتقد أن هذه المعلومات تحديدًا هي التي ساهمت في أن ياخذ الجيش موقفه المبدئى، وهو أن يقف إلى جوار مطالب الشعب التي وصفتها القوات المسلحة في بياناتها المتتالية بأنها مشروعة.
■ هل كانت هذه البيانات مفاجئة للرئيس مبارك، أم أنه كان يحاط علما بها، على الأقل لأنه كان القائد الأعلى للقوات المسلحة؟
- تحديدًا البيان الأول الذي أصدرته القوات المسلحة كان مفاجئًا تمامًا للرئيس مبارك، وفى مقابلة جمعته بالمشير طنطاوى والفريق سامى عنان واللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق، قال لهم مبارك: أنتم أعلنتم موقفكم من خلال هذا البيان بشكل واضح. ورغم حرج الموقف إلا أن الجيش لم يكن أمامه إلا أن يأخذ هذا الموقف، فهو في النهاية جيش الشعب وليس جيش النظام.
■ قلت إن أحد العناصر الرئيسية لتقرير السيسى عن الثورة التي توقعها في مايو ٢٠١١ هو شائعات سيناريو التوريث، فهل كان التوريث أمرًا واقعًا في الكواليس التي اطلع عليها السيسى أثناء عمله في المخابرات الحربية؟
- كان التوريث أمرًا قائمًا لدى البعض من داخل النظام، لكن للحقيقة أعتقد أن الرئيس مبارك لم يكن يفكر فيه من أي زاوية، فهو فعليًا لم يتحدث فيه مع أحد ولم يعلن عنه.
وهنا يمكن أن أكشف عن شىء لأول مرة، فقد كانت أمانة السياسات بها ٣٠ مقعدًا، المعروف منها طوال الوقت ٢٩ مقعدا، والمقعد الثلاثون كان خاليا طول الوقت، وكان مبارك يحجزه لعمر سليمان الذي كان يرى طوال الوقت أنه يمكن أن يضبط الأداء في اللجنة، لكنه لم يجلس عليه أبدًا.
■ خلال الـ١٨ يوما التي سبقت تنحى مبارك، تفاعلت أحداث كثيرة في ميادين مصر المختلفة، تردد أن جهاز المخابرات الحربية كان يقوم بأدوار مختلفة خلالها، هل يمكن أن تحدثنا عن هذه الأدوار؟
- كانت المهمة التي قام بها الجهاز ضرورية جدا، فالداخلية سقطت تقريبا يوم ٢٨ يناير، وكان هناك اختراق واضح لمصر من عناصر أجنبية، ولأن الأمن القومى في خطر، فقد كان طبيعيًا أن تزداد المساحة التي تعمل فيها المخابرات الحربية؟
■ من بين ما ينسب للجهاز أنه وأثناء الثورة ألقى القبض على مجموعة من النشطاء، كانوا خارجين من منزل الدكتور محمد البرادعى، وأنه تم استجوابهم داخل الجهاز لمعرفة من يقف وراءهم؟
- دعنى أتشكك في البداية في تفاصيل هذه الرواية، فكما قلت لك الجهاز كان مضطرًا لأن يقوم بمهام محددة، يعوض بها غياب أجهزة أخرى، فلم يكن معقولًا أبدًا أن تترك البلد ساحة مستباحة، لكن أعتقد أن هؤلاء النشطاء لم يتم القبض عليهم لاستجوابهم لمعرفة من يقف وراءهم، لأن جهات عديدة كانت قد رصدت ومبكرًا جدًا كل تحركاتهم وسفرياتهم خارج البلاد، وقد يكون تم القبض عليهم بسبب اختراقهم حظر التجول الذي كان ساريًا وقتها، وأعتقد أن الفريق أحمد شفيق تحدث عنهم، وتدخل من أجل الإفراج عنهم بعد ذلك، وهو ما حدث تقريبا.
■ بعد أن انتهت أحداث الثورة ذهب عدد من المثقفين والصحفيين إلى وزارة الدفاع بدعوة من المجلس العسكري لإطلاعهم على دور الجيش في الثورة، وكانت المفاجأة أن اللواء عبدالفتاح السيسى هو الذي يقدم لهم شرحًا تفصيليًا عما جرى!
