18 ديسمبر 2012، كان يوم رحيل السيدة علا لطفي عن عالمنا، بعد رحلة طويلة من المعاناة والألم مع مرض السرطان، تلك السيدة التي لم تكتشف حقيقة مرضها إلا بعد الانتهاء من مشروعها العظيم، والذي ما زلنا نحاول استكماله حتى الآن.. مستشفى سرطان الأطفال 57357.
البداية كانت مع معهد الأورام، الذي لم يعد كافيًا لمواجهة طوفان المرضى، وأغلبهم من غير القادرين، واحتلال الأطفال لمراكز متقدمة في سباق الموت بسبب هذا المرض،
تتبنى علا فكرة إنشاء مستشفى متخصص لعلاج أورام الأطفال، تتحمل تكلفة دراسة الجدوى بالكامل، إضافة إلى التخطيط والتصميم، طارقة كل الأبواب من أجل الوصول إلى الحلم، أن تصبح مصر بلا مريض سرطان، حلم الحفاظ على بسمة الأطفال، في مواجهة توحش المرض.
رغم كونها زوجة لرجل أعمال شهير، إلا أن طلباتها لرجال الأعمال بمد يد العون لقوبلت بالرفض الشديد، والجفاء في معظم الأحيان، حتى قررت أن يكون مشروعها الخاص، كما كان حلمها الخاص، ليخرج الحلم للنور، يوم 7 يوليو 2012، مجسدا عزيمة سيدة صنعت، المستشفى الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
على مدى عشرين سنة، حاربت علا المرض بالعزيمة، وجسدته في حلمها المتمثل في مستشفى تحارب المرض لكل المصريين، لازال عمال وأطباء المستشفى يروون كيف كانت تحتضن الأطفال عقب خروجهم من غرفة العمليات لتجفف دموعهم وتخفف آلامهم، وتتحاور مع أمهاتهم، وتقدم لهن نصائحها وإرشاداتها، وتتابع احتياجاتهن، وفقًا لرواية الأستاذ كمال زاخر.
بعد رحلة علاج قصيرة في أمريكا لنحو أربعة شهور، فتحت الكاتدرائية المرقصية أبوابها للصلاة عليها، وكأنها على موعد مع يناير، فيه تدخل العالم، وفيه تنطلق إلى السماء محاطة بصلوات ودعوات عشرات الآلاف من الأطفال وأسرهم الذين أحاطتهم بحنانها وعطائها.
كانت علا أول متبرع لهذه المستشفى، رغم كونها مؤسستها، لتضرب مثالًا للعطاء أمام الجميع، حيث تبرعت بعشرة ملايين جنيه لبدء أعمال البناء، وبعد وفاتها قرر زوجها رجل الأعمال رؤوف غبور، التبرع للمستشفى بــ 20 مليون أخرى اكرامـًا لها ووفاءًا لذكراها.
هذا العام لن تعقد مستشفى سرطان الأطفال احتفالية كعادتها كل عام، ففي 2012، وتحديدًا السبت 14 يناير 2012، كانت آخر حفلات المستشفى بحضور هذه السيدة العظيمة، كانت الاحتفالية لتكريم المتبرعين الدائمين في برنامج "كفالة السرير" لعلاج المرضى، وذلك بالتزامن مع مرور 5 سنوات على تشغيل المستشفى في يوليو عام 2007.