- كان هذا طبيعيا جدا، فقد كان وقتها مديرا لجهاز المخابرات الحربية، ومن موقعه كان يدير غرفة عمليات يتابع من خلالها كل صغيرة وكبيرة دارت أيام الثورة، وأعرف عن قرب أن من استمعوا له خرجوا بانطباعات رائعة عنه، فقد كان يتحدث بالمعلومات طوال الوقت، وكان لديه منطق واضح في تفسير المواقف والأحداث.
■ لكن تصدر السيسى بهذه الصورة كان يشير ولو من زاوية ما إلى أن المشير طنطاوى كان يميل إليه أكثر من الآخرين؟
- هذا حقيقى.. فالمشير طنطاوى كان ولا يزال معجبًا بالسيد عبدالفتاح السيسى، وأعتقد أن هذا الإعجاب ليس مجاملة أو محاباة شخصية، ولكنه ناتج عن متابعة دقيقة للأداء في العمل، وتخيل أن لديك مجموعة تعمل تراقبهم وترصد أداءهم عن قرب، ويبرز من هذه المجموعة فرد بعينه، فتركز معه، وتكون على ثقة تامة أنه سيكون الأفضل بين رجالك، فتعطيه الأفضلية على الفور، بل وتتحدث عنه بشكل أفضل أمام الجميع.
■ أعتقد أن المشير طنطاوى قال عن السيسى إنه يرى فيه شبابه ولكنه توقع له مستقبلًا أفضل منه.
- أتشكك في أن يكون المشير طنطاوى قال الكلمة بهذا الشكل، أو بهذه الألفاظ، ولكنى قرأتها وأعتقد أنه تمت إعادة صياغتها بعد ظهور السيسى على المسرح السياسي بشكل بارز، لكن هذا لا ينفى أبدًا أن المشير طنطاوى كان يقدر السيسى بشكل كبير، ويرى فيه ما يراه الآخرون.
■ تعرض المشير طنطاوى لكثير من الإساءات عندما كان مسئولا عن إدارة شئون البلاد، ووجه له عدد من النشطاء سبابًا واضحًا جدًا، كيف كان موقفه، ولماذا تنازل عن التحقيق مع من أساءوا إليه؟
- كان ما يفعله كثير من النشطاء مستفزًا للغاية، لم يراعوا اللياقة إطلاقًا مع رجل المفروض أنه انحاز إلى الثورة، ووقف من اللحظة الأولى إلى جوار مطالبها، وأعلن ذلك بشكل واضح، وقد رصدت ردود فعل غاضبة جدا ممن يحيطون بالمشير طنطاوى، وكان البعض يفضل التعامل بحسم كبير، حتى لا تتكرر هذه الإساءات مرة أخرى، لكن المشير طنطاوى في حقيقة الأمر، كان أكثر هدوءًا من الآخرين، وكان يقول أنا متنازل عن حقى، ولن أتوقف عند هذه الإساءات، المهم أن يكون فيه بلد نحافظ عليه، وهؤلاء سيعرفون الحقائق بعد ذلك.
■ على ذكر المشير طنطاوى.. هناك مساحة غير مكشوفة عن علاقة السيسى باللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة، ونائب الرئيس، كيف كان السيسى يرى عمر سليمان؟
- لم تكن هناك تقاطعات كثيرة، بل ربما لم تكن هناك تقاطعات واضحة بينهما، لكن بطبيعة المناصب كانت هناك علاقات رسمية متعددة، فقد كانت هناك عدة شهور شغل خلالها السيسى منصب مدير المخابرات الحربية، وكان سليمان وقتها مديرًا للمخابرات العامة، وكان هناك تنسيق دائم بينهما، خاصة وأن هناك ملفات كثيرة مشتركة، لكن ما رأيته وسمعته بنفسى ويمكننى أن أتحدث عنه، أن السيد عبدالفتاح السيسى كان شديد الإعجاب باللواء عمر سليمان، وكان يرى أنه شخصية وطنية، وقد يكون سر إعجاب السيسى بسليمان ما يجمعهما من حساسية مفرطة تجاه ملفات الأمن القومى، وكذلك الفهم الواضح جدًا لطبيعة التيارات الدينية، فقد كان جزءا من عمل الجهازين على هذه التيارات واضحًا.
■ من بين الملفات التي أسندت للسيسى بعد ثورة يناير - كما تردد - كان ملف التواصل مع التيارات الإسلامية، كيف ترى أداءه لهذه المهمة؟
- أعتقد أن التكليف لم يكن مباشرا ومحددا بالاسم، فهو ولطبيعة المنصب الذي يقوم به كان طبيعيا أن يتواصل مع قيادات هذه التيارات، وكان هناك اتصال معلن من خلال حضوره لاجتماعات المجلس العسكري مع قيادات الأحزاب التي كانت ذراعا سياسية لهذه التيارات، مثل محمد مرسي عن الحرية والعدالة، وعماد عبدالغفور عن حزب النور، وغيرهما من التيارات الأخرى ممن كان لهم حضور طاغ في الشارع المصرى، فقد تحدث هو عن هذه اللقاءات، كما أن بعضا من قيادات هذه التيارات تحدثوا أيضا عنها، فلم يكن هناك شىء سرا على الإطلاق.
■ وفى رأيك كيف أدار السيسى هذه الاتصالات والمقابلات؟
- من بين ما يعرف عن عبدالفتاح السيسى أنه قارئ جيد للتاريخ، ومن بين ما كان يهتم به القراءة والبحث عن التيارات الإسلامية، وأعتقد أنه إلى جوار محاولات التواصل مع هذه التيارات لإنجاز تكليفات سياسية معينة، فقد تعرف على أفكارهم عن قرب، وأصبح أكثر تفهمًا لمقاصدهم وأهدافهم على الأرض، خاصة أنهم بعد ثورة يناير خرجوا من مساحة الكلام النظرى والنشاط السياسي إلى النشاط الحركى، وبدءوا بالفعل في تنفيذ مخططاتهم، وأعتقد أن حالة الفهم التي وصل إليها السيسى بعد لقاءات مع قيادات التيارات الإسلامية، كان لها دور كبير في حسم موقفه بالوقوف إلى جوار الشعب المصرى، في ثورته في ٣٠ يونيو، ضد نظام جماعة الإخوان المسلمين، فقد كان يعرف جيدًا ما الذي يريدونه من مصر وبها.
■ قبل أن يصبح السيسى وزيرًا للدفاع في ١٢ أغسطس ٢٠١٢، قضى ما يقرب من شهر ونصف مديرًا للمخابرات الحربية في ظل رئاسة محمد مرسي، وكان هناك اتهام للأجهزة الأمنية أنها لم تكن متعاونة مع الرئاسة الإخوانية؟
- هذا اتهام ظالم بالطبع، ولكن دعنا نتحدث بصراحة صعما جرى، مهمة الأجهزة الأمنية أن تمد الرئيس بالمعلومات التي يطلبها، وأشهد أن الجهاز قدم له تقديرات الموقف عن كل الأزمات سواء الداخلية أو الخارجية، فكانت المعلومات صحيحة جدا، ولم يكن فيها أي نوع من التدليس، لأن هذا واجب الجهاز بالدرجة الأولى، وقد زاد اللواء السيسى وقتها على المعلومات وتقديرات الموقف أنه كان يقدم نصائح مباشرة وواضحة لمحمد مرسي، ومن أهم هذه النصائح أن يكون رئيسًا لكل المصريين وليس لجماعة الإخوان المسلمين فقط.
■ متى أدرك الجهاز أن محمد مرسي ليس رئيسًا لكل المصريين؟
- من اللحظة الأولى لدخول مرسي القصر، كان واضحًا جدًا أن محمد مرسي لا علاقة له بشىء، هو أقرب ما يكون إلى الصورة، كان إلى جواره أحمد عبدالمعطى مدير مكتبه، وأسعد الشيخة نائب رئيس الديوان، وهما، تقريبا، اللذان توليا مهمة إدارة كل شىء، وكان هذا بالتنسيق مع خيرت الشاطر الذي كان هو الحاكم الفعلى، وبالقرب منهم كان هناك محمد بديع الذي كان مهتمًا بالملف الخارجى والتنسيق مع التنظيم الدولى للإخوان، والنتيجة التي كنا نراها أمامنا أن محمد مرسي لا علاقة له بشىء، يبصم فقط على كل ما يريدونه منه، وهو ما جعله لا يفكر في شىء إلا أن يكون رئيسًا للإخوان المسلمين، ولم يستمع لأصوات من نصحوه أن يتخلص من انتمائه السياسي، حتى يخلص لجميع المصريين، وكانت هذه كارثته الكبرى التي لم يتخلص منها.
■ أعود مرة أخرى لأسأل بشكل واضح.. هل حجبت الأجهزة الأمنية معلومات عن محمد مرسي كان يجب أن يعرفها؟
- بالفعل لم تحجب الأجهزة معلومات عن الرئيس من المفروض أن يعرفها، لكن تخيل عندما تعرف الأجهزة أن المعلومات التي ستصل إلى الرئيس لن تكون في مأمن، وأن هناك من سيسعى إلى تسريبها إلى جهات خارجية، وهو ما جرى بالفعل في قضية التجسس الشهيرة المتهم فيها محمد مرسي لحساب قطر، فقد نقلوا أوراقا وملفات كثيرة، والمصيبة أن الجزيرة كانت تعرض بعضًا من أسرار هذه الملفات، وهى ملفات تخص الأمن القومى المصرى، وقد يكون هناك من تحسب لأن تتسرب معلومات معينة عن الرئاسة فحجبها، لكن لم يكن هناك شىء متعمدا، فقد تعاملت الأجهزة مع محمد مرسي على أنه رئيس منتخب.
■ هناك تصور ما عن تولى السيسى لمنصبه كوزير للدفاع، ووصف بعضهم ما جرى بأنه كان نصف انقلاب، فما الذي جرى على وجه التحديد؟ كيف دخل السيسى مكتب وزير الدفاع، وكيف خرج منه المشير طنطاوى؟
- هنا كثير مما تم إعلانه عن هذه الحكاية، والبعض يريد أن يستغل التفاصيل، في تصوير الأمر على أن عبدالفتاح السيسى اتفق مع محمد مرسي على المشير طنطاوى، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، ليس لأن هذه ليست أخلاق السيسى فقط، ولكن لأن أخلاق العسكرية المصرية لا يمكن أن تسمح أن يتم شىء في الخفاء، وما أعرفه فعلا أن السيسى عندما دخل قصر الرئاسة، وقبل أن يحلف اليمين على أن يصبح وزيرًا للدفاع، كان عرف أن المشير طنطاوى لديه علم بما يحدث، وبصرف النظر عن أن المشير طنطاوى لم يكن يعرف بالفعل، إلا أن هذا ما عرفه السيسى.. والمعنى واضح، لقد كان الإخوان يتصرفون على طريقة التنظيم السرى، وأعتقد أن السيسى فطن إلى هذا جيدًا ومنذ البداية.
■ كيف رأيت ترشح السيسى للرئاسة، هناك من يرى أنه كان من الأفضل أن يستمر وزيرًا للدفاع؟
- هو كان يرى ذلك أيضا.. كان يفضل أن يظل وزيرًا للدفاع، وأعتقد أن قرار ترشحه للرئاسة لم يكن قراره وحده، فقد كانت هناك اجتماعات عديدة داخل القوات المسلحة، وكلها كانت تسعى إلى أن يقبل السيسى مطالب الشعب بالترشح، لأن المرحلة حرجة جدا، وتستحق أن يكون هناك قائد بمواصفاته ليقف أمام مخططات تخريب مصر وتدميرها.
■ وكيف تراه رئيسا؟
- بدون تفاصيل... الرئيس دخل الرئاسة لينجح.
من النسخة الورقية